تساؤلات عبدالله نصار

من طرف سعاد حسنى الثلاثاء مارس 03, 2009 10:22 am

تساؤلات
عبدالله نصار
gomNASSAR@YAHOO. COM

مبادرة الرئيس حسني مبارك باسقاط نصف
المديونيات المستحقة علي المزارعين لبنك التنمية والائتمان الزراعي تحتاج
إلي تحرك من وزير الزراعة والبنك لشرحها والتمهيد لها وتعريف المزارعين
بأوضاعهم وكيفية تطبيقها.. وموقف الزراع بعد هذه المبادرة وترتيب أوضاعهم
يحتاج إلي فهم وتحرك بوعي ومسئولية.. وحتي الآن لم يبادر وزير الزراعة
المهندس أمين أباظة بالخروج علي شاشة التليفزيون المصري والمحطات الفضائية
للحديث عن المبادرة التي تهم اكثر من نصف مليون مزارع علي الأقل.. فإذا
كان كل مزارع يعول اسرة مكونة من خمسة افراد ألا يستحق هذا العدد أن يضحي
الوزير بجزء من وقته للحديث عن مبادرة لم تصل تفصيلاتها إليهم.

ووزير الزراعة بصفة خاصة له اتصالات والقدرة علي أن يخرج علي شاشة
التليفزيون في مداخلات مرتبة يقوم بها المذيع الورنيش المتخصص في الدفاع
عنه ويسعي اليه في كل المواقف التي تلاحق الوزير فيها اتهامات من أي نوع
حتي ولو كانت محصورة في اتهامات شخصية.

ومن حق الوزير ان يدافع عن نفسه.. ومن حق الرأي العام أن يسمع ويتابع إلي اين وصلت مبادرة الرئيس.

وهل حقا هناك من يحاول اجهاضها وتحويلها إلي مجرد مبادرة بعد أن يقوم
ترزية تفريع الفكرة رغم اهميتها وحرص الرئيس مبارك علي متابعتها.. ومن
يلجأ إلي هذا الاسلوب فهو يقع في رهان خاسر لأن مبادرة الرئيس لن تموت
والزراع يتمسكون بها ويشعر المراقب بدهشة بالغة.. كيف استمر المهندس امين
اباظة علي مدي ثلاثة اسابيع يواصل دفاعه عن نفسه وعن علاقته السابقة مع
البوشي رائد توظيف الأموال الجديد بين القاهرة ودبي ولندن.. وقال الوزير
كلامه في القنوات التليفزيونية والصحف ودافع عن نفسه وهذا حقه.. وسواء كان
كلامه مقنعا أو غير ذلك فلا أحد يعترض علي دفاع الوزير عن نفسه ولكن إذا
كانت الاتهامات التي لاحقت الوزير في هذا الموضوع والتي لا تزال قيد
التحقيق وربما تكشف عن مفاجآت عن علاقة البوشي والوزير السابق وأثرها في
خداع الطماعين الذين وهبوا أموالهم للبوشي ورفاقه.. فإن الأجدر بالوزير أن
يخرج علي التليفزيون المصري والصحف ليقول للمزارعين وهم قوة الانتاج
المتبقية في هذا البلد.

كيف ستتم التسويات.. وما هو الحد الاقصي لاسقاط نصف المديونيات وهل
سيتم الاسقاط لأصل الدين أم الفوائد ومتي سيبدأ تنفيذ القرار وما هو موقف
المزارعين الذين تم الحجز علي مواشيهم ومنازلهم واصبحوا مطاردين بسبب
ملاحقات بنك الائتمان وفروعه وهل سيتم تنفيذ هذه التوجيهات في بداية الشهر
القادم وما هو موعدها.. وهل مشروع القانون الذي سيتم احالته لمجلس الشعب
جاهز أم ان الموضوع لايزال تحت المفاوضات مع وزارة المالية والبنك.. وقد
حصد البنك الرئيسي للتنمية والائتمان الزراعي أرباحا وأموالا من عرق
الفلاحين ويبني بها ناطحات سحاب وابراج وانفق منها ولايزال علي مرتبات
اعداد كبيرة من العاملين ليس لهم مهمة إلا تصدير النكد إلي المزارعين.

وإعادة هيكلة البنك الرئيسي للتنمية والائتمان الزراعي تحتاج إلي
نظرة مختلفة.. فلا أحد يقبل أن يتحول إلي بنك تجاري ولكن يجب أن يكون بنكا
للتمويل الزراعي له برنامج وأهداف وإدارة قادرة علي الخروج به من صورة
المرابي الذي اغلق البيوت ودفع بأصحابها إلي السجون ولولا تدخل الرئيس
مبارك أكثر من مرة لضاقت السجون من كثرة عدد الضحايا للبنك الرئيسي
للتنمية والائتمان الزراعي.

بعض الرجال يدخلون الغابة

دون أن يروا حطب الوقود

مثل انجليزي