اضرب ابن الأكرمين محمد العزبي

من غير ليه
اضرب ابن الأكرمين
محمد العزبي
ezaby azaby @ yahoo. com

يقسو علينا الحراس أحيانا. ولا أقول كثيرا. خصوصا لو كنا فقراء مكسوري الجناح.


لست أدري من أين تأتيهم كل تلك الجرأة والقسوة. هل تنتقل إليهم من
أسيادهم الذين يباركون ما يرتكبون.. أم انها طبيعة لم تكن شيمتنا حتي وقت
قريب؟.

هذا وقد كثر حاملو السياط. وتعودنا علي أكل الزبيب. والمسامح دائما كريم.


نتساءل بكم يقدرون قيمة الإنسان.. نعرف انه عندما يموت في حادث رهيب
أو بغرق عبارة تحظي بالتدليل أو لأي سبب تراجيدي يتقاضي أهله من الجنيهات
ما لا يكفي لإعداد الكفن.. أما الأحياء. فيكفي انهم يشمون الهواء!

لم يعد أحد يجهل ماذا ينتظره لو تطاول علي موكب لمسئول أو حتي سار
علي نفس الطريق. أو تجرأ واشتكي مطالباً بأبسط الحقوق. أو لم يسمع الكلام
ويلزم الصمت علي طول الخط.

تعودنا. وان تألمنا. ولا أعرف ما هو الحل. ليس لرد القضاء وانما اللطف فيه.


ربما كان تصرفا عاديا متكررا. وأقل من غيره. ولكنني تأثرت به.


سيدة عجوز من قرية صغيرة بأقصي الصعيد. تعيش وحيدة تقريبا. لا دخل لها
سوي معاش متواضع أقل من خمسين جنيها. نعرف جميعا انه لا يكفي العيش الحاف
في هذا الزمان.

ما صدقت ان وجدت وزيراً أمامها حتي تشكو إليه همومها.. حاولت التقدم
منه ولكن الحراس الأشداء يمنعون الاقتراب من ملابس معاليه الأنيقة. وحتي
لا تتأذي مشاعره الرقيقة بكلمات قد لا تسر.

صرخت بأعلي صوتها:: الحقني يا وزير.. فاشتد الضرب.. يقولون انها لم
تكن لتحتمل أو تستحق أكثر من دفعها بعنف وجذبها من ملابسها للخلف. فوقعت
علي الأرض يختلط صراخها بالأنين.. ولم يسمع أحد لها صوتاً!

هل هي حقاً مشاغبة. يعرف صغار المسئولين في الوحدة المحلية معاناتها.
ويحذرون من اقترابها من كبار المسئولين الزائرين. لأنهم في رحلة تنتهي
عادة بمائدة يقيمها السيد المحافظ لعلية القوم!!

أزعجني ما لقيته السيدة العجوز. وأخذت أفكر في طريقة نأخذ لها حقها
لو كنا نريد أو نرد لها اعتبارها ونخفف آلام جسدها. هل نربت علي كتفها: يا
أمي. انهم مثل أولادك لايقصدون. إذ أصبحت القسوة عندهم عادة. وأسيادهم
أيضا لا يرحمون؟!

تذكرت يوم اشتكي مصري من اهانة ابن والي مصر له وضربه. فاستدعاه
الخليفة "عمر بن الخطاب" وأمر المصري بضرب ابن "عمرو بن العاص" مردداً:
اضرب ابن الأكرمين مثلما كان يقول له.

ماذا لو اننا أتينا بالحراس المعتدين وجعلنا السيدة العجوز تفعل بهم مثلما فعلوا متغطرسين؟!


أهه كلام!!.