وما من مجيب..!!بقلم: سمير رجب

غداً مساء جديد
إفلات الحكومة من "فخ" رئيس المحاسبات
هل يمنعها من بحث العيوب.. ودراسة أوجه النقص..؟
كم نبهنا إلي خطورة "الجزر المنعزلة"..
وما من مجيب..!!
لابد أن يقولوا لنا.. ماذا سيفعلون في آلاف الشقق المغلقة
في الوقت الذي توجد فيه 40 ألف وحدة مهددة بالانهيار
أزمات الرغيف وحوادث الطرق والقطارات
ألم يحن الوقت بعد.. لتلافيها.. أو مواجهتها بفعالية..؟!
.. ومع ذلك كله.. "عفواً".. المستشار الملط
مهمة الجهاز تنحصر في الأرقام والمخالفات.. وليس في "التقييم"!
بقلم: سمير رجب
E-mail:samirragab@eltahrir.net

بعيداً عن واقعة جودت الملط رئيس الجهاز
المركزي للمحاسبات في مجلس الشعب.. والتي تم إنقاذ الحكومة من تداعياتها
بفضل "الأغلبية".. فإن التقرير الذي قدمه لابد أن يكون محل دراسة شاملة
ومتأنية مما يؤدي إلي علاج السلبيات الي تضمنها علاجاً جذرياً. وفاعلاً..

لكن السؤال:


.. وهل تنوي الحكومة عمل ذلك..؟؟


أنا شخصياً أشك.. فما دامت قد فازت بالثقة المتوقعة والتي لم تكن
بطبيعة الحال مثار شك.. فإن أوراق التقرير سوف تذهب حيثما ذهبت مثيلاتها..
وسابقاتها..!

* * *


ومع ذلك .. فلابد من المتابعة.. وإعادة التنبيه مراراً.. وتكراراً لعل وعسي..!


نعم.. لقد ذكر المستشار الملط عبارات إنشائية عديدة.. مثل البصمات
الواضحة.. ومعني المسئولية.. وأمانة الشعب.. وشفافية القرار وانتفاء
القدرة علي المبادرة .. وعلي العطاء والإبداع.. و.. و....!

في نفس الوقت الذي تعرض فيه لبعض القضايا الجوهرية التي لا يمكن التغاضي عنها.


مثلاً.. إنشاء الآلاف من الوحدات السكنية .. ثم إغلاقها من غير أن
يقطنها أحد علماً بأنها ممولة من حساب مشروعات الإسكان الاقتصادي
بالمحافظات..!

يحدث ذلك في الوقت الذي تقول فيه وزراة الإسكان ذاتها أن هناك 40 ألف وحدة تمثل خطورة داهمة علي المواطنين الذين يستغلونها..!


بالذمة.. هل هذا كلام..؟؟


إذا افترضنا أن الحكومة تستشعر بأنها فوق الحساب.. فأين الضمائر التي يفترض انها تحكم صميم العمل الوطني..؟!


ولعل ما حدث في منطقة الدويقة صورة من تلك الصور المستفزة.. حيث كانت
المساكن جاهزة.. لنقل أبناء المنطقة إليها.. إلا أن الأجهزة المحلية
تباطأت.. وتلكأت.. وأهملت.. فماذا كانت النتيجة..؟!

لقد دفن الناس تحت الصخور.. ووقتها ارتفعت أصوات الاحتجاج والغضب..
ثم سرعان ما هدأت الأمور.. وعاد كل شيء إلي أصله.. اعتماداً علي الميزة
التي منحنا الله إياها.. "النسيان"!

* * *


ليس هذا فحسب.. بل لقد ذكر رئيس الجهاز في تقريره ان بعض المشروعات
كانت مثالاً بارزاً لسوء التخطيط وعدم التنسيق بين بعض وزارات الدولة.
وهيئاتها. وشركاتها العامة مما أدي إلي وقوع أخطاء وعيوب جسيمة.. تصميمية
. وفنية. وبيئية. ومجتمعية..!

