"خشن". و"ناعم"محمد العزبي

من غير ليه
محمد العزبي
ezaby azaby @ yahoo. com
احتواء الإعلام:
"خشن". و"ناعم"

أعود إلي نفس القصة مرة أخري. لطرافتها ودلالتها.


اجتمعت لجنة لتقييم الإعلام في عام. وتقديم جوائز وألقاب للذين يستحقون.


كان السؤال: من يستحق الاختيار؟


بصدق وجدية قال الكاتب المحترم "محفوظ عبدالرحمن": "حمدي قنديل".


ساد الصمت الاجتماع. وتطلع الجميع لوزير الإعلام الذي كان حاضراً. أو
علي الأصح يرأس الحاضرين. فعلي الرغم من القيمة العالية لحمدي قنديل إلا
انه علي القائمة السوداء. فلا أحد يستطيع انكاره. كما انهم لا يستطيعون
إعلانه.

قطع الوزير الصمت للخروج من المطب وقال: فعلاً "حمدي الكنيسي" يستحق!


المهم أن يكون أوله "حمدي".. مع كل التقدير والاعجاب بالأستاذ "الكنيسي".


تذكرت القصة فدعوت لمحفوظ عبدالرحمن بالصحة والخروج من وعكته الصحية
الطارئة. لنستمتع بعمق وحلاوة ما يقدمه لنا من أعمال أدبية وفنية يمتزج
فيها الوعي بالابداع.

وأثار "حمدي قنديل" مواجعي وهو يعلن علي الهواء في برنامج "العاشرة
مساء" استعداده للعمل في تليفزيون بلده لو أن أحداً اتصل به.. وأحسب ان
الدموع كادت تفلت من عينيه ومن "مني الشاذلي".. ولكنه الكبرياء!

لا أريد الدخول في الموضوع ولا العودة إلي الماضي.


ولكنني بالصدفة. قرأت عن دراسة تناولت أساليب "الاحتواء الناعم"
للصحفيين الأردنيين. وهي تصلح لباقي البلاد العربية.. وطبعا هناك "احترام
خشن" عرفناه يوماً. ويكفينا الله شره..

يقولون ان الاحتواء الناعم أفضل. وهو ما تقوم به الحكومات ورجال الأعمال والأحزاب والجهات الأمنية وكل من له نفوذ أو يسعي لذلك.


أما وسائله فمتعددة من تقديم تسهيلات مادية وعينية واستثناءات واعفاءات وسفريات وصولاً إلي خلق وظائف مستشارين أو خلافه.


أما حالة "حمدي قنديل" فنموذج. لأنه غادر راديو وتليفزيون العرب بسبب
حوار مع "معمر القذافي" أغضب "الجماعة" في السعودية.. وكان علي الشيخ
"صالح كامل" أن يسمع الكلام.. وغادر التليفزيون المصري بعدها لأنهم لم
يطيقوا معه صبراً.. وغادر "دريم" بعد ضغوط علي صاحبها الدكتور "أحمد بهجت"
بمطالبته بتسديد ديون مختلف شركاته للبنوك.. وغادر مؤخراً تليفزيون "دبي"
لغضب هنا وهناك لم تتحدد مصادره حتي الآن وان كان لا يخفي علي أحد.. وفي
يوم وليلة تخلي عنه صديقه "ساويرس" الذي كان دائما راعيا رئيسيا لبرنامجه
أياً كان موقع إذاعته لأنه هاجم مسئولا فلسطينيا لعلامات استفهام حول ثروة
ياسر عرفات بعد وفاته. ولم يكن يعرف ان الذي هاجمه شريك لصديقه ساويرس.

ربنا يستر علي تجربة الإعلامي المصري المرموق مع محطة تليفزيون ليبية.. مهما كان الود الذي يجمع بينه وبين "معمر القذافي"!!