بوش أمريكا.. استولي علي 50 ملياراً من "المودعين" ثم قال: آسف.. اعذروني..!!بقلم: سمير رجب

من طرف **ايمان** السبت مارس 14, 2009 2:33 pm

غداً مساء جديد
كل النصابين..لا يختلفون عن بعض!!
بوش أمريكا.. استولي علي 50 ملياراً من "المودعين"
ثم قال: آسف.. اعذروني..!!
الضحايا.. أصروا علي حضور جلسات المحاكمة.. وصفقوا.. وهللوا.. عندما تم وضع "الكلبشات" في يدي "مادوف"
أما عندنا.. فلأن الأموال غالباً مجهولة المصدر.. تردد الكثيرون في الإبلاغ عن "مستر" نبيل..!
بقلم: سمير رجب
E-mail:samirragab@eltahrir.net

سوف تظل لعبة "توظيف الأموال" تستهوي النصابين حتي نهاية المدي طالما أنهم يجدون من يلهثون وراءهم راجين إياهم قبول إيداعاتهم..!!

حدث هذا في مصر.. منذ البدايات الأولي.. عندما كان هؤلاء السذج..
يبحثون عن "واسطة" لدي الريان. أو السعد. أو الهدي مصر. أو الشريف ليقبلوا
أن يكونوا من بين "ضحاياهم"..!

والغريب.. أن أصحاب تلك الشركات الوهمية صدقوا أنفسهم- بحق- حتي جاء
يوم أغلقوا فيه أبوابهم.. بينما الناس في الخارج.. يتوسلون..
ويستعطفون..!!

***

مرة اعترف لي واحد من هؤلاء القبضايات بأنه يتعجب من ذلك التدفق
الهائل علي شركته وكأن الطمع يزداد استبداداً بالناس.. مع كل جنيه زيادة
يدخل الجيوب.. وطبعاً لم يقل لي.. إنهم الذين اختاروا بأياديهم طريق
الضياع..!!

لكن ما يشد الانتباه.. أنه بالرغم من هول الكارثة التي تعرض لها من
تعرض في مصر.. إلا أن الظاهرة لم تتوقف.. بل استشرت واستفحلت.. ولعل واقعة
نبيل البوشي الأخيرة الذي استولي علي الملايين وهرب إلي دبي.. خير شاهد..
وأبلغ دليل..!!

***

في أمريكا.. ألقت الشرطة مؤخراً علي الملياردير "برنارد مادوف" بتهمة
الاحتيال من أجل الاستيلاء علي "50 مليار دولار" من أموال المواطنين في
الصناديق الاستثمارية التي كان يديرها..!

الحكاية باختصار.. أن مادوف هذا أعلن ذات يوم عن إنشاء صناديق خاصة
لاستثمار الأموال في عدد من المشروعات.. من بينها بيع وتأجير العقارات.
وتجارة السيارات. وتنظيم الرحلات السياحية. وزراعة آلاف الهكتارات من
الأراضي ونشاطات أخري كثيرة.. وقد وعد من "يريد" مشاركته بأرباح تفوق نسبة
العائد من البنوك أضعافاً.. وأضعافا..!

وتقدم له من تقدم.. ليلقي ب "الطعم" تدريجياً..!

بعد ثلاثة شهور صرف الأرباح الموعودة بما يعادل "10%" ثم زادت إلي 12 ثم ..15 حتي وصلت إلي 20%!!.

بكل المقاييس نسبة العشرين في المائة في أمريكا.. كفيلة بإغراء الناس
لينضموا إلي صناديق مادوف لاسيما أن أعلي نسبة عائد تقدمها البنوك لم تزد
أبداً علي مدي التاريخ الأمريكي المصرفي علي "4 أو 5%"!!

من هنا.. تضخمت الصناديق الاستثمارية بمليارات المليارات من
الدولارات.. وزادت معها- بطبيعة الحال- أرصدة مادوف الذي سرعان ما بني
بيتاً فاخراً.. في حي مانهاتن الراقي بنيويورك مع تعيين طاقم "بودي
جارد".. وخدم.. وحشم.. والذي منه..!

