حكايات السكة الحديد محمد العزبي

من غير ليه
حكايات السكة الحديد
محمد العزبي
ezaby azaby @ yahoo. com

بدأت بخبر كبير منشور صفحة أولي وتفاصيل
بالداخل في جريدة قومية "الأخبار". عن شكوي السائقين من عدم الأمان وعدم
المطابقة للمواصفات وكلام كثير يثير القلق.. وأيضا يوحي بشكوك علي الأقل
في الإهمال وعدم الدقة.

أهمية الخبر ان سائقي القطارات تقدموا بنفس المذكرة للنائب العام. مما يجعل لها أهمية أكبر ويلزم أصحابها بتقديم الدليل.


كان طبيعياً أن يأتي رد الفعل سريعا من جانب الرأي العام. فالسكة
الحديد بالذات تعاني من زمن ويعاني منها الركاب. وفي الفترة الأخيرة ظهرت
العيوب المتراكمة من الماضي في صورة حوادث قاتلة أثارت المخاوف.

جاء الرد من السكة الحديد فوريا في برنامج تليفزيوني وعلي صفحة كاملة
في جريدة وبملف إعلامي كامل قامت بإعداده خبيرة سبق لها العمل صحفية واعدة
بجريدة "الاجبشيان جازيت" قبل أن تتولي مهمة مستشار وزير النقل.

تصريحات تفصيلية للمهندس "محمود سامي" رئيس هيئة السكة الحديد فيما
يخص الجرارات الجديدة. والاجابة عن تساؤل البعض من السائقين. مع تقارير
كتبها الذين قاموا بتجربتها مشيدين بها.. ومجموعة صور ملونة للجرار الجديد
وأمامه يقف عدد من الفنيين والسائقين.

أصبحت المعلومات متوفرة. وانتشر بين الناس دفاع الهيئة وردها. بما
فيها سلامة الجرارات ومناسبتها لارتفاعات الكباري العلوية وقياس
اهتزازاتها دون حدوث أي مشاكل عند مرورها فوق الكباري النيلية.. وكانت
الاتهامات تشكك في كل هذا.

كما قامت الهيئة بتجربة الجرارات الجديدة في أمريكا حيث تم شراؤها وفي أحواش الهيئة قبل تسييرها في مصر.


ويبدو انه لم يكن صحيحا ما قيل بأن النائب العام لم يكن يعرف شيئاً عن
الموضوع ولم تصله أي شكوي من السائقين. بدليل أن النيابة بدأت فعلاً
التحقيق.

ويبدو انه غير صحيح أيضا ان عدداً من السائقين "الحاقدين" دسوا الخبر
علي محرر شاب فتحمس ونشره بالتفصيل. والدليل انه في اليوم الأول لم تكتب
صحيفة أخري عن الموضوع. ولكن باقي الصحف واصلت النشر بعد أن فاتها الخبر.
ولم يكن المصدر هذه المرة هو السائقين وانما النيابة العامة.

ويقول رئيس الهيئة انه سعيد بالتحقيقات حتي تظهر براءته ويطمئن
الركاب والرأي العام إلي أن وزارة النقل والسكة الحديد حريصتان علي أمن
وسلامة الجميع ولا تقبل أن يشكك فيها أحد. وان تخوفات السائقين من أن
الجرارات مرتفعة وثقيلة لا أساس لها من الصحة.

لن يحسم الأمر سوي التحقيقات الجادة.. ولا لوم علي من أبدوا
مخاوفهم.. ولا ادانة مرسلة لمن تعاقدوا.. ولكن الرأي العام ينفخ في
الزبادي من كثرة ما شهده من انحرافات وترسب في قلبه قبل عقله من شبهات..
وأيضا لأن السكة الحديد مصدر قلق دائم لحياة الناس وراحتهم. بصرف النظر عن
المسئول عن الأخطاء التي أوصلتها إلي هذا الحال.. ومتي بدأ الاهمال.

ولعله مما يريح النفس أن يخرج علينا من استبد بهم شك أو قلق. وأن
يقوم بالرد الفني السريع من تعود أمثالهم علي الصمت والتسويف. وان يبدأ
التحقيق حتي تطمئن القلوب!!