نواب يطالبون بالتحقيق في "تعاون" بريطانيا في تعذيب بنيام

بنيام محمد يصل الى بريطانيا عائدا من جوانتنامو طالب نواب في البرلمان
البريطاني بفتح تحقيق في كون جهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية (MI5)
تواطأ مع السي آي ايه الامريكية في التحقيقات التي اجريت مع بنيام محمد
الذي اطلق سراحه مؤخرا من جوانتانامو، وما تعرض له من تعذيب. وقال بنيام محمد ذي الاصل الاثيوبي والمقيم في بريطانيا، والذي
اطلق سراحه مؤخرا من جوانتانامو، ان برقيات (MI5) تكشف عن تواطؤ الجهاز في
التحقيقات التي اجريت معه.وقال وزير العدل في حكومة الظل دومينيك جريف ان "هذه الاتهامات الجدية للغاية" يجب ان تطرح امام الشرطة ايضا.كما
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ايد هارفي، وهو من حزب الديمقراطيين
الاحرار، ان هناك ما يكفي من "الادلة المتينة" لفتح تحقيق قضائي مستقل.كما
قال النائب اندرو ديسمور من حزب العمال، وهو رئيس لجنة حقوق الانسان في
البرلمان، انه "سيسائل وزيري الداخلية والخارجية عن كيفية تطبيق بريطانيا
لسياستها الرافضة للتعذيب."أما ناشطة حقوق الانسان البارزة شامي
شكرباتي، فقالت ان "الامر يتعلق بأكثر من ادعاءات او اتهامات، بل هي قطع
من صورة بدأت تتجمع، ولذلك، لم يعد هناك مناص من فتح تحقيق جنائي."وذكر
محمد الذي عاد الى بريطانيا الشهر الماضي في اعقاب اطلاق سراحه، لصحيفة
ميل اون صنداي، ان تلك البرقيات ارسلت الى جهاز المخابرات الامريكي سي آي
ايه في نوفمبر/ تشرين الثاني 2002 في وقت كان يتعرض فيه للتعذيب في المغرب.وتحقق الحكومة البريطانية في اتهامات محمد بالتواطؤ البريطاني في تعذيبه، في حين نفت وزارة الخارجية كونها سمحت باللجوء الى التعذيب.ويقول محمد البالغ من العمر 30 عاما انه تعرض للتعذيب خلال فترة اعتقاله للاشتباه في علاقته "بالارهاب".وذكر محمد للصحيفة انه قبع في الظلام لمدة اسابيع في احد سجون العاصمة الافغانية كابول.وقال
محمد ان ضباط جهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية زودوا محققيه
الامريكيين باسئلة محددة، ادت الى اعترافه كذبا بممارسة انشطة ارهابية.ويدعي محمد ان البرقية الاولى طلبت عرض اسم شخص امامه، والتحقيق معه حول هذا الشخص.اما البرقية الثانية تساءلت عن الجدول الزمني لمزيد من التحقيقات.ويقول
محمد انه حصل على هذه البرقيات من خلال العملية القانونية التي خاضها في
الولايات المتحدة، خلال كفاحه من اجل اطلاق سراحه من معتقل جوانتانامو.ويقول دانيل ستانفورد مراسل بي بي سي لشؤون وزارة الداخلية ان سيكون من السهل نسبيا التحقق من مزاعم محمد.ويضيف
مراسلنا انه " مع تقدم الوقت سيكون من الواضح تماما على الارجح ما اذا كان
هذه البرقيات حقيقية ام لا، واعتقد انه من غير المرجح ان توضع في دائرة
المجال العام اذا لم يتم التحقق منها في نهاية المطاف".سجن مظلموذكر محمد للصحيفة ان اسوا جزء خلال رحلة اسره كانت في " السجن المظلم" في كابول.وقال محمد ان " الحمام في هذا الزنزانة كان عبارة عن جردل".واضاف " كانت توجد سماعات في الزنزانة ينطلق منها صوت يبدو ان قوته حوالي 160 وات على مدار الاربع والعشرين ساعة".وقال " لقد كبلوني بالسلاسل لمدة ثمانية ايام، في وضع لم استطع معه ان اقف او اجلس".واضاف " لم استطع ان انام. ولم اتمكن من معرفة الليل من النهار"." نمقت التعذيب"يذكر ان محمد يقول انه رحل بالسر من باكستان الى المغرب حيث عذب قبل ان يرحل مرة اخرى الى افغانستان وبعدها الى معتقل جوانتانامو.وظل محمد سبع سنوات في السجن، اربع منها في معتقل جوانتانامو الامريكي.وقد
قبض عليه في المغرب عام 2002، واتهمته الولايات المتحدة بالضلوع في
"التخطيط لتفجير قنبلة قذرة في الولايات المتحدة". الا ان هذه الاتهامات
اسقطت في شهر اكتوبر/ تشرين الاول الماضي.