بالضبط مثلما فعل الريان. والسعد في مصر اللذان كانا يغيران السيارات
المرسيدس الفارهة.. مثلما تبدل الراقصة ملابسها.. مع كل "نمرة" تؤديها..!

.. وأيضاً مثلما فعل نبيل البوشي الذي كان يلعب "بالفلوس لعب" كما
يقول المثل الشعبي.. مما شجعه علي الزواج أكثر من مرة.. وعلي أن يقيم
الأفراح والليالي الملاح.. للأصدقاء والأحباب.. ويسافر بين كل يوم وآخر
إلي أوروبا.. وكله علي "حساب المخدوعين"..!

***

لكن يبدو.. أن الذكاء الأمريكي مختلف عن غيره فبينما سقط الريان
ورفاقه بعد نحو خمس سنوات فقط منذ بدء نشاطهم.. فإن مادوف الأمريكي ظل
يمارس خداعه واحتياله علي مدي 15 عاماً كاملة حتي جاء شهر يونيو من العام
الماضي.. ليقع المحظور عندما عجز عن الاستمرار في صرف "الأرباح" الوهمية
لضحاياه الذين بادروا بإبلاغ الشرطة.. فكان ما كان..!!

***

أمس.. وجه المدعي العام في هيئة محكمة نيويورك أحد عشر اتهاماً لمادوف
من بينها الاحتيال. والسرقة. والحنث باليمين. وغسيل الأموال.. وتلك
عقوبتها جميعاً تبلغ نحو 150 سنة سجناً يعني بعد أن يكون قد "مات.. وشبع
موتا"..!!

الطريف في الأمر.. أن ما يدعو للسخرية والرثاء في آن واحد.. أن وقف
الرجل ليعلن اعتذاره للضحايا.. وعن شعوره بالأسف مشيراً إلي أنه عندما بدأ
عمليات النصب.. كان يأمل ألا تطول كثيراً..!!

انظروا إلي أي مدي وصلت "البجاحة"!!

***

المهم.. لقد عجت قاعة المحكمة.. بعدد كبير من ضحايا مادوف "أو بوشي
أمريكا" الذين قال بعضهم.. إنهم جاءوا ليشفوا غليلهم بعد ما فعله فيهم..
وهللوا وصفقوا ما أن تم وضع القيود الحديدية في يديه مؤكدين أنهم سوف
يستمرون في حضور الجلسات حتي صدور الحكم النهائي والذي قال المدعي العام
إنه سيتضمن نصاً يقضي بحرمانه من إمكانية الخروج المبكر من السجن..!

يحدث هذا في أمريكا.. بينما عدد لا يستهان به من ضحايا البوشي في مصر
رفضوا تقديم بلاغات ضده.. وبالتالي لم يفصحوا عن حقيقة المبالغ التي
أودعوها لديه.. والأسباب واضحة ومعروفة مسبقاً.. ولعل أهمها "مجهولية
المصدر".. وأبسطها الاتهام بالسذاجة.. والجشع. والطمع معاً.!

***

في النهاية تبقي كلمة:

لقد تفجرت فضيحة البوشي في مصر منذ أسابيع قليلة.. وها هي قضية مادوف
تتكشف تفصيلاتها في أمريكا.. فهل يتوقف النصب.. أو يثوب المحتالون إلي
رشدهم..؟

للأسف لا.. فالنفس البشرية- كما نعلم جميعاً- أمارة بالسوء.. وستظل عبداً للمال وشهوته حتي يوم الدين..!

بالمناسبة.. لقد حرص المدعي العام الأمريكي علي التأكيد بأن هناك
أشخاصاً متورطين في الجريمة أو الجرائم مع "مادوف".. وهو نفس ما توصل إليه
النائب العام في مصر.. عندما أمر بالقبض علي شريك البوشي.. وقد ينضم إلي
قائمة الاتهام آخر أو آخرون قريباً..!