قرآن وسنة د. عبد الله النجار

قرآن وسنة
د. عبد الله النجار

أسعدني كثيراً أن يكون الأستاذ الكبير
عبداللطيف فايد - مد الله في عمره ومتعه بالصحة - ضمن الكوكبة المكرمين من
أعلام ذلك الصرح الإعلامي الكبير "جريدة الجمهورية" بمناسبة الاحتفال
بمرور خمس وخمسين سنة علي قيامها. وللاحتفاء بالأعلام في ذلك الصرح العظيم
قيمة متميزة ما أظن أن لها نظيراً في الصروح الإعلامية الأخري. حيث يسلم
الاختيار فيها من المجاملة التي قد تقدم الحسن علي الأحسن.. أو الجيد علي
الأجود. أو من لم يبلغ رصيده من العطاء علي من بلغ فهو يتم بنزاهة مطلقة
وتجرد كامل يسلم من كافة شوائب التهمة التي تعتري مثل تلك الاختيارات
غالباً ومما يؤكد ذلك ويدل عليه ان قائمة هؤلاء الأعلام البررة الممتازين
قد ضمت اسم الإعلامي الإسلامي الكبير الأستاذ عبداللطيف فايد حفظه الله
وبارك في عمره فصادف الاختيار مكانه وعانق التكريم صاحبه ووضع الأمر في
موضعه.

وإني لاستميح قارئي العزيز أن يصفح لي ما قد يلمسه في عبارات ذلك
المقال من حماس في الحديث عن بعض ملامح العطاء في شخصية هذا العلم الكبير.
وما يتميز به من سمو في خلقه ونبل في عطائه وإخلاص لمهنته وتقدير لرسالة
الإعلام عموما والصحافة علي وجه الخصوص في الانتصار للحق والدعوة إلي
الخير والارتقاء بالسلوك الاجتماعي العام ومحاربة الرذيلة والجريمة
والضلال في أي موقع. ومن قبل ذلك وبعده رقي الخبرة الصحفية في المجال
الإسلامي مستوي دفع به إلي مصاف الريادة والإجادة فيه وأنا لا أقرر ذلك
ولا أذكره مجاملة له أو مدحا فيه. فهو ليس بحاجة إلي ذلك. كما انه من أعف
الناس وأكثرهم ترفعا عنه ولكنني أذكره اضافة لما ورد تحت اسمه من حيثيات
تكريمه. فذلك من حقه علي وفاء لأستاذيته وهو يعلم انني أحبه في الله وليس
بيني وبينه ذرة من القوادح في هذا الحب الصادق. ولأنني تعلمت منه فن
الكتابة الإسلامية بأسلوب صحفي يتسع نطاق الاستفادة منه ليشمل كافة فئات
المجتمع فأخرجني من ضيق الكتابة الأكاديمية المتخصصة إلي رحابة الكتابة
العامة الجامعة لكافة المستويات وجميع الفئات وتعلمت منه ما يصلح للكتابة
وما لا يصلح في هذا المجال. وما يلائم الفكرة من العبارة التي توصلها إلي
الهدف بسلامة فلا تعتريها المؤاخذات ولا تتعثر في الوصول إلي القاريء وكيف
يتم عرض رسالة جامعية أو سفر ضخم في المساحة المرصودة للمقال.

هذه المهارات العالية وهذا العلم الرفيع إنما هو شيء قليل مما تعلمته
علي يد هذا الأستاذ الكبير الذي صاغ الفقه الإسلامي بأصالته والفكر الديني
بجزالته علي صفحات جريدة الجمهورية الغراء دون أن يغير منه حكماً أو يجامل
به فكراً أو اتجاهاً. وهذا الذي تعلمته منه لا يقل في نظري قيمة عما
تعلمته علي يد أساتذتي في المجال الاكاديمي ومازال يعطي بصدق واخلاص وتفان
لتلك المؤسسة العريقة فتحية له في يوم تكريمه ودعاء صادقاً لله عز وجل أن
يمتعه بالصحة وأن يحفظه من المكاره وأن يمد في عمره وتحية صادقة لجريدة
الجمهورية الغراء في أيام أعيادها.