7‏ ملايين طفل ينشدون العدل بقلم : نهـال شـكري

من طرف هايدى الأحد مارس 08, 2009 10:19 am

شئون سياسية
بقلم : نهـال شـكري

‏7‏ ملايين طفل ينشدون العدل

في
جلسة حوارية تفاعلية مهمة تواجهت فيها الأفكار والآراء في اتجاهات متعددة
حول اسئلة محددة طرحتها السفيرة مشيرة خطاب الأمين العام للمجلس القومي
للأمومة والطفولة حول مدي الوعي بقانون الطفل الذي أقره مجلس الشعب في
دورته الماضية‏,‏ والحاجة إلي المزيد من المعرفة بالحقوق والتي يضمنها
وتستهدف مصلحة الطفل المصري دون تبني حملات إعلانية تتكلف مبالغ مالية
كبيرة لايتحملها المجلس‏.‏

وإنني هنا أقر أهمية مثل هذه الجلسات
الحوارية في مواجهة القضايا المجتمعية المهمة بحضور كتاب مصر ومفكريها‏,‏
والامناء علي تبني هذه القضايا وطرح حججها وأهميتها علي المواطنين‏.‏

وفي
الوقت نفسه أثارني في هذه الجلسة أمران مهمان أحدهما تساؤل طرحه مستشار
المجلس في استنكار شديد وهو‏:‏ لماذا وافق المجتمع في الماضي علي رفع سن
الزواج إلي‏16‏ سنة ولايوافق حاليا علي رفعها إلي سن‏18‏ سنة؟؟

وللاجابة
علي هذا السؤال أؤكد انه بالطبع فإن تبني المجلس لرفع سن الزواج له حججه
المنطقية التي تتركز في حماية صحة الفتاة التي تسعي التقاليد لزواجها في
الريف وفي سن صغيرة تصل إلي‏14‏ سنة‏,‏ ولكن هناك منطقة آخر قد يغيب عن
الدعوة لرفع سن الزواج وهو انتشار حالة العنوسة في المجتمع الأمر الذي
اصبح يمثل شبحا مخيفا أمام كل أسرة لديها فتاة في سن الزواج حتي باتت الأم
والأب يرغبان في تحقيق الزواج لها حتي ولو في سن أقل من‏18‏ سنة‏,‏ وهو
أمر ايضا اصبح سائدا في المدن وليس في الريف فقط‏.‏

وقد استوقفتني
من خلال الحوارات المختلفة في هذه الجلسة المطالبة بالدفاع عن حرية وكرامة
الطفل وحمايته‏,‏ وهو الأمر الذي ذكرني بوجود شريحة كبيرة من الأطفال
تتطلب الحماية وبصورة عاجلة ويبلغ اتساعها من الاحصائيات مايقرب من‏7‏
ملايين طفل وهم أطفال الطلاق‏,‏ والذين بات يهددهم بصورة كبيرة مشروع
قانون الأحوال الشخصية الجديد في بند الرؤية والذي تدور الشائعات حول
الاتجاه إلي حصول الطرف غير الحاضن علي حق الاستضافة للطفل الصغير الذي
لايستطيع فراق والدته وكأنه قطعة أثاث‏,‏ بل وفي المواجهة يطرح تغليظ
العقوبة في حالة خطف الطفل أو التسبب في إيذائه بأي صورة‏.‏

وهنا
يجب طرح سؤال لابد أن يتبناه المجلس القومي للأمومة والطفولة‏,‏ بل والشعب
في صورة نوابه بالبرلمان‏:‏ ماذا يحدث إذا تعرض‏1%‏ فقط من هؤلاء الأطفال
للأضرار السابقة؟ وكيف ستتعامل الدولة مع مايقرب من‏70‏ ألف حالة اسبوعيا
؟ وكيف نحقق الحماية لهؤلاء الأطفال؟ وكيف نحميهم من آثار العنف والاكتئاب
والتدمير النفسي والجسدي؟

وإنني مع المطالبة باتساع دائرة المعرفة
والنشر لقانون الطفل‏,‏ أطالب ايضا بالتصدي لحماية‏7‏ ملايين طفل من حالات
الطلاق ينشدون العدل والأمل في حياة كريمة ورحيمة بهم وبمستقبلهم‏..‏

nshoukry@ahram.org.eg