السير في الممنوع محمد العزبي

من غير ليه
محمد العزبي
ezaby azaby @ yahoo. com
السير في الممنوع

لم أكن أحب للدكتور أحمد نظيف ان يقبل
السير في الممنوع اثناء زيارته الأخيرة لمدينة الاقصر. فهو رئيس وزراء مصر
وأول من يحترم القوانين التي أصدرتها حكومته.. علي الاقل علنا!

وهو رجل متحضر لا يوافق علي ارتكاب مخالفة أو أن يقوده سائقه ومن معه
لارتكابها. متأكدا أنه لم يكن يستطيع ان يفعلها في بلد آخر حتي ولو كان
رئيس وزرائه. فهل يضرب الرجل بذلك المثل علي ان أصحاب النفوذ في بلادي من
حقهم خرق القوانين. ولاندري كم تطول قائمة الأكابر في هذا الزمان. ليصبح
العقاب من حق "الغلابة" وحدهم؟!

ولا تقولوا بأن المرور لم يرتبك بالسير في الممنوع فنشكر الرجل علي
مافعل. ونتمني لو ان الأمر تكرر في كل محافظة وفي القاهرة لعل ذلك يكون
حلا للأزمة والزحام.. ولو ان مخالفات المرور علي اشدها كان الله في عوننا.
وفي عون رجال الشرطة.. هذا مع انه لو اخذنا رئيس الوزراء غرامة ولم نستمع
لنداءات "الكوسة" وانا ابن مين وأخوه وعمه وجاره ومعرفة ولو توقفنا عن
التعنت والاستعراض وعشوائية الكمائن وظهورات نشاط الضبط والربط لأخذ
الجميع الأمر بجدية.

ماذا نفعل ورئيس الوزراء عيني عينك ومعه كل أجهزة الأمن والإدارة
المحلية يسيرون في الممنوع. ومبسوطين لأن حركة المرور في المدينة لم تتأثر
ولم يغلق أي شارع وهو ما أدي إلي شعور عام بالرضا بين المواطنين كما قال
مراسل جريدة "المصري اليوم" من الاقصر!.. أما باقي الصحف فلم ترد فيها تلك
الملاحظة.

كذلك لم أصدق ان يقوم الضيف الكبير بجولة علي قدميه دون مرافقين أو
حرس. وهو ما أشك فيه. وان حدث قبل شروق الشمس.. ولم أحب ان يأمر رئيس
الوزراء أثناء سيره بإزالة قصرين تاريخيين مهما كانت الأسباب. دون دراسة
ولجنة فنية. ليس دفاعاً عن ورثة اصحاب القصور أو حتي عن احترام التاريخ
ولكن عن الأصول والقواعد التي يجب ان تتبع في مثل هذه الحالات.

أذكر قصة قديمة عن انشاء كوبري علي النيل في أسوان استقر المهندسون
والخبراء علي أفضل مكان لموقعه بعد اختلاف وضغوط بسبب مصالح لأصحاب نفوذ..
حتي جاء مسئول كبير يزور فتقدم منه عضو مجلس شعب يشكو فإذا بالمسئول يسأل
وهو واقف ولا علاقة له بالهندسة أو الكباري "لماذا لا ينقل شوية؟" وأشار
بأصبعه إلي الشمال واليمين فكانت هي الأوامر. بلا لجنة ولاغيره!!

كان علي الدكتور "احمد نظيف" أن يأتي ويتحري ويطلب رأي الخبراء قبل "فرمان" الهدم.


قد يبدو ما أقوله لا أهمية له في زمن يسير فيه الجميع في الممنوع
ويجري هدم أي شيء مهما كانت قيمته..ولكنني احب واحترم شخص الدكتور "أحمد
نظيف" وما كان له ان يفعل ذلك!

هذا مع أن زيارة الاقصر - موضوعياً - كانت ناجحة وضرورية!