إعلان حرب علي جرائم الاتجار بالبشر حان الوقت .. للمواجهة الشاملة خالد إمام

من طرف دره مصر الأحد مارس 01, 2009 6:51 pm

..وماذا بعد؟!
إعلان حرب
علي جرائم الاتجار بالبشر
حان الوقت .. للمواجهة الشاملة
خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg

الاتجار بالبشر.. من الجرائم التي انتشرت
في العديد من دول العالم حتي أصبح لها فرع متخصص فيها بالمافيا العالمية
مثلها مثل تجارة السلاح والمخدرات والقمار والرقيق الأبيض والتصفية
الجسدية.

وجرائم هذا النوع من التجارة غير المشروعة لها زبائنها ومريدوها..
وتتم تلك التجارة من خلال أحد طريقين.. إما الخطف أو الشراء من العائلات
الأشد فقراً ثم إعادة البيع بأسعار فلكية.

بعض الضحايا يتم استغلالهم في الأعمال الشاقة أو كخدم في بيوت
الأثرياء أو للتبني أو في الأعمال المنافية للآداب أو لاستخدامهم كقطع
غيار بشرية وكلنا يعلم جيداً أسعار هذه القطع!

* * *

وقبل ثلاث سنوات.. كان الحديث عن جرائم الاتجار بالبشر يكاد يكون همساً وفي أضيق الحدود.

لكن.. في عام 2006 وخلال المائدة المستديرة التي عقدت بالعاصمة
اليونانية أثينا.. كسرت السيدة سوزان مبارك رئيس ومؤسس الحركة الدولية من
أجل السلام جدار الصمت الذي يغلف العالم تجاه هذه الظاهرة البشعة وأطلقت
مبادرتها الشهيرة تحت شعار "أوقفوا الاتجار بالبشر الآن".

ومنذ هذا الوقت.. بدأ العالم ينظر إلي تلك الجريمة نظرة أخري
باعتبارها ثالث أكثر تجارة غير مشروعة تدر أرباحاً مهولة بعد تهريب السلاح
وتجارة المخدرات.

* * *

اليوم.. وفي العاصمة البحرينية المنامة تفتتح الشيخة سبيكة بنت
إبراهيم قرينة ملك البحرين والسيدة سوزان مبارك المؤتمر الدولي "الاتجار
بالبشر عند مفترق الطرق".

ولأن المؤتمر هو إحدي ثمار مبادرة السيدة سوزان مبارك.. فسوف يناقش
الجوانب الجنائية والقانونية والقضائية والإنسانية والاجتماعية المترتبة
علي هذه الجريمة من خلال عدة محاور:

* الأول: الأطر القانونية ومدي استجابة العدالة الجنائية لمناهضة الجريمة.

وأري ضرورة الخروج بتعديلات تشريعية تغلظ العقوبة في ارتكاب هذا النوع
من الجرائم بحيث تصل إلي حد الإعدام.. إذ لا فرق بين قتل الإنسان
والمتاجرة في جسده.. كما أن هذه الجريمة تهدد السلام الاجتماعي في مختلف
الدول وتنشر الفاحشة وتخلق حالة من الفوضي واللامبالاة وتدمر العاطفة
وتلغي الضمير الذي اختصنا به الخالق دون باقي الخلق.

* الثاني: استراتيجيات منع وقوع هذه الجرائم.

وأري أيضًا أن ذلك يمكن تحقيقه من خلال تضامن كافة القطاعات بكل دولة
في منظومة واحدة متناغمة وبحيث يقدم كل قطاع العون اللازم بما يتناسب
وطبيعته سواء كان قطاع أعمال أو خاص أو حكومي بكافة أنواعه.. ويكون هدف
الجميع هو مناهضة هذه الجريمة النكراء.

* الثالث: دعم ضحايا الاتجار بالبشر.

وأري أن هذا المحور متعدد الاتجاهات.. تارة بتوفير المأوي المناسب
والآمن لهم. وتارة أخري بتقديم الرعاية الطبية اللازمة. وتارة ثالثة
بإعادة تأهيلهم مرة أخري حتي يكونوا قادرين علي الاندماج والانصهار في
المجتمعات مع تدريبهم علي حرف مختلفة. وتارة رابعة بإيجاد فرص عمل لهم
تعينهم علي مواجهة الحياة وعدم الانخراط في أنشطة اجرامية.

* الرابع: توسيع قاعدة المشاركة في جهود مناهضة هذه الجرائم.. بإفساح
المجال أمام الصحفيين والكتاب والإعلاميين والفنانين والرياضيين والمثقفين
ليصبحوا سفراء نوايا حسنة.. كل في مجاله.. يكافحون تلك المافيا ويكشفون
ألاعيبها المختلفة ومخاطرها العديدة أمام الناس خاصة الفقراء والأشد
فقرًا.

***

إن الاتجار بالبشر.. قضية قانونية وأخلاقية وجنائية واجتماعية في
منتهي الخطورة.. فهي تفت في عضد المجتمعات وتهدد استقرارها وأمنها
وسلامها.

كما أن مواجهة المافيا المتخصصة في هذه الجرائم أشد خطرًا ولن تكون
بالأمر اليسير أو الهين.. فهذه المافيا تعتبر تجارتها مسألة حياة أو موت..
مثلها مثل كل الجرائم الكبري غير المشروعة.

لكن.. ما باليد حيلة.. وها نحن نعلن الحرب الشاملة علي هذه الجرائم
وعلي مرتكبيها.. لأن السكوت عليها وعليهم جريمة أكبر.. ونحن لن نسكت مهما
كانت التبعات.