لغز أبو زيد محمد العزبي

من غير ليه
لغز أبو زيد
محمد العزبي
ezaby azaby @ yahoo. com

لم يبق إلا أن يقال بأنه قضي في الوزارة
اثني عشر عاماً. ولو أن ذلك ليس سبباً. فهناك غيره ضربوا أرقاماً قياسية
في الجلوس علي الكرسي. وشكلهم متربعين لطالون.. ولا تسألني ما هو
"طالون"؟؟

ولكننا احترنا في حكاية أبوزيد!


أولاً: لأنها كانت مفاجأة له قبلنا.. ويتمادي البعض فيسأل: "وهل كان رئيس الوزراء يعلم"؟!


ثانياً: لأن التفسيرات اختلفت بطريقة أثارت الشكوك. فبينما أسرع
"سليمان عواد" المتحدث الرسمي باسم الرئاسة وأعلن أن معاليه استقال بمزاجه
لأن صحته متوعكة. قال الوزير إنه لم يقدم استقالته. وقال الناس ومن إمتي
المرض يكون سببا. فهناك حالات سابقة وفي وزارة الري بالذات بقي فيها
الوزير يعاني رحمه الله من مرض خطير في حالة متأخرة.

الحكاية كما نشرتها الصحف "تصريحاً" هي أن الدكتور "أحمد نظيف" هو
الذي بادر وأبلغه في الليلة السابقة واختيار الدكتور "نصر علام" وزيراً
للري. بينما كان "أبوزيد" يستمر للسفر إلي تركيا علي رأس وفد مصر في
المنتدي العالمي للمياه.

كذلك قال الدكتور "نظيف" إن هناك مشروعات طموحة لزيادة الرقعة
الزراعية يلزمها تدبير مليارات أمتار مكعبة من المياه. ويلزمها ضخ دم
جديد. أي وزيراً جديداً.

وبعد لقاء ودي بين الوزيرين وبقاء الوزير السابق رئيساً لوفد مصر إلي
تركيا. صرح الوزير الجديد بأنه لن تكون هناك مشاكل بعد اليوم مع وزارة
الزراعة. وانه سيتم فتح الملفات الساخنة ومنها مشروعات توشكي وترعة
السلام. وأن مياه النيل من الموضوعات غير القابلة للعبث. يقصد الخلاف.
وكلام عن مشروعات ري مع اثيوبيا ومع السودان "كله". لا شمال وحده ولا جنوب
وحده وتلميح أو تأكيد علي فساد سياسة مياه النيل ما بين التسيب والتشدد
وعدم سماع الكلام!.

ولقد ساعد ذلك الجو من التصريحات المتناقضة والموحية علي اجتهادات
وتلميحات حول خلافات مع كبار المستثمرين. وتكهنات بأسمائهم ونفوذهم.
ومواجهة مع بعض. علي رأسها ما تردد عن تبادل انتقاد وتهديد لمشروعات
الأمير "الوليد" بن طلال. والمائة ألف فدان التي يستصلحها أو علي الأصح لم
يستصلحها في "توشكي".

ما كان أغنانا لو صدر بيان رسمي متكامل يشرح الأسباب وراء إعفاء وزير
الري. الذي خرج وحده بينما كانت الشائعات تتناول آخرين أكثر من أربعة أو
خمسة علي الأقل بقوا هذه المرة بسلام آمنين. إلي حين!

وإن كان عن الأزمات والأخذ بالشبهات فإن "علي المصيلحي" يطارده رغيف
العيش.. و"يسري الجمل" و"هاني هلال" بسبب سوء حال التعليم والغش في
الامتحانات وما يجري في الجامعات.. و"محمد منصور" بحوادث القطارات واللغط
حول الجرارات و"عثمان محمد عثمان" لما ارتكبه ابنه و"أمين أباظة" لعلاقته
مع "البوشي" المتهم بالنصب علي الأثرياء و"فاروق حسني" لتوالي انحرافات
المقربين منه لولا الترشيح لليونسكو.

ليس لغزاً كبيراً. بقدر ما هو نميمة يعشقها الإعلام رغم عدم توافر تفاصيل المعلومات.


وعلي كل حال. فذلك أفضل من الصمت المريب الذي كان يلف مثل تلك الأمور.


وإذا كان رئيس الوزراء الأسبق الدكتور "كمال الجنزوري" خرج ولم يتكلم.
فإن وزير الري السابق الدكتور "محمود أبوزيد" خرج وقال "مش وقت الكلام"!