تساؤلات عبدالله نصار

من طرف trm tarm السبت مارس 14, 2009 1:24 pm

تساؤلات
عبدالله نصار
gomNASSAR@YAHOO. COM

الأزمة المالية والاقتصادية لا تزال مفتوحة وتداعياتها تتوالي علي مختلف دول العالم.

ولا يجوز أن يلتزم ويحرص البعض منا علي حالة الإنكار لهذه الأزمة
وتداعياتها التي بدأت تطل علينا وبهجوم جارف وستصل إلي ذروتها بعد أسابيع
قليلة.

فالساحة العالمية بها الكثير من الأرقام والإجراءات المفزعة ففي دولة
الإمارات العربية المتحدة وهي من دول الخليج العربي الغنية بلغت قروض
البنوك أكثر من 30 مليار دولار عن ودائع العملاء.. وهذه كارثة.

ومحافظ البنك المركزي الإماراتي سلطان ناصر السويدي يؤكد أن الحكومة تسعي إلي سد العجز.

وفي الولايات المتحدة الأمريكية يحاول الرئيس الأمريكي باراك أوباما
خفض الضرائب اعتباراً من أول أبريل وسيزيد دخل العائلة الأمريكية المتوسطة
عن 65 دولارا في الشهر.. في محاولة لاحتواء الأزمة وإنقاذ الأسر المتوسطة
من الفقر.. وذلك بعد التقارير التي أعلنت أن هناك 25 مصرفاً أمريكياً في
طريقها إلي الإفلاس خلال أسابيع وبذلك تصل إلي 100 مصرف أفلست خلال أقل من
عام.

وفي ألمانيا تم تخصيص 76 مليار دولار لتحفيز الاقتصاد والاستثمار والبنية الأساسية وتطبيق حزمة من الإعفاءات الضريبية.

وفي الصين قال وين جياباو رئيس الوزراء الصيني إن الصين تشهد ارتفاعاً في معدلات البطالة الريفية وضغوطا سلبية علي النمو الاقتصادي.

وفي روسيا أكد الرئيس ديمتري مدفيديف أن الأزمة لم تبلغ ذروتها ولكنها
أفرزت آثار إيجابية علي قطاع المصارف الروسية لأنها ستؤدي إلي استحواذ
واندماج.

وارتفع عدد العاطلين عن العمل.. وفقد الأثرياء في روسيا نحو 66% من أموالهم بسبب الأزمة المالية.

أما دبي التي كانت مقصداً للتجارة والاستثمار والأعمال فقد بدأت تودع
أيام السعادة والرخاء وتقول التقارير الواردة من دبي إن الكثير من
الوافدين الذين امتلكوا الشقق بالتقسيط لم يتمكنوا من استسلامها بعد أن
عجزوا عن تسديد أقساطها ويقيم في دبي نحو 3.62 مليون وافد إلي جانب 864
ألف مواطن ومواطنة من أهل البلدة وقد لجأت العديد من المشروعات العقارية
إلي إلغاء هذه المشروعات وتأجيل البعض الآخر.. حتي أن بعض المدارس الخاصة
في الإمارات قررت أن تكون أكثر مرونة في تلقي دفعات المبالغ الخاصة بعد أن
فقد الكثير من الموظفين وظائفهم وقد ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية إن
عدد السيارات التي تركها أصحابها في المطار وغادروا بدونها نحو 3000 سيارة
في شهر واحد وتركوا مع كل سيارة مفاتيحها وهناك من ترك بطاقته الائتمانية
ووضع بعضهم عبارات اعتذار!

هذه هي بعض بوادر الأزمة.. في الساحة العالمية.. ويجب أن ينظر إليها
بجدية واهتمام وأن يتم النظر إلي الإجراءات التي يتم اتخاذها لاحتواء
الآثار الواضحة حتي الآن علي الاقتصاد المصري بسبب الأزمة المالية.

إن الحوار يجب أن يتم علنا حول هذه القضايا.. هل تم انفاق المبالغ
التي تخصصها وما هي المشروعات والمجالات.. وكيف يمكن أن يكون هذا علي درجة
من السرعة والكفاءة حتي نواجه المزيد من العاطلين.. أو توقف بعض
المشروعات.

أما العدالة الاجتماعية فإن كل دول العالم اتجهت إلي النظام الضريبي
لاستخدام الإصلاح وهناك فرصة لدينا لفرض ضرائب تصاعدية علي الدخول
المرتفعة حتي يمكن تحقيق العدالة ومنح إعفاء معقول بأسلوب جديد ومباشر
للدخول الصغيرة وسيكون لهذا أثره علي الناس والسوق ويواجه إجراءات ركود
تدق الأبواب.. والقضية ليست واضحة وتداعياتها مفتوحة ويجب التعامل معها
بأسلوب مختلف بدلاً من انتظار الكارثة ويصعب التعامل معها وفي الساحة
العالمية الآن حركة للتوجه إلي الجماعية مرة أخري بعد وداع التجارة الحرة
أو التجارة العادلة.. والأسواق الآن تغلق أهم صادرات الدول الأخري..
بأساليب مختلفة.. والاستثمارات للتوجه داخل هذه الدول ويصبح خروجها إلي
مناطق أخري نوعاً من الأحلام المستحيلة فهل أصبح علينا أن نتعامل مع كل
هذا برؤية مختلفة وبجدية وبإجراءات تحافظ علي ما تحقق علي مدار سنوات
طويلة.

كلمات لها معني

للذكاء حدود

ولكن لا حدود للغباء

قول مأثور