أوباما‏...‏ وإسرائيل بقلم : مصطفي سامي

من طرف قسمة ونصيب الثلاثاء مارس 17, 2009 1:40 pm

شئون سياسية
بقلم : مصطفي سامي

أوباما‏...‏ وإسرائيل

سقط
الرئيس الأمريكي باراك أوباما في أول امتحان في مادة الشرق الأوسط‏,‏
وأثبت للعرب أنه لن يستطيع أن يقف علي الحياد ويتخذ مواقف متوازنة في
الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي‏,‏ ولا الخروج من حصار عصابات اليهود
المتطرفين الذين يعملون لحساب اسرائيل في الولايات المتحدة‏.‏ لقد استسلم
أوباما لضغوط تل أبيب وعملائها في واشنطن‏,‏ وقرر مقاطعة مؤتمر مكافحة
العنصرية الذي سوف ينعقد الشهر المقبل في جنيف‏.‏ ولم يكن غريبا من حكومة
المحافظين اليمينية في أوتاوا التي يرأسها ستيفن هاربر أن تعلن مقاطعتها
للمؤتمر نفاقا لإسرائيل وللجالية اليهودية في كندا‏,‏ فقد كان هاربر
الصديق الوفي الباقي لجورج بوش والمساند له في كل مغامراته وجرائمه بعد أن
أسقط الناخبون في بريطانيا توني بلير وفي إسبانيا خوسيه ماري أزنار وفي
أستراليا جون هوارد الذين أيدوا بوش في مؤامرة غزو العراق‏.‏

كان
من الطبيعي أن توجه اسرائيل التحية لباراك أوباما علي شجاعته وحكمته في
مقاطعة مؤتمر ديربان الثاني لمكافحة العنصرية‏.‏ وشجع القرار الأمريكي
حكومة اسرائيل لبدء حملة في دول أوروبا لمقاطعة المؤتمر‏.‏

وكان
المؤتمر الأول لمكافحة العنصرية الذي عقد بمدينة ديربان في جنوب أفريقيا
عام‏2001‏ تحت اشراف الأمم المتحدة‏,‏ قد أدان في بيانه الختامي السياسة
الاسرائيلية العنصرية تجاه الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة وداخل
اسرائيل‏,‏ مما أثار غضب اسرائيل‏,‏ فقامت بحملة دعائية ضد المؤتمر‏.‏

الادارة
الأمريكية الجديدة لم تحترم بهذا القرار تعهداتها تجاه الفلسطينيين والعرب
بأنها سوف تفتح صفحة جديدة تعتمد علي العدالة والتوازن في الشرق الأوسط‏.‏
لكن القرار الأمريكي بمقاطعة المؤتمر‏,‏ هو في الواقع رسالة للفلسطينيين
بأن واشنطن سوف تواصل انحيازها لاسرائيل‏,‏ فمجرد متابعة أوباما لمذابح
اسرائيل الأخيرة في غزة علي شاشات التليفزيون الامريكي والتي أسفرت عن
استشهاد أكثر من ألف فلسطيني نصفهم من الأطفال والنساء‏,‏ كانت ستؤكد له
عنصرية وعنف اسرائيل‏,‏ كما أن الجدار الاسمنتي الذي أقامته اسرائيل ـ
ليفصل بين العرب والاسرائيليين هو دليل آخر علي عنصرية اسرائيل‏.‏

الدبلوماسية
الأمريكية الجديدة التي تقودها بوجه ناعم هيلاري كلينتون‏,‏ لن تقل شرا عن
دبلوماسية كوندوليزا رايس‏,‏ وعلي العرب أن يعودوا إلي تصريحات وصور مسز
كلينتون في اسرائيل مع قادتها المتطرفين ليتأكدوا أن المواقف الأمريكية لن
تتغير مادام العرب لم يتغيروا‏.‏

msamyahram@yahoo.com