أفق جديد بقلم : عبدالله عبدالسلام

من طرف شرم برم السبت مارس 14, 2009 11:28 am

أفق جديد
بقلم : عبدالله عبدالسلام

حال الأهرام‏!‏

محبو
الأهرام لم يتعودوا أن يجدوه خبرا علي صفحات الحوادث أو فقرة في برامج
التوك شو التليفزيونية‏,‏ ولا يفهمون معني أن يتحول إلي حديث تلوكه
الألسنة‏,‏ ليس لأنه نشر مادة صحفية جيدة‏,‏ ولكن لأنه‏,‏ هو نفسه‏,‏ أصبح
مادة مثيرة للنقاش‏.‏

محبو الأهرام‏,‏ وهم كثيرون‏,‏ يهمهم بالطبع
رفاهية وراحة العاملين فيه‏,‏ لكنهم‏,‏ مع كل الاحترام‏,‏ لا يعنيهم سوي
أن يحصلوا علي خدمة صحفية متميزة مقابل ما يدفعون في شرائه‏..‏ وكم تمني
هؤلاء القراء لو أن ما حدث الأسبوع الماضي‏,‏ قد جري خلف أبواب مغلقة‏,‏
فقاعات الأهرام‏,‏ تستوعب نقاشات وحوارات شعب بأكمله وليس فقط جريدة‏.‏

هم
أيضا مندهشون لأن صحيفتهم معروفة بإعلاء قيم الحوار‏,‏ ويتساءلون‏:‏ هل
استحال علي أبناء الأهرام أن يفعلوا ما يطالبون به الدولة والمجتمع‏,‏ وأن
يختلفوا بهدوء وعقلانية بعيدا عن نشر غسيلهم علي صفحات الجرائد وبرامج
التليفزيون والفضائيات؟

ثم ان هذا الاحتدام في الخلاف تغافل عن
مواجهة القضية الحقيقية التي يعانيها الأهرام‏,‏ وتتعلق بالمهنة الصحفية
نفسها‏..‏ ولا ينكر أبناء الأهرام أنفسهم مدي حاجة جريدتهم إلي رؤية صحفية
مبتكرة تتعامل مع المتغيرات العديدة مثل ظهور الصحف الخاصة والمستقلة‏,‏
وتغير نوعيات القراء‏,‏ بل توجهات وظروف المجتمع كله‏..‏ كل ذلك يفرض
واقعا جديدا لم تعد رؤي وأفكار السبعينيات أو حتي التسعينيات قادرة أو
صالحة للتعامل معه والوفاء باحتياجاته‏.‏

محبو الأهرام يخشون من أن
يكون حاضر الأهرام وإشكالية علاقته بالدولة عبئا عليه بحيث لا يستطيع أن
يتخفف منه للانطلاق إلي المستقبل‏,‏ ويظل من فرط ثقله يتعثر في خطواته
ويتردد في حسم أمره‏.‏بل إن التاريخ العريق للصحيفة يمكن أن يكون عبئا
أكثر ثقلا إذا عاش الأهراميون علي ترديد كلمات الريادة والتفوق والمصداقية
التي صنعها الأجداد والآباء‏,‏ وليس لنا فيها من نصيب إلا الوراثة‏.‏

وفي
وقت تعصف فيه الأزمة المالية بالكيانات الصحفية الكبري عالميا‏,‏ فإن محبي
الأهرام لا يجدون نقاشا حقيقيا ومعمقا حول تأثير الأزمة علي الصحافة
المصرية‏,‏ خصوصا الأهرام أو عن تصور الأهرام لمستقبله بعد‏10‏ أو‏20‏
عاما‏,‏ وكيف سيواجه عصر الصحافة الإلكترونية وتداعياته؟‏.‏

الحسنة
الوحيدة لما جري الأسبوع الماضي ـ إذا ما كانت هناك حسنات أصلا ـ أنه فتح
أعيننا وأكد لنا أننا في أزمة‏,‏ وينبغي ألا ندفن رءوسنا في الرمال ونقول
إن كل شيء تمام‏,‏ وإذا كنا قد أخطأنا في التعامل مع ما حدث‏,‏ فإن الأمل
يحدونا في أن نجلس سويا لنناقش بجرأة وصراحة حال الأهرام الآن‏..‏ وإلي
أين يمضي؟

aabdelsalam65@gmail.com