زوج..من قاع المدينة!!

زوج..من قاع المدينة!!
قبل أن تغادر "مني" البيت توسلت إليها الشغالة ان تصطحبها معها.. قالت لها باستعطاف: أرجوك لا تتركيني.. خذيني معك!


ردت صاحبة البيت بغيظ: "آيه الدلع ده.. هي العفاريت هتاكلك".


أطرقت الشغالة برأسها في الأرض وتمتمت : "ربنا يستر".


انتهي الموقف.. خرجت مني والتقت صديقاتها في النادي وتشعب الحوار
بينهن شمالاً ويمينًا ثم تذكرت فجأة موقف الشغالة فحكت لصديقاتها هذا
الموقف الذي اعتبرته طرفة غريبة.. ثم اردفت بدون قصد: "هتخاف من ايه.. ده
حتي زوجي هناك"!

ارتسمت ابتسامة ذات مغزي علي وجوه البعض. بينما أطلقت إحداهن ضحكة عالية وقالت: "مش يمكن تكون خايفة من الباشمهندس".


كانت لفتة في محلها جعلت الزوجة تسترجع سيناريوهات عديدة مرت عليها.. وتوصلت إلي الحقيقة التي هزت أركان حياتها كلها.


كانت "مني" مترددة في الموافقة علي الشاب الذي تقدم لطلب يدها.. لم
يكن الأمر يتعلق بهيئته أو بشخصيته فهو وسيم وأنيق ومن أسرة طيبة لكن
اعتراضها كله كان حول أنه لا يعمل في وظيفة مرموقة.

قالوا لها: لكنه رجل أعمال.. والمستقبل أمامه عريض.


قالت: وهل كل من افتتح مشروعاً صغيراً يستحق ان يحمل لقب رجل أعمال.


قالوا: ولكن مشروعه ليبس صغيراً.. والمعطيات تقول ان نجمه سيسطع في
المستقبل القريب ثم من غير العقول ان يضيع وقته في وظيفة راتبها ملاليم
بينما أسرته تمتلك أموالاً وتعمل في التجارة.

طلبت "مني" مهلة للتفكير فربما تنجح في ترويض نفسها حتي تتنازل عن حلمها القديم في مواصفات فارس أحلامها.


سذاجة


لم يتطلب الأمر منها مجهوداً كبيراً فقد كانت كل الآراء ضدها.. حتي صديقاتها ضحكن من سذاجتها وأحلامها "العبيطة" هكذا قلن لها.


نزلت الفتاة علي رغبة الأسرة وقال لها عريسها: لن تندمي أبداً.. ستكون كل طلباتك أوامر.


بعد الزواج.. منحت الزوجة كل اهتمامها لزوجها ومشروعه فقد راقت لها
الفكرة ووجدت أنها كانت بالفعل مخطئة فزوجها لم يبدأ من الصفر. ولذلك كانت
انطلاقاته سريعة.. وقفزاته طويلة وأصبحت تفتخر بأنها زوجة "رجل أعمال".

بحسب طبيعة عمله فقد كان زوجها يغيب طويلاً عن البيت فوجهت الزوجة كل
وقتها للأولاد وتنمية مواهبها القديمة في الديكور ولعب التنس.. كان وقت
فراغها كبيراً خاصة بعد أن أصبح لديها شغالة تقوم بأمور البيت.

لكنها فتحت علي نفسها "باب جهنم".. بدون ان تدري!!


بعد أقل من شهرين فقط من وصول الشغالة الشابة أصبح زوجها بيتوتي علي
غير عادته لكنها كانت قد اعتادت علي ترتيب حياتها بصورة يكون هو فيها
خارجها.. مواعيد الدروس الخاصة وتدريبات أولادها في النادي لكنها كانت
تشعر بالحرج أن تتركه وتخرج لحال سبيلها.

قال لها: يا ستي خليك زي ما انت.


مشكلة في الشغل


قالت طيب.. ايه اللي حصل.. هل لديك مشكلة في الشغل.


قال أبداً: أصبح عندي مساعدون يقومون بمعظم الأمور وأنا عادة علي اتصال بهم باستمرار من خلال الاختراع العجيب اللي اسمه الموبايل.


كانت نبرته تهكمية لكنها لم تشغل بالها كثيراً بهذه الأمور وسارت في
حياتها علي نفس الطريقة.. بعد فترة لاحظت ان الشغالة بدأت تهتم بزينتها
وملابسها أكثر من اهتمامها ب "شغل البيت" وكأنها "هانم" وليست خادمة.

في جلسة "دردشة" مع صديقاتها.. قالت: لا أعرف ماذا "قلب" الشغالة.. زي ما تكون هي صاحبة البيت وأنا من يعمل عندها.


قالوا: خللي بالك.. أحسن عين زوجك تزوغ عليها.


اعتبرت هذا الكلام دعابة فمن غير المعقول ان ينزل زوجها لهذا المستوي
كل ما كان يضايقها ان الفتاة أصبحت مهملة في عملها. وعبء ثقيل عليها..
فقررت طردها واستقدام شغالة أخري.

