عيد ميلاد أبوالفصاد محمد العزبي

من غير ليه
محمد العزبي
ezaby azaby @ yahoo. com
عيد ميلاد أبوالفصاد


نادرا ما يحتفل من تقدم بهم العمر بأعياد ميلادهم وإذا فعلوها يستترون
تلبية لدعوة الأحفاد وفرحة بالاهتمام بهم فالجد لم يعد يستمتع بكثير من
طقوس الاحتفال مثل أكل التورتة واطفاء الشمعة وسنة حلوة ياجميل أو عيد
ميلاد أبوالفصاد إذا جرؤ الأولاد.. كل ما يرجوه هدية رمزية. تعني أنه علي
البال.

يبدو انها السلطة والجبروت التي جعلت رجلا في الخامسة والثمانين يقام
له مهرجان يصبح حديث العالم كله لما ساده من بذخ واسراف في بلد يموت فيه
الناس من الجوع!

انتشرت أخبار وصور حفل عيد ميلاد روبرت موجابي رئيس جمهورية زيمبابوي
منذ ثلاثين عاما معتبرا نفسه الزعيم ووالد الجميع دخلها محبوبا قائدا
تاريخيا انتزع استقلال بلاده من الاستعمار البريطاني وانتهي دكتاتورا يحمل
علي كاهله وزر شعبه الذي أصبح نصفه وأكثر يعتمد علي المعونات الغذائية حتي
لا يموت من الجوع والذي داهمته الكوليرا فقتلت علي الأقل أربعة آلاف والذي
أصبحت عملته لا تساوي شيئا بالمعني الحرفي للكلمة.. هذا غير ممارسات العنف
والقتل والاعتقال حتي انه اضطر لقبول مشاركة المعارضة في حكومته.

يكره الغرب الرجل لأنه قاد حملة طرد البيض من مزارعهم في بلاده وربما
تكون الميزة الوحيدة الباقية له هي مواصلة تلك السياسة ففي يوم مولده أنذر
القلة الباقية من البيض حتي يسرعوا بالرحيل لأنه لا مكان لهم في زيمبابوي.

ولكن ماذا عن الشعب الافريقي المسكين الذي عاني من حكامه الوطنيين السود أكثر مما عاني من زبانية الاستعمار؟!


تكلف حفل عيد ميلاد الرئيس 250 ألف دولار أمريكي. قالوا بأنها تبرع
ومحبة!! من رجال الأعمال "الأصدقاء المخلصين" دفع واحد وحده 110 آلاف.

جلس سعيدا مبتسما طوال الحفل مرتديا بدلة "بيج" وكوفية حمراء بجوار
زوجته "جريس" وهي في نصف عمره لم تحتفل بعد بعامها الثالث والأربعين!

يتصدر مائدة اتسعت لثلاثة آلاف شخص غير المتجمهرين خارج قاعة جامعة
مدينة شينهوي التي تبعد حوالي مائة كيلو متر عن العاصمة هراري يهتفون
للزعيم ويأملون في بقايا الطعام بيما رجال الأمن بملابس مدنية يحاصرونهم
ويضربونهم حفظا للنظام!

دعونا من البالونات والتورتة الضخمة التي تزن 85 كيلو جراما فالأكثر
أهمية هو الذبائح وقد كانت ثمانين بقرة وسبعين عنزة واثني عشر خنزيرا!

عندهم حق سعداء الحظ الذين حضروا الحفل والوليمة عندما قالوا بأنهم ذهبوا من أجل الأكل وليس للهتاف والتصفيق!