من الواقع محمد فوده

من الواقع
محمد فوده

فاجأنا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بتصريح أدهشنا ولا نستطيع له تفسيرا في ظل معطيات السياسة الإيرانية في المنطقة.


قال أثناء لقائه مع رضا التويني وزير التجارة التونسي إن محاولات
الأعداء المساس بالعلاقات بين دول العالم الإسلامي ستبوء بالفشل بفضل يقظة
الدول الإسلامية!!

والرئيس الإيراني يعلم قبل غيره أن جميع الدول الإسلامية وعلي رأسها
مصر تقف مع إيران في أزمتها مع أمريكا وإسرائيل والدول الغربية حول
مشروعها النووي. وترفض بإصرار أي عمل عسكري عدواني ضدها.

ولكن الغريب أن إيران في الفترة الأخيرة كانت سياستها مناقضة لهذا
المفهوم الذي ذكره الرئيس نجاد.. فلم تكن واسطة خير لرأب الصدع في صفوف
الفلسطينيين. ولم يكن لها دور في تقريب وجهات النظر بين كل من سوريا وقطر
وحزب الله وحماس من جهة وبين بقية الدول العربية ومنظمة التحرير
الفلسطينية من جهة أخري.. بل إنها علي العكس كانت سببا في زيادة شقة
الخلاف بين الجانبين!!

فإذا انتقلنا إلي تصريحات بعض المسئولين الإيرانيين الذين أعلنوا بغير مواربة أن مملكة البحرين جزء من إيران فلنا أن نتساءل:


هل مثل هذه التصريحات تصب في حسن العلاقة بين دول العالم الإسلامي؟! أم تتسبب في وجود شرخ جديد في هذه العلاقة؟!


ثم ماذا عن الأزمة التي افتعلتها إيران مع المملكة المغربية وتصريحات
المسئولين الإيرانيين الذين تسببوا في إعلان المغرب قطع علاقتها
الدبلوماسية مع إيران وسحب القائم بالأعمال المغربي من طهران؟!

لقد برر المحللون السياسيون قرار المغرب بأنه جاء كرد فعل لموقف
إيران من مملكة البحرين وانتقاد طهران لبيان المغرب بهذا الشأن. وسعي
إيران لوصول المد الشيعي إلي دول المغرب العربي التي تتمسك بالمذهب السني.
ثم اتصالات طهران بجبهة البوليسا ريو المطالبة باستقلال الصحراء المغربية.
فضلا عن الخلاف بشأن طريقة معالجة القضية الفلسطينية.

فإذا أضفنا إلي كل هذه العوامل تمسك إيران وإصرارها علي احتلال ثلاث
جزر تابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة. وعدم الانصياع لمحاولات التوسط
لحل هذه المشكلة فإن ذلك يؤكد أن إيران لا تعمل علي وحدة العالم الإسلامي
في مواجهة الأخطار العالمية المحدقة به.

من هنا نقول إن تصريحات الرئيس نجاد لا تؤيدها سياسة بلده علي أرض
الواقع رغم أن الدول الإسلامية وعلي رأسها مصر تتمسك بشعرة معاوية في
علاقاتها مع طهران.

إن تصريحات الرئيس الإيراني ينطبق عليها النص القرآني الكريم "يقولون مالا يفعلون".