الظروف هذه المرة أوقعتها في امرأة في العقد الخامس من عمرها.. فأبدي
زوجها تبرماً وتدخل لأول مرة في أمور البيت واعترض علي وجود الشغالة.

قالت له: وانت هتتزوجها.


قال: لا: لكنها غير نظيفة ولا تسر النفس.. عايزين بنت شابة علشان تفهم الأولاد وتكون واجهة عندما تصطحبينها معك إلي النادي.


قالت: عندك حق


غيرت الشغالة بواحدة أخري تتقاضي راتبًا ضخمًا جداً فقد كانت جامعية وتعمل تحت بند "مديرة منزل".


بالطبع لم تكن تهمها المسميات.. المهم أن تتولي أمور البيت وتعرف مهام وظيفتها.


فتاة مثالية


كانت الفتاة فعلاً مثالية.. شياكة وأناقة وثقافة.. لكنها لم تعمر .. فقد طلبت أن تترك البيت بسرعة.. وبدون إبداء الأسباب.


قالت لها: وهل وجدت مضايقة من أحد. أم أن الراتب لا يكفيك.


قالت: لا يا هانم.. عندي ظروف خاصة.


كان موقفاً غريباً لم نجد له تفسيراً مقنعاً اللهم إلا ان الفتاة ربما يكون لديها أسبابها الخاصة فعلاً وترفض ان تخوض فيها.


تركتها تمضي علي مضض واستقدمت شغالة شابة أخري بالمواصفات التي طلبها زوجها.


لكن نفس المشكلة تكررت من جديد خرجت الشغالة الجديدة من البيت.. ولم تعد له مرة أخري.


اتصلت بها تليفونياً وسألتها عن سبب غيابها غير المبرر.. ردت عليها الفتاة : أنا ما أنفعش يا هانم.. شوفي لزوجك واحدة تانية.


ردت: وزوجي مالوا ومالك.


قالت: "أه كده وخلاص".


التفتت مني إلي زوجها وقالت له: هو انت كل شغالة تطفشها.


احمر وجه الرجل واصفر ثم تناوبت عليه كل ألوان الطيف. فقد كان علي رأسه "بطحة" وظن ان "السر انكشف".


لكن النجدة جاءته بسرعة من حيث لا يحتسب.. استطردت زوجته قائلة: يمكن
طلباتك كثيرة.. وأسلوبك معهن "ناشف".. يا أخي دول برضه بشر وأولاد ناس لكن
الظروف دفعتهن لهذا العمل؟!

بلع الرجل "ريقه".. وقال: حاضر.. ولو أنني "مش فاهم حاجة"!!


استقدمت الزوجة شغالة جديدة.. كانت جميلة ورشيقة ونظيفة.. ويبدو عليها
سيماها الأدب.. قالت لزوجها: "يا ريت تتركها في حالها.. كل ما تريده اطلبه
مني أنا".

لكن طلبات الرجل كانت من نوع خاص شاءت الأقدار أن تكشفها الشغالة الجديدة.


خايفة


بعد أيام من وصولها للبيت بدت الشغالة متوترة ويرتعش جسدها من الخوف كلما خرجت ربة المنزل وتركتها بمفردها.


في آخر مرة طلبت منها ان تصطحبها معها إلي النادي.


قالت لها الزوجة: "عايزة تتفسحي أم أنك خايفة من العفاريت"؟


في النادي.. فتحت "مني" الموضوع مع صديقاتها.. انبرت إحداهن بالحديث في جرأة قائلة: مش يمكن العفريت الي في البيت.. هو الباشمهندس.


اعتبرتها نكتة "بايخة" فهي جميلة جداً.. وانيقة.. تري ذلك في عيون
الناس الذين تلتقيهم في كل مكان تذهب إليه.. نقلت لصديقتها هذا الإحساس..
فردت عليها: ربما كانت نفسه تشتاق ل "البلدي" أو يعاني من عقدة نفسية كتلك
التي كان يعاني منها الفنان محمود ياسين في فيلم "قاع المدينة".

انتهت الجلسة بالضحك.. فالموضوع لا يحتاج منها أكثر من ذلك.. لكن عند
عودتها للبيت كانت تنتظرها مفأجاة هزت كيانها.. كانت الشغالة قد حزمت
أمتعتها وتستعد للهرب بجلدها.

استعادت الزوجة الحديث الذي دار بينها وبين صديقاتها.. قالت في نفسها: "مش يمكن يكون صح"؟!


ضغطت علي الشغالة.. قالت لها: بصراحة يا هانم زوجك يعاكسني ويتحرش بي.. وأنا مش من النوع ده!!


كانت الصدمة أكبر مما تحتملها.. واجهت زوجها.. "تلجلج" في الكلام لكنه أنكر هذه الاتهامات.


قالت: لكن كل الشغالات هربن بدون ابداء الأسباب.. واحداهن "لمحت" إلي أنك السبب.


انتهت الخناقة بخروج الزوجة بغير رجعة لتطلب الخلع.. فليس أصعب علي الزوجة من خيانة الزوج.