خفافيش الظلام.. اغتصبوا "محبوبة" البرنسيسة!!

خفافيش الظلام..
اغتصبوا "محبوبة" البرنسيسة!!

* كانت تتصور "بنت الذوات" أن أفلام
السينما نوع من الخيال "للفرجة" فقط.. ولكن مأساتها تكاد تكون سيناريو
جديدا معدلا لفيلم "الأرض" الذي جسد بطولته الفنان الراحل محمود المليجي
بقدرة واقتدار تأكدت أن الحقيقة أغرب من السينما وأعجب من الخيال.. وأن
الحياة فيها ما لا يمكن أن يصدقه عقل إنسان قليل الخبرة محدود التجارب.
راحت تتلفت يمينا ويسارا "وتمصمص" شفتيها المرتعشتين من فعل الخوف والرعب
أمام خفافيش الظلام الذين انطلقوا من أوكارهم في جنح الظلام.. اغتصبوا
أرضها بالقوة والسلاح وصاروا يرتعون فوق تراب أرضها المسلوبة لتتهاوي تحت
أقدام البطش والجبروت بين أيادي جارها صاحب العزوة العائلية والجاه
والسلطان!

تفتحت عيناها منذ صباها علي الحياة بين أسرة ثرية عريقة تملك الأراضي
والعقارات والمال الوفير وعائلها يشغل مركزا مرموقا حينذاك.. اعتادت
اصطحاب والدها وأخوتها لقضاء الإجازة الصيفية والراحة والاستجمام بين
الخضرة والماء بين ربوع أرض زراعية يمتلكها والدها بزمام إحدي القري
مساحتها ثلاثة أفدنة تقع علي ضفاف نهر النيل الهاديء.. تشبع عيونها
بالخضرة وتستنشق الهواء النقي حتي أصبحت الأرض "محبوبتها" عشقها الأول
والأخير تشعر بين أحضان طبيعتها الساحرة الخلابة بالراحة والهدوء
والاستجمام.

ومرت السنوات هادئة ووردية ومستقرة في حياتها الأسرية الموفورة
الحال.. وفجأة اختطف الموت منذ سنوات والدها وودعت فيه نعم الأبوة
والرعاية الطيبة وحرصه الشديد طوال حياة عمره في تأمين مستقبلها وأخوتها
بشراء الأراضي الزراعية وشيد لهم فيلا فاخرة وسط العاصمة وبعد فترة الحداد
اتخذت وإخوتها الإجراءات القانونية وإعلام الوراثة وآلت ملكيتهم للأرض
الموروثة وبدفاتر الجمعية الزراعية بالقرية واستمر الحال بينها وأخوتها
بما غرسه والدها في قلوبهم من المحبة والترابط العائلي والمودة.. اعتادوا
علي مدي سنوات الترحيب بالمستأجرين لأرضهم الموروثة كعادة والدهم سنويا
لاستلام الإيجار بكل مودة وتراض. اعتاد المستأجرون استقبالها وأخوتها خلال
زيارتهم في الإجازة الصيفية للأرض وأهالي القرية.

لم تكن تدري "البرنسيسة" بأنها علي موعد مع رحلة التشتت والدوخة بين
أروقة الشرطة والمحاكمة عندما فوجئت بتقاعس المستأجرين عن الحضور إلي
العاصمة لسداد الإيجار السنوي كعادتهم.. ارتابت في الأمر هرولت وأخوتها
إلي هناك لتقف علي الحقيقة المرة والتي لم تخطر لها علي بال ولو للحظة
واحدة بأنها وقعت بين أنياب جارها في الزراعة صاحب العزوة العائلية والجاه
بالقرية يمتلك أراضي شاسعة وجرارات ومعدات وآلات زراعية أعماه شيطان الجشع
والطمع في الاستيلاء علي مال الغير.. استغل إقامتها في حياتها الأسرية
بعيدا عن أرضها والقرية وطيبتها وقلة حيلتها بعد موت والدها.. انطلق ومن
حوله أعوانه زينوا له طريق الشر كالخفافيش والتي تعيش في الظالم من
أوكارها وانتزعوا العلامات الحديدية المحددة لمساحة أرضها وضمها لأرضه علي
مرأي ومسمع من أهالي القرية الذين يخشون بطشه وجبروته.. وراح يختال بين
الأهل والعشيرة بفعلته اللاإنسانية مستغلا ضعفها فهي لا حول لها ولا قوة
ولا عزوة في العاصمة أو القرية.

ووقفت في حيرة لم تجد أمامها سوي أن تحرر محضرا بالشرطة لإثبات واقعة
اغتصاب محبوبتها.. وتمادي المغتصب في صلفه وجشعه وأصدر فرمانا عائليا
بالقوة وتهديدها بمغادرة القرية وأخوتها وعدم العودة إليها مرة أخري ووقفت
شاردة الذهن.. تقف أمام أرضها المسلوبة تحملق في ذهول في وجوه المغتصب
وأعوانه راحوا يرتعون فوق تراب أرضها المغتصبة في غرور وكبرياء وتناسوا أن
الله أكبر..

طرقت باب العدالة وأقامت علي يد محاميها دعوي قضائية لاستراد
محبوبتها من مخالب المغتصب لتفاجيء به وبيده أوراق مزورة بأن الأرض من بين
مساحة أرضه الشاسعة المجاورة لأرضها مستغلا نفوذه وعلاقاته الشيطانية
المتشعبة ولازالت القضية متداولة أمام منصة العدالة في ساحة المحكمة..
وصار قلبها يتمزق ألف مرة في اليوم بين ضلوع صدرها حسرة وألما علي ثمرة
صبر وجلد السنوات لأرض والدها المغتصبة!!

اللـة يعطيـك ألف ألف عأفيه