كلنا فلسطينيون.. وحوار القاهرة بقلم:محمد علي إبراهيم

مصر المستقبل
بقلم:محمد علي إبراهيم
كلنا فلسطينيون.. وحوار القاهرة

تتمهل مصر في تعاملها مع الحوار
الفلسطيني بالقاهرة.. تعلمت القاهرة أن الفلسطينيين جلسوا قبل ذلك عشرات
المرات مع بعضهم البعض ولكنهم خرجوا مختلفين.. هذه المرة لا ينفع الخلاف..
لابد أن يحدث توافق وإلا فإن الفشل في انتظارهم.

ورغم أن كافة الدلائل - هذه المرة - تشير إلي وجود احتمالات أكبر
للمصالحة. إلا أنني مازلت متخوفاً منها خصوصاً وأن هناك ست لجان تتولي
التفاوض وأهمها لجان منظمة التحرير والأمن وتشكيل الحكومة وغير ذلك.

هناك أسئلة علي فتح وحماس الإجابة عنها حالياً.. الأسئلة حتمية
وضرورية ولا تقبل التأجيل أو الالتفاف حولها.. صحيح أنني لاحظت أن هناك
اختلافاً في لغة الحوار والتصريحات الصادرة عن كل فصيل الأمر الذي يقطع
بأن هناك تغييراً قد تم. لكن ذلك لا يمنع أننا بدون الإجابة عن الأسئلة
فإن المصالحة لن تتحقق بالشكل المرجو.

بداية نقول ان اللجان الست ستبحث في قضايا الحكومة والأمن والمنظمة والانتخابات والمصالحة بالإضافة إلي لجنة التوجيه العليا.


الشيء الوحيد الذي اتفق عليه الفلسطينيون في اللجان هو وقف الحملات الإعلامية المتبادلة بينهم.


أعود للأسئلة التي تحدثت عن ضرورة الإجابة عنها لينجح الحوار الدائر
في القاهرة فأقول ماذا لو افترضنا ان حماس فازت في انتخابات قادمة هل
ستقبل "فتح" بحكومة للتيار الإسلامي في غزة مرة أخري؟ وهل إذا ما انتصرت
"فتح" في قطاع غزة وشعر الناخبون انهم اخطأوا باعطاء ثقتهم للإسلاميين في
الانتخابات الماضية. هل ستقبل حماس بحكومة لفتح؟ ليس الأمر كذلك. فقط بل
هل سترضي حماس بتسليم أسلحتها إلي السلطة الوطنية بدون أن تقول ما قاله
حزب الله ان سلاح المقاومة مقدس ولابد من الاحتفاظ به لمقاومة الاحتلال!
هل سيثق فلسطينيو الضفة والقطاع في حكومة أو سلطة تكون فتح علي رأسها إذا
ما وقع عدوان إسرائيلي في المستقبل؟

الفلسطينيون مطالبون أن يضعوا هذه الاسئلة أمام أعينهم.. عليهم ألا يخشوا من طرحها والاجابة عنها.


الآن خير من الغد.. والمصارحة أفضل من التكتم


انني واثق من ان مصر لم تفرض علي الفلسطينيين شخصاً بعينه ليكون
رئيساً للوزراء في حكومة التوافق الوطني المقبلة.. لكنني في الوقت ذاته
أخشي ان تكون للقوي الاقليمية في المنطقة تأثير علي هذا الاختيار فيتعطل
إذا لم يكن علي هواها. ويحظي بالقبول لو حاز الرضا والقبول.

إن أخطر ما في المصالحة الفلسطينية ليس في أسماء اللجان وهل هناك
خلاف في لجنة ما وتوافق في لجنة أخري. لكن أهم ما في الشأن الفلسطيني الآن
أن تنتقل عدوي المصالحة العربية اليه.

الحوار يجب ان يدور من الآن فصاعدا حول معني واحد هو "كلنا
فلسطينيون".. لن يجدي ان يكون هناك حماس الداخل وحماس الخارج.. لن تنفع
املاءات دمشق وأوامر طهران.. لا يمكن أن تعمل اللجان الفلسطينية بمعزل عن
قضايا الفلسطينيين بالداخل.. لن يظل الفلسطينيون رهناً لرضا دمشق أو طهران
عن القاهرة أو الرياض.. الفلسطينيون لهم تطلعات وطموحات وأحلام.. لا ينفع
ان يفرض عليهم أحد وصايته أو يلزمهم برأيه.. الفلسطينيون بلغوا سن الرشد
منذ وقت طويل ولا يمكن ان يتم تعطيل الحوار والمصالحة لمجرد انهما يعقدان
بالقاهرة.. هذه مراهقة سياسية لاتجوز.. مصلحة الفلسطينيين العليا هي
المطلب الاسمي وعلي الذين يشجعونهم للتخلي عن السلام ان يدركوا ذلك جيدا. بتاريخ الجمعة 16
ربيع الأول 1430هـ - 13 من مارس 2009م