قانون محاسبة السعودية وقاحة صهيونية.. ليس لها مثيل هدفهم أن يعيش أوباما في جلباب بوش خالد إمام

..وماذا بعد؟!
قانون محاسبة السعودية
وقاحة صهيونية.. ليس لها مثيل
هدفهم أن يعيش أوباما في جلباب بوش
خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg

منذ جاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما
إلي الحكم.. وكافة التصريحات الصادرة من الإدارة الأمريكية وكذلك المواقف
التي تتخذها أو تتبناها تؤكد علي أن الإدارة الجديدة سوف تختلف شكلاً
وموضوعًا عن إدارة جورج بوش فيما عدا ما يخص إسرائيل باعتبارها سياسة
استراتيجية لكافة الإدارات الأمريكية الديمقراطية منها والجمهورية علي حد
سواء.

وقد وضح هذا التباين بين الإدارتين من خلال قرارات أوباما التي
أصدرها ولقاءاته التي عقدها ورسائله التي بعث بها واتصالاته التي أجراها
خاصة مع زعماء الشرق الأوسط.


* * *



إذا خرجنا من التعميم إلي التحديد فسوف نجد أن أول اتصال
تليفوني أجراه أوباما عقب توليه الحكم في 20 يناير الماضي كان مع الرئيس
حسني مبارك وقد كان اتصالاً له مغزاه أثني خلاله علي جهود ومواقف الرئيس
وعبر عن أمله في التعاون البناء لحل مشاكل المنطقة.

وكان أول قرار اتخذه هو إغلاق معتقل جوانتانامو سييء السمعة خلال عام
وفتح التحقيق في الاتهامات الموجهة للمعتقلين.. وأعلن عن تعيين جورج
ميتشيل مبعوثًا لعملية السلام بالشرق الأوسط.

كما أعلن عن رغبته في التوصل إلي حل سلمي للأزمة النووية مع إيران
ومن خلال المفاوضات المباشرة.. وأعلن أيضًا عن أمله في التواصل مع العناصر
المعتدلة في حركة طالبان لتحسين الأوضاع في أفغانستان.


* * *



كل هذا يؤكد أن أوباما أدرك ضرورة تغيير السياسة الخارجية
الأمريكية وجعلها واقعية ومختلفة تمامًا عما كانت عليه طوال السنوات
السوداء لإدارة بوش.

لكن يبدو أن اللوبي الصهيوني سواء في مواقع صناعة القرار أو في
الشارع الأمريكي لا يريد التغيير ويصر علي أن يعيش أوباما في جلباب بوش
سواء من حيث التوجهات أو القرارات الانفعالية الخاطئة أو كسب العداوات بلا
أسباب.

الدليل علي ذلك أن النائب اليهودي الديمقراطي انتوني وينر تقدم لمجلس
النواب الأمريكي بمشروع قانون يطالب فيه ب"محاسبة السعودية" بحجة دعم
وتشجيع الإرهاب.. علي غرار قانون بوش ب"محاسبة سوريا"!!

حتي الحيثيات التي استند إليها في مشروعه هي نفس الحيثيات تقريبًا التي اعتمد عليها قانون بوش.


قال النائب الصهيوني- لافض فوه- أن مشروع القانون يستهدف "إيقاف الدعم
السعودي للمؤسسات التي تمول أو تدرب أو تحرض أو تشجع أو تساعد بأي طريقة
أو تحث علي الإرهاب"!!

والغريب أن مشروع القانون يطالب السعودية بإغلاق دائم للمؤسسات
الخيرية والمدارس والمنظمات التي وصفها بالإرهابية والتي تتخذ من السعودية
مقرًا لها!!

والأغرب أن المشروع يتهم السعودية بدعم الإرهاب بسبب المساعدات التي
تقدمها للشعب الفلسطيني والتي قال عنها إنها تذهب لمنظمات إرهابية.

وياللبجاحة.. فقد اعتمد المشروع في اتهامه هذا علي مصادر صهيونية
أشارت إلي أن نصف ميزانية حركة حماس تأتي من سعوديين.. مستشهداً بتقرير
مؤسسة مميري الصهيونية الأمريكية والتي أشارت فيه إلي أن منظمات تمولها
السعودية وجهت أكثر من 4 مليارات دولار لتمويل الانتفاضة الفلسطينية!!

ويا للوقاحة التي ليس لها مثيل.. فإن المشروع يطالب بتقييد تحركات
الدبلوماسيين السعوديين في واشنطن ونيويورك وهيوستن ولوس أنجلوس في دائرة
لا تتعدي 25 ميلاً حول كل من المدن الأربع.. رداً علي أن السعودية تحظر
دخول أي يهودي أو إسرائيلي أو من يحمل جواز سفر به تأشيرة إسرائيل!!


***



هل رأيتم إلي أي مدي يغالط اللوبي الصهيوني بأمريكا؟.. فهو
مازال يصر علي أن مقاومة الاحتلال إرهاب. وأن حماس وشقيقاتها منظمات
إرهابية. وأن دعم الشعب الفلسطيني هو تمويل للإرهاب؟!!

.. وهل تأكدتم أنه لا فائدة أبداً من تغيير مفاهيم هذا اللوبي.. فهو
يسير في "اتجاه واحد" هو مساندة إسرائيل ظالمة أو مظلومة وقلب الحقائق
لصالحها والتلذذ بأكل حقوق الغير سواء نزلت في بطونهم بالهنا والشفا.. أو
بالسم الهاري.. لا يهم؟!!

.. وهل أيقنتم أن هذا اللوبي من الوقاحة بحيث لا يخجل من المطالبة
بمحاسبة دولة ذات سيادة وعضو بالأمم المتحدة وكأن الكونجرس هو ولي أمر
العالم كله؟!!


***



هل نسي هذا اللوبي أن بوش في آخر سنة من حكمه "الدموي" كان
يستجدي دول الخليج عامة والسعودية خاصة لإقامة مشروعات في أمريكا "علي
الطريقة الإسلامية" استثماراتها 400 مليار دولار هي حجم العجز في الموازنة
الأمريكية لإنقاذها مما لحق بها نتيجة شطحاته وجنونه وحروبه غير المبررة؟

.. وهل كل من يختلف معهم أو يساند قضايا عادلة أو يطالب بحقوق مشروعة يصدرون ضده قانوناً بمحاسبته؟


أمس كانت سوريا.. واليوم السعودية.. وغداً السودان.. إلي آخر القائمة!!.. ثم.. من هم.. وبأي حق يحاسبون هذا أو ذاك؟


لا أعتقد أبداً أن أوباما سوف يستجيب إلي هذا الهراء.. فما صدر منه
حتي الآن ينفي تماماً أن ينتهج نفس سياسة الجمهوريين.. مهما حاول اللوبي
الصهيوني أن يجعله يسير علي نفس خطي بوش.