نقطة نور بقلم : مكرم محمد أحمد ريح عربية طيبة

من طرف حبيبة الكل الخميس مارس 05, 2009 11:00 am

نقطة نور
بقلم : مكرم محمد أحمد

ريح عربية طيبة

يبدو
أن الريح القادمة خلال النصف الثاني من مارس الحالي‏,‏ بعد أن قاربت زوابع
أمشير علي أن تمضي لحالها‏,‏ سوف تكون ريحا عربية طيبة‏,‏ تحمل تباشير
مصالحة عربية واسعة‏,‏ تسد الشرخ العميق الذي كاد يعصف بكيان الأمة بعد أن
عمدت دول الممانعة الي افتعال مواجهة مع مصر‏,‏ وباقي تيار الدول
المعتدلة‏,‏

وصل فيها حجم الخلاف الي حد اتهامات التخوين والتفريط
في قضية الشعب الفلسطيني دون مسوغ حقيقي‏,‏ لحساب طهران التي تصورت أن
صعودها الإقليمي يمكن أن يتم علي حساب المصالح الأمنية والاستراتيجية
لمصر‏,‏ إلي أن فاجأت مصر الجميع برد فعل عريض وعميق‏,‏ وضع الأمور في
نصابها الصحيح‏,‏ وحدد بوضوح قاطع وعلي مشهد من الجميع مراكز القوة والفعل
الحقيقي علي الساحة العربية‏.‏

استعادت مصر زمام المبادرة بعد موجة
صخب وضجيج عمت شوارع المدن العربية‏,‏ تمعن في الافتراء علي دور مصر برغم
تضحياتها الضخمة‏,‏ بتحريض مباشر من دول وجماعات تصورت وهما أن في
استطاعتها أن تنال من مكانة مصر ودورها‏,‏ وتمكنت القاهرة من إنجاز اتفاق
التهدئة في قطاع غزة الذي يحقق مصلحة مباشرة لحماس‏,‏ كما يحقق مصلحة
إسرائيلية‏,‏

كما تمكنت من إلزام الفصائل الفلسطينية جميعها‏,‏ بما
في ذلك فتح وحماس‏,‏ من العودة الي مائدة الحوار الوطني سعيا لتحقيق
المصالحة الفلسطينية‏,‏ وتوحيد الموقف الفلسطيني والاتفاق علي حكومة وحدة
وطنية تبدأ عملية إعادة إعمار قطاع غزة‏,‏ والإشراف علي إجراء الانتخابات
الرئاسية والتشريعية في مواعيدها المحددة تجسد قبول كل أطراف النزاع
الاحتكام الي الشعب الفلسطيني‏,‏ ثم جاء مؤتمر إعادة إعمار غزة في شرم
الشيخ ليتوج تفرد الدور المصري‏.‏

وثمة مايؤكد أن المصالحة العربية
التي بدأت بنداء من العاهل السعودي الملك عبدالله يدعو فيه الجميع‏,‏ بما
في ذلك السعودية‏,‏ الي نبذ خلافاتهم حفاظا علي كرامة العرب وتضامنهم‏,‏
تتواصل في اتصالات ولقاءات عربية سوف تستمر خلال الأسابيع الثلاثة الأولي
من شهر مارس‏,‏ تستهدف إذابة الجليد بين القاهرة والرياض وكل من دمشق
والدوحة‏,‏

يتوجها تحرك عربي مهم تنهض به القاهرة من خلال برنامج
لقاءات واتصالات عربية يقوم بها الرئيس مبارك تعيد تنقية المناخ العربي‏,‏
كي يذهب الجميع الي القمة الدورية القادمة التي تنعقد في الدوحة في نهاية
مارس‏,‏ والتي سوف تكون قمة مصالحة وتضامن‏,‏ تختلف تماما عن قمة الدوحة
السابقة التي عقدت قبل يوم واحد من انعقاد قمة الكويت الاقتصادية
والاجتماعية وكادت تودي الي تفجير الموقف العربي‏.‏

وما من شك في
أن جزءا من فضل هذه الريح العربية الطيبة يعود الي دورية انعقاد القمة
التي فرضت ضرورة التصدي لأزمة الخلاف العربي والعمل علي ردم الشرخ العميق
الذي كسر وحدة الصف العربي‏,‏ وكان يمكن أن تزداد خطورته إن طال أمده
الزمني‏,‏ لولا القمة الدورية التي ألزمت الجميع بسرعة معالجة الموقف قبل
أن تأتي نهاية مارس وتنعقد قمة الدوحة الثانية‏..‏

وللعلم فقط فإن
دورية انعقاد القمة كانت في الأصل اقتراحا مصريا بضرورة انتظام انعقاد
القمة العربية مرة كل عام كي لا تتراكم الخلافات العربية العربية ويصبح من
الصعب تجاوزها‏.‏

mmahasabo@yahoo.com