قرآن وسنة د. عبد الله النجار

قرآن وسنة
د. عبد الله النجار

يجب تغيير قانون الطرق الصوفية بما يجعل
تعيين شيخ مشايخها باختيار الدولة وليس بانتخاب المشايخ. قبل أن تستولي
إيران عليها. فقد نكبت تلك المشيخة الروحية بما نكبت به جمعية الشبان
المسلمين وغيرها من المؤسسات الأهلية الإسلامية ذات الأثر الكبير في
التربية الروحية والإسلامية الصحيحة التي تقوم علي حب الله ورسوله واتباع
هدي الدين الصحيح بعيداً عن الانحراف والتطرف واتخاذ الإرهاب وسيلة لفرض
الرأي علي من لا يعجبون المتطرفين. ولم تكن قيادة تلك المؤسسات الأهلية
الإسلامية الكبيرة مما يثير جدلاً. أو يحدث مثل هذا الذي يجري علي الساحة
ويقرأ الناس أخباره علي صفحات الجرائد كل يوم. أو يتابعون فصوله المؤسفة
في مقار تلك المؤسسات. حيث تقع المواجهات داخل أروقتها كما تقع بين قوي
الاحتلال وأهل البلاد في المواقع الحربية. وقد رأينا فصولا من تلك
المواجهات الدامية المسلحة في الحرب التي دارت رحاها بين قطبين كبيرين
لاقتناص رئاسة أحد الأحزاب التي يفترض أنها مدرسة لتخريج الساسة النابهين
الذين يجيدون الحوار لا الشجار. ويعنون بقضايا بلادهم وأمتهم أكثر من
عنايتهم بقضاياهم الشخصية. وما يرجونه باقتناص رئاسة الحزب من الوجاهة
الاجتماعية. والمكاسب السياسية. والمغانم المادية فكل تلك المآرب إلي
زوال. ولن يبقي سوي العمل الصالح الذي يمجد أصحابه ويخلد ذكرهم الحسن بين
الأجيال فيدعون لهم بالمغفرة كلما يذكرونهم أو يرون مآثرهم الطيبة.

وإذا كان من المتصور أن تقوم الحروب وتشتعل نيران المعارك والمواجهات
للفوز برئاسة حزب سياسي فإن الذي لا يمكن تصوره. أو ما كان يمكن تصوره قبل
هذا الزمن البئيس أن يتنافس شخصان علي رئاسة جمعية إسلامية كالشبان
المسلمين. أو علي كيان إسلامي أهلي مثل المجلس الأعلي للطرق الصوفية الذي
بدأ دوري المواجهات الدامية فيه للفوز بمنصب شيخ مشايخ الطرق الصوفية منذ
فترة مع خلاف في أسلحة القتال حيث تأخذ هنا الطابع القانوني والقضائي
فيصدر حكم لصالح أحد المتنافسين ويهلل مؤيدوه. ويعلقون لافتات التبريك
والتأييد له والاشادة بعدل القضاء. ثم لا يلبث أن ينقض هذا الحكم المتنافس
الآخر. ويحصل علي حكم لصالحه. وتتكرر هذه اللعبة القضائية إلي أن يقضي
الله أمراً كان مفعولا. وبعد أن يستمتع الناس بفصول تلك المأساة الإنسانية
الحزينة شهوراً ودهوراً.

الجديد في الحرب العالمية الأولي لمشيخة الطرق الصوفية ملتقي
الزاهدين في الدنيا. وأحباب الله ورسوله وراعية المجاذيب والهائمين في حب
أولياء الله وحضور موالدهم. أن ظلال المد الشيعي قد مالت إليها وشملت
برعايتها أحد السادة المشايخ الكرام المتنافسين الذي يبدو أنه يريد أن
يجعل من تلك المشيخة التي لم تتخل عن جذورها الوطنية الخالصة يوماً ما
وكراً جديداً لحسينية شيعية تنشر المذهب الشيعي وتمثل امتداداً للسياسة
الإيرانية علي أرض مصر. ولو صح ما أشيع عن ذلك لكانت المصيبة كبري فإن هدم
هذا المجلس خير من استيلاء الإيرانيين عليه. ويبدو أنهم قد شرعوا في ذلك.
أسال الله أن يستر علينا من أحبابنا في إيران.