يوم الشهيد بقلم : خالد إمام

.. وماذا بعد ؟!
يوم الشهيد
تعالوا نغرس وردة وفاء.. مكان كل قطرة دم
تحية لقواتنا المسلحة.. مصنع الرجال
والحارس الأمين ..المخلص للتراب الوطني
بقلم : خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg

في مثل هذا اليوم قبل أربعة عقود.. سقط
الفريق أول عبدالمنعم رياض شهيداً بإصابة مباشرة من العدو وهو وسط أبنائه
الضباط والجنود في الخطوط الأمامية للجبهة علي خط القناة أثناء تنفيذ خطة
تدمير خط بارليف.

لقد كان عبدالمنعم رياض واحداً من أشهر العسكريين العرب في النصف
الثاني من القرن العشرين.. وسجله العسكري حافل بالإنجازات والبطولات علي
مدي 32 عاماً.

شارك في الحرب العالمية الثانية وفي حروب فلسطين والعدوان الثلاثي
و67 والاستنزاف.. فرح بانتصاراتنا وتجرع معنا كأس الهزيمة.. ولكن ظل قلبه
يخفق دائماً بمصر وحب مصر.

باستشهاده.. أصبح يوم 9 مارس من كل عام عيداً للشهيد تخليداً لذكراه.. وأطلق عليه يوم الوفاء.



***



إن قواتنا المسلحة ونحن نوجه لها التحية في هذا اليوم.. نؤكد
أنها ستظل مضرب الأمثال في البذل والعطاء ومدرسة الوطنية.. عنوان الضبط
والربط.. صفحاتها دروس مستفادة يتعلم منها القاصي والداني ان التراب
المقدس الذي منه خرجنا وإليه نعود هو أغلي مقتنيات الأرض وهو يستحق فعلاً
أن يجود الإنسان بروحه ودمه فداء له.

قواتنا المسلحة ستظل مصنع الرجال.. من يقتدي بهم "صالح" ومن يبتعد عنهم "طالح".. إنهم خير أجناد الأرض والقدوة الحسنة للناس جميعاً.


قواتنا المسلحة هي الدرع الواقية لمصر والحارس الأمين المخلص لترابها
الوطني وثرواتها والقوة القادرة علي ردع كل من يفكر في النيل منها ومن
شعبها العظيم.

قواتنا المسلحة هي "كلمة السر" في منعتنا وقوتنا وعزتنا وحريتنا..
و"اكسير الحياة" الذي به نزهو ونفخر ونكون وبدونه نضعف ونتلاشي ولا نكون.

قواتنا المسلحة تستحق فعلاً شرف الانتساب لها والانتماء إليها.. ولو
كنا في مواقع مدنية.. فكلنا جنود ندافع عن مصر وتحت قيادة واحدة وطنية
وحكيمة وواعية.


***



ونحن نحتفل اليوم بالشهيد.. إنما نغرس وردة وفاء مكان كل
قطرة دم سالت من أجساد شهدائنا البررة.. ليخرج منها اريج الحرية يملأ
السهل والوادي. ويصرخ في وجه الظلم والطغيان. ويلطم القتلة والسفاحين.
ويبث الحمية ونار الثأر في النفوس والأفئدة. ويعزف أعظم سيمفونية وطنية في
الدفاع عن الحياة.

وصدق المولي عز وجل حينما قال في سورة الأحزاب: "من المؤمنين رجال
صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا
تبديلا".


***



.. وفي يوم الشهيد.. علينا أن نتذكر ما قدمه شهداؤنا من أجلنا ومن أجل جميع الأجيال.. وان نقف تحية اجلال واكبار لهم جميعاً.


لقد بادرت من نفسي وأنا في مكتبي ليس معي سوي المولي عزوجل بعد أن دقت
الساعة الثانية عشرة منتصف الليل وبدأت أولي لحظات يوم 9 مارس.. وقفت
دقيقة حداداً علي أرواح شهدائنا البررة الذين بذلوا حياتهم لكي نحيا..
وجادوا بأرواحهم فداء لأرواحنا.. وسطروا بدمائهم الطاهرة أروع ملاحم
الوطنية ليحافظوا علي دماء كل الشعب.

فيا أيتها الأم الثكلي.. لا تحزني فكلنا أبناؤك.. يكفيك فخراً أن ابنك الشهيد لم يمت بل هو حي عند ربه يرزق.


ويا أيتها الزوجة المترملة.. اخلعي عنك ثوب الحداد.. زوجك الآن في الجنة.. ثيابه ملائكية معطرة.. وروحه عند بارئها راضية مرضية.


ويا أيها الابن اليتيم.. لك أن تشرف بأن والدك شهيد.. افتداك وافتدي
كل من هم مثلك لكي تكونوا أحراراً وليظل هذا البلد آمناً مطمئناً.

ويا أيها الأخ الذي فقد أخاه.. لا تجزع إذا كان توأمك قد ذهب.. فإن
الملايين غيره يقاسمونك حياة حرة ما كانت لتولد بدون دماء أشقائك الذين
جادوا بحياتهم.

يا كل من له شهيد.. شهيدكم شهيدنا.. نحتسبه عند الله ونطلب له الرحمة والعفو والمغفرة.. إنه الرحمن الرحيم.. نعم المولي ونعم النصير.



***



لقد شاءت إرادة المولي عزوجل أن يأتي يوم الشهيد في نفس يوم المولد النبوي وذكري ثورة .19


مفارقة لها مدلولها أن يجتمع الاحتفال بمن جادوا بأرواحهم دفاعاً عن
الدين والأرض والعرض والكرامة.. مع ذكري مولد المصطفي عليه أفضل الصلاة
والسلام خاتم الأنبياء والمرسلين والرحمة المهداة للبشرية جمعاء وخير من
دافع ببطولة وبسالة عن الإسلام وعن كرامة الإنسان.. ومع الذكري التسعين
لثورة .1919

المناسبات الثلاث يربط بينها خيط متين هو انها مناسبات "شعبية" تهم الشعب.. كل جموع الشعب. وترتبط بهم روحانياً ووجدانياً.


إن يوم الشهيد هو امتداد طبيعي ونتيجة منطقية لثورة الشعب قبل 90
عاماً ضد قوي الاحتلال والظلم والاستبداد.. والاحتفال به اليوم تغلفه بركة
رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وعلي آل بيته السلام.