أزمة مالية..وأوضاع معكوسة! السائح الأجنبي يأتي ب 100 يورو والمصري يدفع 800 جنيه في اليوم!! خالد إمام

من طرف **محمد** الأحد مارس 15, 2009 2:57 pm

..وماذا بعد ؟!
أزمة مالية..وأوضاع معكوسة!
السائح الأجنبي يأتي ب 100 يورو
والمصري يدفع 800 جنيه في اليوم!!
خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg

العالم كله يعاني من الأزمة التي ضربت اقتصاديات جميع الدول بلا استثناء.. وبنسب متفاوتة.

وعندما يتأثر الاقتصاد القومي لأي دولة.. يتأثر أيضا المواطن مهما كان
وضعه الاجتماعي.. سواء كان أكثر غني.. أو غنيا أو متوسطا.. فما بالك إذا
كان فقيرا أو أشد فقرا؟

***

لست مهتما هنا بالمليارديرات أو المليونيرات.. فهؤلاء لهم
مشاريعهم التي لم تهتز أو تتأثر هي نفسها.. ولكن غالبا جاء التأثير في
نسبة الربح.. فبدلا من ان كان كل منهم يكسب مثلا 500% أصبح الان يربح 100%
أو أزيد أو أقل قليلا حسب طبيعة المشروع.

بالطبع.. هناك مشروعات لم تتأثر كثيرا خاصة في مجالي الغذاء
والاتصالات.. حيث جاء التأثير علي المشروعات تحت الإنشاء والتي بدأ
أصحابها يعيدون النظر في إمكانية اقامتها أو تأجيلها حتي تمر الأزمة.. أما
المشروعات القائمة في هذين المجالين فان التأثير يكاد يكون غير منظور..
فلا أحد في الدنيا لا يأكل ولا يشرب.. كما ان عدد مشتركي المحمول
والإنترنت علي وجه الخصوص تضاعف عدة مرات.

***

لكن.. الشيء المؤكد فعلا ان قطاع السياحة تحديدا هو أكثر القطاعات التي ضربتها وخربتها الأزمة الاقتصادية العالمية.

شركات سياحية كثيرة وفي كل دول العالم ألغت حجوزاتها تماما. وشركات
أخري أجرت تخفيضات كبيرة بالاتفاق مع الحاجزين مقابل خفض المستوي الذي تم
التعاقد عليه أو ضغط البرنامج المقرر ليصبح مثلا خمسة أيام بدلا من أسبوع
وهكذا.

إلا أن العديد من الدول بدأت تهتم أكثر بالسياحة الداخلية.. الي جانب
الأفواج الخارجية بالشروط الجديدة مثل تركيا واسبانيا وايطاليا وبلغاريا
وتونس وغيرها.

أي ان هناك أفكارا جديدة يتم طرحها وتناقش باستفاضة ويتخذ فيها القرار المناسب الذي يراعي مصالح الجميع.

***

عندنا.. الوضع مختلف ولا يوجد له مثيل في الدنيا كلها.. ولا أدري.. هل القرار في مجال السياحة يصدر لصالح هذا البلد أم ضده؟!

ودعونا نكن صرحاء أكثر لأن المداراة هي أول طريق الفساد والإفساد.. والضياع.

الأزمة الاقتصادية العالمية طالت أول ما طالت السياحة المصرية.. لذا
فإن المنطق يحتم اتخاذ طريقين لا ثالث لهما: تعاقدات خارجية بحوافز في
صورة تخفيضات وبرامج جديدة ومبهرة. وتخفيضات ملموسة للسياحة الداخلية.

لن أتحدث عن التعاقدات الخارجية حتي لا أظلم أحدا.. فربما تكون قد
بدأت بالفعل بشكل أو بآخر لكنها حتما ليست بالشكل المثالي المطلوب بدليل
ان معظم الفنادق خاوية تماما من السياح.

إلا أن المؤكد فعلا ان السياحة الداخلية "مضروبة" تماما لأن البشوات
في السياحة يتعاملون مع المواطن المصري علي انه "ابن الضرة" فيحددون له
أسعارا أغلي من الأجنبي!!

تصوروا مثلا.. ان السعر للفرد الأجنبي في فوج سياحي يصل الي 500 يورو
ويشمل تذكرتي السفر "شارتر" والإقامة الكاملة في فندق بثلاث وجبات لمدة 5
أيام والزيارات ووسائل النقل الداخلية.. أي أن متوسط اليوم الواحد هو 100
يورو بما يعادل حوالي 700 جنيه!!

بالنسبة للمصري فإنها مهزلة بجد.. اليوم الواحد في نفس الفندق ب 800
جنيه وبالافطار فقط.. لا غداء ولا عشاء ولا تذاكر طيران ولا مواصلات
داخلية ولا زيارات ولا أي شيء طبعاً!!

قد يقول لي قائل ان الأجنبي يأتي ضمن فوج كبير.. أما المصري فإنه نزيل "مفرد"!

عظيم جدا.. لكن أيضا المفروض ان تكون هناك نسبة وتناسب.

اعتبروه ضمن السياحة الداخلية.. علي الأقل سوف يشغل "غرفة" بدلا من ان
معظم غرف الفندق مغلقة و"ضلمه" ولا أحد يرتادها.. أم أن الأمر هو "فقر
وعنطزة"؟

كما ان هذا ليس ذنب المواطن المصري.. لأن ما يحدث يجرنا الي سؤال
محرج للسياحة: وأين البرامج التي اعددتموها للمصريين؟ وبكم؟ وهل هي نفس
المستوي الذي تجده الأفواج السياحية الخارجية؟ أم أقل؟

***

المفروض إعادة النظر من الألف الي الياء في عملية جلب الأفواج السياحية الخارجية.. والسياحة الداخلية علي وجه الخصوص.

اعلموا ان السياحة ليست أكلا وشربا أو من ضرورات الحياة بالنسبة
للناس.. ومن المؤكد انهم يستغنون عنها وقتما شاءوا ولديهم هذا الاستعداد
حتي تنتهي الأزمة.. فالأهم ثم المهم.

لذا.. لابد ان تضحي شركات السياحة وأصحاب الفنادق قليلا ولا يجب ان تكسب.. ولا نرضي أيضا ان تخسر.

يكفيها في هذه الأزمة ان يكون دخلها متعادلا مع مصروفاتها.

ان الأزمة الاقتصادية عندما تضرب شركة سياحة أو فندقا في مقتل فان هذا معناه اغلاقهما وتسريح العاملين بهما مما يزيد من حجم البطالة.

لذا.. فإنه من المهم.. والمهم جدا الآن.. أن تبقي هذه الشركات وتلك الفنادق مفتوحة وتعمل بكامل طاقتها وبكل العاملين بها.

لا نريد ان تتولد من الأزمة.. أزمة اخطر.