الأماكن المشهورة في القرآن الكريم

الأماكن المشهورة في القرآن الكريم

لأنه كتاب الله العزيز وكلامه فإن عطاءه
لا ينفد وعجائبه لا تنتهي منذ أن بلغه رسولنا الكريم وحتي يومنا وإلي أن
تقوم الساعة فكل من تأمل فيه وأمعن النظر في آياته وأقبل عليه بقلبه منحه
من ثماره وحلاوته وجماله فقدم لنا جديداً يعجب ويسر.

وكتاب الأماكن المشهورة في القرآن الكريم واحد من عطايا هذا الرحيق
المختوم الذي من الله به علي الكاتب الصحفي حنفي المحلاوي الذي تتبع ماذكر
من أماكن في كتاب الله العزيز معلقاً علي كل مكان مستعرضاً مايتعلق به
زمانياً ومكانياً وتاريخياً وما آل إليه حاله في يومنا هذا. ولم يكتف
بالأماكن المادية التي في الأرض نلمسها ونراها بل تتبع الأماكن التي تمثل
غيباً كالجنة والنار والكوثر والدرك الأسفل والحطمة والأفق الأعلي كما ختم
الكتاب قبل اثبات المراجع بملحق عبارة عن جدول خاص بالأماكن المشهورة
والسورة التي وردت بها والمواقع والأحداث التي وقعت بها وكأنه اختصار جميل
ولطيف للكتاب الذي يريد أن يمر علي موضوعاته سريعاً في كتاب استغرق 300
صفحة تقريباً.

قسم المؤلف الأماكن علي النحو التالي بلاد ومدن وقري ثم أماكن عبادة
ثم ما ارتبط بحياة الأنبياء تم القصور والحصون والخيام والجمرات ثم
الأجداث والقبور والحفر والتراب ثم الوجوه والاعناق والأفئدة والسوق. ثم
الجنة والنار يوم البعث والحساب.

من الأماكن التي أوردها المؤلف في كتابه "مجمع البحرين" فيذكر المؤلف
أن المفسرين اهتموا بما حدث عند مجمع البحرين ولم يهتموا بالمكان نفسه
فركزوا علي لقاء سيدنا موسي بالعبد الصالح الذي يعلم مالم يعلمه موسي
الأمر الذي دفع سيدنا موسي للبحث عنه ليأخذ عنه علم مالم يعلم ورغم أن
المكان جزء من القصة إلا أن كثيرين غفلوا عنه وكأنهم جعلوا نصب اعينهم
المغزي وليس التفاصيل ويستعرض المؤلف اختلافات المفسرين حول المكان وكيفية
تناوله فالدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر أشار إلي أن مكان التقاء
البحر الأحمر بالمتوسط ونقل عن الألوسي انه بحر فارس والروم وقيل بحر
الأردن وبحر القلزم إلا انه اشار إلي رأي الشيخ سيد قطب في كتابه في ظلال
القرآن انه البحر المتوسط والأحمر في منطقة البحيرات المرة وبحيرة التمساح
أو انه مجمع خليجي العقبة والسويس في البحر الأحمر لأن هذه المنطقة مسرح
تاريخ بني إسرائيل بعد خروجهم من مصر.

أما الدكتور رشدي السيد روي في كتابه قصص الأنبياء فقد ارجع التخبط
في تحديد ملتقي البحرين إلي عدم معرفة الأوائل بعلم الخرائط الذي ظهر
حديثاً نوعاً ما وبناء علي المعلومات المتاحة عالياً فإن مجمع البحرين هو
التقاء خليجي العقبة وخليج السويس.

أما اطرف الآراء ما ذكره البعض أن البحرين هما موسي والخضر أو العبد
الصالح لأنهما بحران في المعرفة وماحدث مع مجمع البحرين حدث مع وادي
النمل. وكذلك المغتسل.

ولا شك أن علماء المسلمين اخذوا من منهج القرآن وسائلهم في التعامل
مع الأماكن فالقرآن هدفه العبرة والعظة والارتقاء في العلاقة بالله من هنا
فإن الاهتمام بالمكان يأتي ثانوياً إذا لم يكن لذلك علاقة بالهدف الأخير
من القصة لذلك فإننا نجد أماكن ثم تناولها بتفاصيل وتركيز لأهمية ذلك
بالنسبة للغرض والهدف وأماكن مرت عليها الآيات مرور الكرام.

بقي أن نقول إن المؤلف ضمن كتابه أموراً ليست في عداد الأماكن كالسوق
جمع ساق وهي عضو من اعضاء الجسد الإنساني وهو ماجاء في حديث القرآن عن
لقاء بلقيس ملكة سبأ وسيدنا سليمان "فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها"
وقوله: ردوها علي فطفق مسحاً بالسوق والاعناق" وقوله "فاستغلظ فاستوي علي
سوقه" كذلك الجلود سواء جلد الإنسان والحيوان ومع ذلك فالكتاب سياحة رائعة
وجميلة في أسلوب سلس يستفيد منه المتخصص والقارئ الهاوي ويضيف للمكتبة
الإسلامية جديداً.

يعطيكـ العافيهـ


ع


المجهود الاكثر



من


رائعـ


لاعدمناكـ