الطب اللذيذ! محمد العزبي

من غير ليه
الطب اللذيذ!
محمد العزبي
ezaby azaby @ yahoo. com

أبحث عن مراكز العلاج الصينية التي بدأت
تظهر في القاهرة. عيني عينك. إذ يبدو انها تريح الجسد. تستقبلك بابتسامة
تذهب عنك الأمراض والعلل.

ولكن يبدو انها مناطق. فأنا من سكان مصر الجديدة وفيها إلي جانب
مدينة نصر أحياء أخري . فالصينيون لا يتوقفون عن الحركة. ومجال عملهم
عندنا هو طرق الأبواب وبيع كل ما يخطر ولا يخطر علي البال من صنع الصين..
وما الذي لم تعد تصنعه وتصدره الصين؟!.

أما الطب الصيني ففي المعادي. وحكايته تختلف. تبدأ بشكوك أدت لقيام
لجنة من وزارة الصحة بالتفتيش علي عدد من مراكز العلاج.. دخل المسئول.
فوجد المكان مريباً مثيراً علي الأقل لأضوائه الحمراء الخافتة. ولم يكد
يصل إلي قلب حجرة الكشف حتي وجد فتاة صينية ناعمة تطلب منه أن يخلع
ملابسه. فأسرع بالخروج. ليعود معه عدد من مساعديه ورجال الشرطة الذين
جاءوا معه. واتضح علي الأقل ان مركز العلاج بدون أي ترخيص وليست له أي صفة
طبية.

ليس وحده. ففي مركز علاجي آخر. لا يوجد طبيب. ولا تصريح عمل. وإنما
مدير ومعه مجموعة فتيات كل مؤهلاتهن الدلال واغراء الزبون وعمل "المساج".

علي طرف آخر ينتشر في مصر طب الأجانب. حيث نسمع كل يوم عن خبير.
وعادة ألماني. يحجزون له في مستشفي استثماري. ويقف المرضي طوابير. يدفعون
مئات الجنيهات لمجرد الكشف. أو بالعملة الصعبة.. ثم تبدأ سلسلة من
الفحوصات علي يد طبيب مصري مساعد حتي يصل الخواجة. وفي أيام معدودة يكشف
علي العشرات. ويصدر قرارات. ويجري عمليات. ويقسم الحصيلة بين مختلف
الأطراف.. ولا بأس. لولا أن الحكاية انتشرت. ولا أحد يعرف. هل الخبير
القادم من الخارج أفضل من الأطباء المصريين؟!

يأتي أساتذة في طب العظام أكثر من غيرهم.. وبدأ الترويج للعلاج الساحر عن طريق الخلايا الجذعية والنخاع. لمن يقدر عليه ويغامر؟!


المهم ان مصر أصبحت "ترانزيت" للأطباء الأجانب.. والله أعلم بقدراتهم.
والله يستر بأنصاف الفقراء منا الذين يتصورون ان الخواجة فيه شفاء للناس.

علي طرف ثالث عاد الحديث عن الفساد في تخريج الأطباء. ليس فقط بتعيين
أبناء الأساتذة دون اعتبار للكفاءة وانما تأكيد للوراثة وتمشي مع سياسة
الكوسة. وانما أيضا بالتلاعب في نتائج الامتحانات من أساسه.

وإذا كان قد تمت محاكمة أستاذ طبيب لأنه "زوّر" نتيجة ابنه. فإن
الحكم لم يضع نهاية لحالة متكررة منذ سنوات. يعرفها الجميع ويسكتون عنها.
ولم يكن سقوط الأستاذ إلا سوء حظ واستثناء!

عاد الحديث عن واقعة تغيير نتيجة بكالوريوس طب بجامعة خاصة تحظي
بالرعاية. وكان الصمت قد ساد عند بداية الاتهام. لعل ذلك ينهي الموضوع..
حتي أصبح مستحيلا عدم فتح باب التحقيقات التي انتهت بالادانة الواضحة.
والكشف عن إهمال جسيم. وجزاءات لكل العاملين المرتبطين بالواقعة. بل
واقالة رئيس قسم الجراحة وانهاء انتدابه من جامعة القاهرة.. أي ان الأستاذ
الدكتور يحمل معه فساد الطب من جامعة إلي جامعة.

ولنا الله!