الإدارة الأمريكية وجماعات الضغط محمد فوده

من الواقع
الإدارة الأمريكية وجماعات الضغط
محمد فوده

يبدو ان جماعات الضغط الأمريكية أقوي من
الادارة نفسها ولن يستطيع أحد كسرها.. رغم ان الرئيس الامريكي باراك
أوباما كان قد أعلن في بداية توليه لمهام منصبه تحديه لهذه الجماعات وعدم
خضوعه لضغوطهم ضمن سياسة التغيير التي تبناها.

وفي اعتقادي أنه كان يقصد جماعات الضغط التي لها مطالب اقتصادية دون
الجماعات السياسية وفي مقدمتها اللوبي اليهودي المؤيد لإسرائيل والذي يكبل
أيادي الإدارات الأمريكية المتعاقبة للحيلولة بينها وبين اتخاذ اجراء عادل
بالنسبة للقضية الفلسطينية.

فمطالب جماعات الضغط الاقتصادية يمكن الوقوف في وجهها وعدم الانصياع
لها خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها الولايات المتحدة
الأمريكية. ويمكن لأوباما أن يحظي في سبيل ذلك بتأييد شعبي كاسح يعزز
موقفه.

أما اللوبي الصهيوني.. فموقف مختلف تماما.. والدليل أن أوباما رشح
السفير السابق شارلز فريمان رئيسا لمجلس الاستخبارات القومي في الأسبوع
الماضي.. لكنه اعتذر دون ذكر أسباب في ذلك الوقت.

ثم اتضح بعد ذلك أن سبب اعتذاره هو تعرضه لحملة قوية من جماعات الضغط
اليهودية وأعضاء الكونجرس والصحفيين المؤيدين لاسرائيل الذين اعترضوا علي
هذا الترشيح.

زعم المعترضون أن فريمان يتبني آراء ومواقف معادية لاسرائيل. وأن
مركز الأبحاث السياسية الذي يرأسه في واشنطن يتلقي أموالاً من السعودية.
وله علاقات تجارية مع الصين!!

وقد أصدر فريمان كما نشرت صحيفة الأهرام من واشنطن - بيانا وجه فيه
انتقادات حادة إلي اللوبي اليهودي. وقال ان هذا اللوبي يلجأ إلي تكتيكات
غير نزيهة وبذيئة بما فيها عمليات اغتيال معنوية.

أضاف فريمان في بيانه أن اللوبي لجأ إلي عمليات انتقاء مضللة لأقواله
مشيراً إلي ما نشرته الصحف المؤيدة لاسرائيل حول قوله إن عمليات القمع
الاسرائيلي للفلسطينيين لايبدو أن لها نهاية وانها تعرقل السلام في الشرق
الأوسط.

وأكد فريمان أن هدف هذا اللوبي هو السيطرة علي العملية السياسية من
خلال ممارسة الفيتو أو الاعتراض علي تعيين أشخاص لا يقبلون وجهات نظره
واستبعاد كل البدائل لاتخاذ قرار من خلال الأمريكيين والحكومة الأمريكية
ليست علي هوي هذا اللوبي.

هكذا.. فضح فريمان بكل صراحة الألاعيب التي تمارسها جماعات الضغط
اليهودية في أمريكا للحيلولة دون اتخاذ الادارة أي قرار منصف للقضية
الفلسطينية.. وهكذا أيضا لم تستطع ادارة أوباما ان تفرض مرشحها لهذا
المنصب الخطير.

ومن هنا أكد الخبراء والمحللون السياسيون أنه ليس هناك أي أمل في
إدارة أوباما لحل مشكلة الشرق الأوسط حلا عادلا لأن ذلك يتطلب بالضرورة
الصدام مع اسرائيل وهو مالا يقدر عليه أحد.

ولن يتغير موقف أمريكا مالم يكن للعرب قوة ضغط مكافئة للوبي
اليهودي.. ولكن كيف يتأتي ذلك وهم منقسمون علي أنفسهم منذ ستين عاما أي
منذ اعلان الدولة اليهودية في فلسطين؟!