الماعز بخير حتي الآن بقلم : إبراهيم أصلان

من طرف هاوى الثلاثاء مارس 03, 2009 10:09 am

الماعز بخير حتي الآن
بقلم : إبراهيم أصلان

في
احد البرامج كنت تحدثت عن واحدة من المدارس التي مررت بها قبل نصف قرن
تقريبا‏,‏ هي المدرسة الجامعة للصناعات بمصر الجديدة‏,‏ وهي المدرسة التي
الحقت بها عقب مدرسة الصناعات الميكانيكية الحربية التي اغلقتها الثورة
بعد قيامها‏,‏ وقد فوجئت بأحد تلامذتها القدامي ويدعي احمد فؤاد‏,‏ انا
لااذكره بطبيعة الحال ولا هو يذكرني‏,‏

يترك لي اوراقا بها معلومات
دقيقة عن هذه المدرسة‏,‏ حيث قال انها يصرف عليها من وقف الأميرة عين
الحياة عمة الملك السابق فاروق وليس الأميرة شويكار‏,‏ كما ذكرت انا في
البرنامج‏,‏ وانها تشغل مساحة‏15‏ فدانا‏,‏ أي‏63‏ الف متر‏,‏ وتعد أكبر
مدارس الشرق قاطبة‏,‏ وهي تضم جميع الصناعات الميكانيكية والكهربائية‏,‏
كما تضم أحدث المعامل ومطعم خمسة نجوم للطلاب وبها جميع الانشطة الرياضية
والادبية والاجتماعية والفنون والموسيقي فضلا عن اذاعة خاصة متصلة بجميع
الفصول والورش بجانب مسرح فاخر ومسجد وحدائق وملاعب لجميع اللعبات‏,‏
وبعدما قامت الثورة ضمتها للقوات المسلحة باعتبارها أحد مراكز التدريب
الراقية‏,
‏
وكتب الاستاذ أحمد فؤاد يقول إن الملكة السابقة ناريمان
عندما انجبت ولي العهد السابق ايضا احمد فؤاد لم يتم استيراد حجرته بل
صنعت كهدية في ورش النجارة الخاصة بالمدرسة‏,‏ وهي الورش التي كان يشرف
عليها كاتبنا الراحل فاروق خورشيد‏.‏

عقب البرنامج أيضا وصل إلي
منزلي صديقان من أيام عملي بالمواصلات اللاسلكية احدهما هو سيد عبيد وهو
علي المعاش لانه دفعتي‏,‏ والآخر نقابي اصغر سنا يدعي سعيد عامر وسوف يكون
علي المعاش قريبا‏,‏ ونحن لم نلتق منذ سنوات طويلة جدا‏,‏ وهما بعد ما
جلسا قالا إن الحاج صيام لم ينم طيلة الليل‏,‏ لذلك يتثاءب بينما
يرافقهما‏,‏ ثم طلب منهما ان يبلغاني تحياته‏,‏ وعاد إلي البيت لكي ينام‏.‏

والذي
حدث انه اثناء عودته من العمل في اليوم السابق رأي رجلا يسحب حبلا في
نهايته ماعز وأنه قام بالمصادفة البحته‏,‏ بشراء هذه الماعز‏,‏ والبائع
انصرف وهو امسك بطرف الحبل وحاول يسحب هذه الماعز ولكنها ابت ان تتحرك
وقاومت بتصدير قوائمها والتراجع بجسمها إلي الخلف‏,‏ ولم يكن امام الحاج
إلا ان حملها علي صدره حتي حوش البيت‏,‏ ثم صعد اخير للجماعة وهم رافقوه
يتفرجون عليها ووجدوها واقفة تأكل من طبق القمح المخلوط بسم الفئران
الموجود في ركن الحوش‏,‏ الهلع طبعا اصاب الجميع وردة فعل الحاج المباشرة
تمثلت في هجومه علي الماعز وحملها والاسراع بها نحو باب الخروج علي امل
اعادتها للبائع باي سبب من الاسباب ولكنه انتهي إلي ان الرجل انصرف منذ
زمن‏,‏ وفي ذلك الوقت كانت اقتراحات من جيران من ذوي خبرة يقولون إدوها
ميه‏.‏

وهم اسرعوا بتقديم الماء والماعز شربته بينما قال اخر‏:‏ ادوها برسيم‏.‏

واحضروا
حزمتين من البرسيم وهي أكلتهما وقال اخرون ان العيش المبلول هو الاساس في
حالات التسمم ولما قدموا العيش المبلول أكلته‏,‏ وجاءت النصيحة الأخيرة
تقول اما ان يذبحوها أو يراقبوها ليلة أو ليلتين والسكين قريب من
ايديهم‏,‏ ولما كان الحاج صيام لايريد أن يذبحها هذه الأيام‏,‏ لذلك قضي
الليلة السابقة ومعه شقيقه يجلسان علي درجات السلم والسكاكين في ايديهما‏.‏

واليوم ظل يتثاءب وهم قادمون لزيارتي ولذلك اعتذر وعاد لينام‏.‏

وانا بعد انصرافهما اتصلت به وسألته عن الماعز‏,‏ وهو أخبرني أنها بخير حتي الآن‏.‏