تساؤلات عبدالله نصار

من طرف لميس الأربعاء مارس 04, 2009 4:37 pm

تساؤلات
عبدالله نصار
gomNASSAR@YAHOO. COM

علي مدي سنوات طويلة يتم إدراج مبالغ في
الموازنة العامة للدولة لدعم مرفق النقل العام بالقاهرة والإسكندرية وهيئة
السكك الحديدية وذلك التزاما من الدولة برعاية محدودي الدخل وعدم اللجوء
إلي تحميلهم أعباء جديدة أو رفع أسعار النقل أو التذاكر.

وبرغم كل هذا فإن أسعار التذاكر تمت زيادتها لمرات عديدة.. وتارة
باسم تحريك الأسعار أو تعديل الأسعار أو المعني الحقيقي رفع الأسعار
للتذاكر.

وفي كل مرة يقال إن التكلفة ونقص الاستثمارات والبحث عن تقديم خدمة جيدة هو السبب الحقيقي في ذلك وقد يكون هذا مرضيا بقدر ما.

ولكن لا يجوز بأي حال ان يتم إجراء أو تنفيذ تعديلات مفاجئة في أسعار
التذاكر دون إعلان أو تنبيه كما لا يجوز أيضا ان تكون هذه الزيادات مرتفعة
وبصورة تصل إلي الانفلات وبأكثر من 70% من قيمة التذكرة في بعض الأحوال.

وقد تكون هيئة السكك الحديدية تحتاج إلي استثمارات وإيرادات للانفاق
علي تعديلات الأجور للعاملين بها وتحديث أسطول القطارات والجرارات ولكن
كيف يمكن تدبير ذلك بكفاءة.

والمؤكد ان هيئة السكك الحديدية بما تملكه من أصول ليست هيئة فقيرة..
كما ان الإدارة في هذه الهيئة علي مدي سنوات طويلة عجزت عن تطبيق رؤية
عادلة لتحقيق التوازن بين الرغبة في تحقيق إيرادات عالية.. ومراعاة حقوق
المستهلكين لخدماتها.. وإدارة مرفق يمثل هذه الحيوية والاتساع يحتاج إلي
مجلس إدارة علي درجة عالية من الفهم والإدراك ومجلس مديرين يتعاون مع
العمال ولا يترك فرصة لمثل ما نراه وشهدناه في الأسابيع الأخيرة لأن ما
جري داخل هذا المرفق يرجع إلي انقطاع رابطة الحوار بين الإدارة والعاملين
والخطأ تتحمله الإدارة بالدرجة الأولي التي لا تظهر إلا عند الكوارث
وتكتفي بحصد المكافآت وتوزيع الهبات والمجاملات علي من حولها.
وحول ما تم مؤخرا في زيادة أسعار تذاكر النوم بالقطارات تلقيت هذه
الرسالة من عبدالسميع الانصاري المحامي بأسوان وإن كانت تذاكر سفر النوم
ربما تكون مقصورة علي فئة محدودة ولكنها تمت زيادتها بأسلوب لا يتبع أي
منهج اقتصادي علي الإطلاق.

وكان يمكن ان تطبق للسياحة الأجنبية بسعر وللمواطنين المصريين علي قدر دخولهم المتواضعة وفيما يلي نص الرسالة:

أبحث عن ملامح الرحمة في قرارات الحكومة الفجائية ولا أجدها ولكن أجد
سوطا في يد كل وزير يلهب به ظهر من يستطيع من المواطنين وما أكثر القرارات
التي تأخذ شكل السياط. ومن هذه القرارات قرار وزير النقل والمواصلات
المهندس محمد منصور بزيادة سعر تذكرة قطار النوم من مبلغ 155ج إلي مبلغ
230ج اعتبارا من تاريخ 15/2/2009 أي بزيادة مبلغ 75ج دفعة واحدة.

وتناسي صاحب القرار ان البسطاء ومحدودي الدخل لا يمكنهم سداد تلك
الزيادة وان هناك آلاف المرضي وكبار السن يفضلون ركوب قطار النوم علي غيره
مراعاة لظروفهم الصحية والمرضية.

كما ان الأزمة الاقتصادية العالمية تأتي علي رأس المواطن البسيط.

فكل وزير يريد حل تلك الأزمة لا يجد كبش فداء سوي المواطن البسيط
فعندما تظاهر سائقو القطارات والكمسارية وقاموا بالإضراب وتوقفت القطارات
وذلك بسبب مطالبهم بزيادة مرتباتهم استجابت الحكومة لتلك المطالب علي حساب
المواطن البسيط وذلك بزيادة أسعار التذاكر.

وتناسي أصحاب القرار ان البسطاء لا يمكنهم ان يدفعوا تكاليف الأزمة
الاقتصادية كما تناسوا أيضا ان السخط المكبوت في الصدور يمكن ان يتحول إلي
نيران تأتي علي كل شيء.

إن الصحف القومية تطالعنا يوميا بالمانشتات تحت عنوان: "خفض أسعار 13 سلعة أساسية 50%" وكلها عناوين رنانة لا تسمن ولا تغني من جوع.

فالأسعار كما هي مثال: أسعار الخبز الفينو - الفول - العدس - اللحوم -
الجبن إلي متي سيدفع المواطن البسيط كل ما تفرضه عليه الحكومة من زيادات
في أسعار كل السلع وكل الخدمات بالرغم من انخفاض الأسعار العالمية التي
كانت شماعة الحكومة لرفع الأسعار مثل: منتجات البترول كالسولار والبنزين
والبوتاجاز فبالرغم من انخفاض أسعار البترول عالميا مازالت منتجات البترول
في مصر كما هي دون تخفيض.

كلمات لها معني

فهم الأمر

بعد وقوعه

هو تمام العلم

جامي بيلامي

كاتب وصحفي