وتلك "الجزر المنعزلة" التي طالما شكونا منها.. وحذرنا من خطورة
استشرائها.. طالما أنكروها.. واعتبروا أن هذا "البعاد".. بين الوزارات
وبعضها البعض.. لا يعدو أن يكون خلافاً في الرأي.. والفرق بطبيعة الحال
كبير.. بين هذا. وذاك..!

* * *


أما الأزمات.. فهي تطل علينا كل يوم.. وكم تمنينا تلافيها قبل
وقوعها.. أو الإسراع بمواجهتها بوسائل ناجحة.. ومؤثرة.. وطبعاً لا حياة
لمن تنادي..!

ولقد أشار رئيس الجهاز إلي أزمة رغيف الخبز. وحوادث الطرق.
والقطارات. والمرافق وغيرها.. وغيرها.. مطالباً الحكومة بالعمل كجهاز
متضامن متكامل قادر علي الحركة السريعة..!!

هنا.. أيضاً يثور سؤال جديد:


.. هل الحكومة يساورها الشك بينها وبين نفسها في أنها لا تقوم
"الواجب" أم لديها قناعة بالغة بأنها لا تتواني.. ولا تتأخر.. باعتبار أن
الأمر أولاً وأخيراً.. مجرد "قضاء وقدر"..!

علي الجانب المقابل.. فإن المستشار الملط يستشهد بما سبق أن قاله الرئيس مبارك إن المشكلة هي مشكلة إدارة. ومحاسبة..!


وتعالوا نستعرض من تطورات الأزمات المشار إليها..!


رغيف العيش.. هل توفر بالصورة المطلوبة.. ولم يعد الناس يعانون في سبيل الحصول عليه..؟؟


أبداً.. كل ما هنالك إنه قد حدث نوع من التكيف مع الأمر الواقع.. وما كان استثناء بالأمس.. أصبح عادياً اليوم..!


حوادث الطرق.. هل خفت حدتها.. أو قل عددها..؟؟


لا.. وألف لا.. ويكفي أنه منذ ثلاثة أيام فقط.. وقعت حادثة
"الميكروباص" الذي سقط بركابه في ترعة بمحافظة المنيا.. وهي نفس المحافظة
التي تشهد كل يوم "أحداثاً دامية"..!

* صخور المقطم .. هل أصبحت آمنة مائة بالمائة..!


أيضاً.. لا.. حيث لم يتم اتخاذ إجراء واحد يمنع سقوطها رغم أن الاجراءات معروفة جيداً بالنسبة للأجهزة الفنية. والإدارية المختصة..!


* * *


يعني باختصار شديد.. العيوب معروفة وأوجه النقص واضحة. ومحددة.. وما
قاله رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات.. الحكومة علي بينة من دقائقه
وتفاصيله.

المهم.. كما أشرت آنفاً نضع خطوط وأساليب العلاج.. بحيث لا يأتي في
العام القادم.. ليعود الرجل لنفس المخالفات ثم تحصل الحكومة في اليوم
التالي علي صك البراءة.. وهكذا دواليك..!!

* * *


في النهاية تبقي كلمة:


تقتضي الموضوعية.. كما تستلزم الحيادية القول إنه من المفيد تماماً أن
يتحدث رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات عن أرقام. وعن وقائع. وعن أخطاء..
وأن يسوق الأمثلة لكن أنا لست معه حينما يتعرض في صلب تقريره.. إلي عقد
مقارنة بين المسئولين في الدولة متهماً البعض بالفشل.. ومشيداً بالبعض
الآخر الذين نجحوا من وجهة نظره في تحويل الأحلام إلي حقيقة..!

مرة أخري.. الأرقام والوقائع.. هي الركيزة الأساسية لمهمة الجهاز
المركزي للمحاسبات.. أما عملية التقييم.. فأحسب أنها بعيدة عن اختصاصه..!!