أهلا بالركود‏!‏بقلم : شريف العبد

من طرف ميمو الأحد مارس 08, 2009 10:17 am

شئون سياسية
بقلم : شريف العبد

أهلا بالركود‏!‏

لانتصور
أن الركود يمكن أن يمثل علامة مضيئة أو ظاهرة ايجابية فالركود يعني مزيدا
من البطالة وتراجعا في الاستثمارات وتقلصا في نشاط القطاع الخاص وتعثرا في
خطط التنمية وتسريحا للعمالة وتراجعا في معدلات النمو‏..‏ لكننا علي
الجانب الآخر لابد أن نعي أن الركود له ايضا فوائده ومزاياه فهو ضربة
قاضية الي الاحتكار والمحتكرين وإلي التجار الجشعين وايضا اصحاب الصفقات
المشبوهة وأهل المضاربة وهواة التسقيع‏.‏

لقد رأينا علي مدي فترات
ممتدة ومتصلة كيف كانت أسعار السلع تنفلت دون ضابط أو رابط وبلغ جشع
التجارر ذروته دون رادع‏,‏ وكم رأينا حيتانا يفرضون سطوتهم علي السوق
ويضعون الاسعار وفقا لأهوائهم فاذا بالأمور تنقلب رأسا علي عقب ولم يعد
هؤلاء أصحاب سيادة بل يخضعون اليوم لظروف السوق وفرضت عليهم هذه التحولات
أن يعيدوا حساباتهم ويستجيبوا لهذا التراجع غير المسبوق في الطلب والقوي
الشرائية ولم يعد أمامهم خيار سوي الخضوع والاستسلام وكما ينصحهم الوزير
رشيد لابد ان يقدموا تنازلات ويسارعوا بتخفيض اسعارهم وإلا تعرضوا لخسائر
تلحق بهم الدمار حينما تمتليء المخازن بسلع راكدة يصبح تصريفها هو
المستحيل بعينه‏.‏

ويمكن القول ايضا ان هذا الركود كان بمثابة ضربة
قاضية للمضاربين وهواة التسقيع حيث رأينا من يقبل علي شراء الأراضي دون
حساب ويخطط لكي يحقق عائدا عقاريا يجاوز‏300%‏ خلال فترة قصيرة فإذا بهذه
الانتكاسة ليجد هؤلاء أنفسهم يتعرضون لخسائر تفوق خيالهم ويعجزون اليوم عن
بيع ماسبق شراؤه لدواعي التسقيع والمضاربة وسبحان مغيرالأحوال ويسعون بكل
السبل للتخلص بأي صورة من ممتلكاتهم العقارية التي توهموا أنهم سوف يحققون
من ورائها ثروات تهبط عليهم من السماء دون جهد أو عرق‏.‏

وكم رأينا
من أناس يتجهون عن عمد إلي تعطيش الأسواق وحجب السلعة ليفرضوا أسعارا
ويتفقوا من وراء ذلك علي اشلاء المستهلك الضحية ورأينا علي جانب آخر
منتجين يطرحون سلعا معيبة لاتتوفر لها الصلاحية ليحققوا الثروات من
منتجاتهم المغشوشة لنجد اليوم وفي ظل هذا الكساد تصبح السيادة للمستهلك
ولم يعد هناك مكان لأي سلعة رديئة‏..‏

وإذا كنا نأمل ألا يمتد هذا
الكساد لأننا نشفق علي شبابنا من شبح البطالة لكننا نأمل ايضا ان ينجح هذا
الكساد في القضاء دون رجعة علي المنتفعين والمضاربين وهواة التسقيع الذين
تعاظم اصرارهم علي أنهم مستثمرون جادون كان لهم إسهامات في عمليات البناء
والنمو‏!‏

selabd@ahram.org.eg