الغرب يعود للقيم الإسلامية.. التي دعا الي التخلي عنها

الغرب يعود للقيم الإسلامية.. التي دعا الي التخلي عنها

أكد د.علي جمعة مفتي الجمهورية ان
المخالفين لتعاليم الاسلام في الحفاظ علي البيئة يرتكبون جريمة في حق
مجتمعهم حيث تتأذي الملائكة مما يتأذي منه الانسان.. موضحا ان النصوص
الاسلامية اشتملت علي الذوقيات البيئية بما يحفظ علي الناس الهدوء الشامل
والراحة المستمرة.

أضاف في ندوة النصوص الاسلام للحفاظ علي البيئة التي عقدت في افتتاح
الملتقي الثقافي بالمجلس الأعلي للشئون الاسلامية ان القرآن الكريم والسنة
النبوية وأفعال السلف الصالح اشتملوا علي وثيقة حضارية للنهوض البيئي قال
تعالي: "واقصد في مشيك واغضض من صوتك ان أنكر الأصوات لصوت الحمير" وهي
عبارة عن توجيه الهي بالقضاء علي التلوث البيئي بالسعي في الأرض دون ضوابط
أو قيم مما يفسد علي الناس حياتهم ويزعجهم ويؤثر علي راحتهم.

أشار د.جمعة إلي ان المتحدثين عن العناية بالبيئة يأتي كلامهم من
منظور مختلف تماما عن المنظور الاسلامي الذي يبني القضية علي معالم
ايمانية مما يشكل رؤية كاملة في التعامل مع البيئة والنهوض بها لتعمير
الكون باعتبار ان ذلك رسالة الانسان في الحياة قال تعالي: "هو أنشأكم من
الأرض واستعمركم فيها" وعمارة الانسان للحياة تقتضي القيام بواجباتها من
المحافظة علي كل ما يدعو لخير البشرية والحيوان والجماد باعتبار ان الجميع
يسبح بحمد الله تعالي الذي أوضح ذلك بقوله: "وان من شيء الا يسبح بحمده"
فالجميع يدور في منظومة العبادة والمحافظة علي مكونات البيئة يعد مساعدة
من الانسان لتأديتها وظيفة العبادة لله والطاعة.

أشار د.جمعة الي أن الارتقاء بالمنظور البيئي يأتي من خلال مباديء
الاسلام المناهية عن المساس بالأشجار والخضرة والمسارعة في غرسها حيث كان
يوصي رسول الله صلي الله عليه وسلم أصحابه في خروجهم للعزو بألا يقطعوا
شجرا ولا يحرقوا بيتا ولا يذبحوا حيوانا الا ليأكلوه وقال: لو قامت الساعة
وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع الا يقوم حتي يغرسها فليفعل" وتحدث الفقهاء
عن حقوق الحيوان باعتبارها مساوية تماما لحقوق الانسان في الاسلام حيث
أقروا جواز التيمم مع وجود الماء اذا احتاج الحيوان لذلك الماء. بل ان
الفقهاء عندما عرفوا الحيوان شرعا قالوا بأنه نفس محترمة سواء كانت له
منافع جمالية كالقط أو ثمارية كالبقر حتي الكلب نهي الفقهاء عن قتله ما لم
يمثل خطرا علي حياة الانسان.

وقال فضيلة المفتي تعامل المسلم مع البيئة يكون ايجابيا بأن يمارس
الفعل ابتغاء للأجر وذلك بغرس الشجر الذي أثبت العلماء المحدثين قدرته
الفائقة علي امتصاص التلوث وزيادة نسبة النقاء مما يساعد علي خفض الاصابة
بالأمراض المنتشرة خلال العصر الحالي نظرا لارتفاع التلوث الناتج عن
السيارات وعوادمها والمصانع ومخلفاتها يدل علي هذا وجود حالات اصابة
مرتفعة في الأمراض التي لم يسمع بها أحد من قبل قال رسول الله صلي الله
عليه وسلم: "من زرع زرعا أو غرس غرسا فيأكل منه انسان أو طائر أو حيوان
الا كان له به أجر" وتحققت له صدقة جارية يأخذ ثوابها مدي الحياة بل زاد
الرسول قيمة الخضرة حينما ربط بينها وبين رحمة الله ومغفرته عندما مر علي
قبرين وقال يعذبان وما يعذبان في كبير فأما أحدهما فكان لا يستبرني من
بوله وأما الآخر فكان يمشي بين الناس بالنميمة ثم دعا بعسيف رطب ثم شقه
نصفين ووضعه علي قبرهما وقال: "عسي الله أن يخفف عنهما ما لم ييبأ".

وقال المفتي: سبق الاسلام كافة الشرائع الدولية في العناية بالبيئة
والدعوة للنظافة الشاملة في السلوكيات والمظاهر روي الترمذي عن رسول الله
صلي الله عليه وسلم انه قال: "ان الله نظيف يحب النظافة" وقال أيضا: "ان
الله جميل يحب الجمال" والدول الاسلامية لا تعارض ما يدعو لبيئة نظيفة فقد
وافقت كل الدول الاسلامية علي الاتفاقية الدولية الداعية لمنع الانبعاث
الحراري للغازات المسماة بكيوتو ولم يرفض التوقيع عليها سوي أمريكا التي
تسبب الفساد البيئي بالعالم وتعلي من قيمة مصالحها الخاصة علي حساب مصالح
العيش الآمن للدول والشعوب وانها تتحرك وفق مصلحة الدرهم والدينار.

ندد المفتي بالتأخر الذي أصاب العالم الاسلامي في كافة مجالات الحياة
ولو أحزوا تقدما صناعيا لما وجدت مشاكل بيئية بالعالم نظرا لدعوة الاسلام
العناية بالبيئة ولوجدنا سيارة صديقة للبيئة ومصانع وقطارات وكافة دعائم
الحياة تتعاون مع البيئة ولا تعارضها في الأصل.

يعطيكـ العافيهـ


ع


المجهود الاكثر



من


رائعـ


لاعدمناكـ