إعمارغزة رسائل..وحقائق نريد ضماناً دولياً.. بعدم تكرار العدوان بقلم:خالد إمام

..وماذا بعد؟!
إعمارغزة
رسائل..وحقائق
نريد ضماناً دولياً.. بعدم تكرار العدوان
بقلم:خالد إمام
من شرم الشيخ
E-mail:khaled@almessa.net.eg

اليوم.. تنطلق عملية إعادة إعمار غزة.


اليوم.. يجتمع زعماء وممثلو 87 دولة ومنظمة وهيئة في "شرم الشيخ"
مدينة السلام من أجل حشد وتعبئة المجتمع الدولي كله لتنفيذ ما تعد به بشأن
إصلاح ما خربه العدوان الإسرائيلي.

اليوم.. يتأكد للقاصي والداني أن مصر عندما تتعهد تفي. وحينما تعلن التزامها بشيء لا تتراجع عنه أبداً.


***


وقبل لحظات من بدء المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة.. يجب أن نتوقف أمام ركائز أساسية بمثابة رسائل محددة وواضحة لكل ذي عينين.


وأتمني أن يعي الجميع هذه الرسائل.. وأن ينظر الغير ليتعلم كيف تدار الأزمات. وكيف تحلها مصر بأسلوب راق وتناغم تحسد عليه.


***


أولي هذه الركائز.. أن أحداً لا يمكن أن يزايد علي مصر في الوطنية أو
يزاحمها في دورها القومي.. مهما تقافز و"زغلل" العيون بأوراق البنكنوت الخضراء.


بعض الأنظمة والتيارات العميلة لإيران اتهمت مصر بالتواطؤ فحق عليهم القول وانكشف تواطؤهم "هم" أمام العالمين.


نسيت قطر نفسها وتناست حجمها وغفلت وضعها وتغافلت عن مواقفها العدائية
المخزية وأرادت أن تناطح السحاب وأن تنافس مصر وتخطف مؤتمر الإعمار مثلما
حاولت خطف القضية الفلسطينية نفسها من قبل لصالح إيران.. فخاب مسعاها في
المرتين.. لأنه في الأول والآخر لا يصح إلا الصحيح.. وها هي القضية لم
تفارق أحضان مصر. وها هو المؤتمر يعقد اليوم علي أرض مصر وبمشاركة ضخمة لم
يكن ليستوعبها ما تبقي من أرض "امارة قطر" بعد أن اقتطعت معظمها القواعد
الأمريكية.

***


ثاني الركائز.. أن مؤتمر اليوم ينعقد برئاسة ورعاية الرئيس حسني مبارك.


هناك رعاة رئيسيون للمؤتمر مثل فرنسا وإيطاليا والسعودية
وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية.. ولكل شأنه
ووضعه ومكانته التي لا يختلف عليها اثنان.

فنحن لا نغفل أبداً مكانة فرنسا التي سبق أن استضافت مؤتمر باريس
للدول المانحة. ولا إيطاليا الرئيس الحالي لمجموعة الدول الثماني وصاحبة
مشروع مارشال للنهوض بالاقتصاد الفلسطيني. ولا السعودية أكبر المانحين
الرئيسيين. ولا روسيا بما يربطها من علاقات وثيقة بجميع الأطراف. ولا
الأمم المتحدة التي ينضوي تحت لوائها جميع دول العالم. ولا الاتحاد
الأوروبي بما له من ثقل سياسي واقتصادي مؤثر وبما يضم من دول مانحة عديدة.
ولا الجامعة العربية باعتبارها بيت كل العرب.. لهم منا كل التقدير
والاحترام.. إلا أن رئاسة المؤتمر ورعايته لمصر وحدها لا يشاركها فيهما
أحد وليست مجالاً للمساومة.

***


ثالث الركائز.. إن هذا المؤتمر الدولي يعتبر بنداً اساسياً في
المبادرة المصرية التي أعلنها الرئيس مبارك يوم 6 يناير الماضي بشرم الشيخ
والتي استند اليها قرار مجلس الأمن الدولي لوقف العدوان في
ثلاثة مواقع: مرة في ديباجة القرار ومرتين في بنوده... وتعد الآلية
الحقيقية الوحيدة والأساسية لتنفيذ القرار الدولي.

وللذكري لأن الذكري تنفع المؤمنين فإن المبادرة المصرية تدعو للوقف
الفوري لاطلاق النار في قطاع غزة وتحقيق التهدئة بين الجانبين الفلسطيني
والإسرائيلي ورفع الحصار وفتح المعابر وإعادة إعمار غزة.

هذا يعني.. أن إعادة الإعمار.. جهد مصري خالص.. فكراً وتنفيذاً.


***


رابع الركائز.. ان مؤتمر اليوم وان كان يعقد اساساً لتقدم الدول
المشاركة التمويل اللازم والخطط المناسبة لإعادة إعمار غزة.. فانه فرصة
ذهبية أيضاً للتشاور السياسي في قضايا المنطقة.


من أجل ذلك.. يلتقي الرئيس مبارك قبل بدء أعمال المؤتمر مع كل من
الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني
ووزيرة خارجية أمريكا هيلاري كلينتون. كما يلتقي بعد الجلسة الافتتاحية مع
كل من العاهل البحريني الملك حمد بن عيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس
وعدد آخر من رؤساء الوفود المشاركة.

وعقد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية عدة لقاءات أمس مع نظرائه في
النرويج "رئيس لجنة تنسيق المساعدات للشعب الفلسطيني خلال الثمانينيات
ورئيس الجلسة المسائية للمؤتمر " واستونيا ولاتفيا والنمسا.. ومع أمين عام
الأمم المتحدة. والمبعوث الأمريكي للسلام بالشرق الأوسط. وأمين عام
الجامعة العربية. والمنسق الأعلي للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي.
ومفوضة العلاقات الخارجية بالمفوضية الأوروبية.

أيضاً.. يعقد اليوم علي هامش المؤتمر اجتماع للجنة الرباعية الدولية
ولمجموعة "6«3«1" والتي تضم مصر والأردن والعراق ودول مجلس التعاون
الخليجي الست والولايات المتحدة.

كل هذه الاجتماعات واللقاءات لها جناحان: اقتصادي يخص تمويل إعادة
إعمار غزة. وسياسي لبحث القضايا الشائكة في الشرق الأوسط والوضع الإقليمي
والدولي.

***


باختصار.. ان 1.5 مليون فلسطيني يعيشون فوق أرض غزة تتعلق آمالهم بما يسفر عنه هذا المؤتمر وبمدي التزام المجتمع الدولي بتعهداته.


هؤلاء عانوا الأمرين.. من فقد الأهل والأحباب. وتدمير
مساكنهم وبنيتهم الأساسية وموارد رزقهم.. وبالتالي فإنهم في أمس الحاجة
لإصلاح ما خربته الآلة الحربية الإسرائيلية.

هذا الإصلاح يحتاج إلي تمويل ضخم يصل إلي 2.8 مليار دولار.. وهو
بالتالي يستوجب أمرين مهمين: الأول.. ان تتعامل الدول المانحة بجدية مع
موضوع الإعمار والا تكون وعودها مجرد كلام بل التزاماً واجب النفاذ.
والثاني.. ان يكون هناك ضمان من المجتمع الدولي بعدم تكرار العدوان
الإسرائيلي مرة أخري فليس معقولاً ابداً إصلاح ما افسدته إسرائيل ثم تأتي
إسرائيل لتفسد ما تم إصلاحه من جديد.