علماء مصر لا يستحقون الإهانة!!عبدالله نصار

من طرف هايدى الثلاثاء مارس 17, 2009 4:34 pm

تساؤلات
عبدالله نصار
gomNASSAR@YAHOO. COM
علماء مصر لا يستحقون الإهانة!!

بين الحين والآخر تنطلق اهانات تعبر عن
قصر في الرؤية وعجز في البصيرة وتتجه الي علماء مصر والبحث العلمي واتهام
أشخاص العلماء بالعجز والتقصير.. رغم أنهم معتكفون في المعامل ويحاولون
قدر المستطاع وعلي ضوء ما يتوافر لهم من موارد البحث والدراسة التطبيقية.

ويتفوق هؤلاء علي أقرانهم داخل الجامعات الذين يعتمدون علي الدراسة
النظرية وتجميع البحوث في الترقي بين علماء مراكز البحوث يحاولون علي أرض
الواقع لربط الدراسة النظرية بالتطبيقات العملية..
الإنفاق علي البحوث والتطوير يمتد إلي دخولهم المتواضعة ويقتطعون من
قوت أولادهم للإنفاق علي بحوث أو شراء مجلات علمية.. وهم يحاولون.. ولم
يتطرق اليهم اليأس علي أمل أن يلقي هؤلاء بعضا مما نال أقرانهم داخل
الجامعات.

ولهذا شعرت بالانزعاج والأسي من تطاول مذيع إحدي الفضائيات الخاصة
علي علماء مصر والتهكم عليهم وعلي دورهم وتساءل باستخفاف.. واستظراف في
غير موضعه هو فين البحث العلمي في مصر.

ويبدو ان هذا المذيع الذي تخصص في برامج فتيات الاعلانات والراقصات
لا يستطيع ان يتحدث عن قضية بمثل هذه الخطورة.. واهانة علماء مصر بالقطع
هي اساءة لهم ولنا أيضا.

ولو كان لدي هذا المذيع ومحطته الوقت لزار معامل المراكز البحثية في اكيري ووجد ما يحدث رغم القصور الذي لا ينكره أحد.

علماء من الكبار وجيل الوسط وشباب الباحثين ينتظمون في معاملهم ولكل
مجموعة بحثية قضية.. ولا يتم بحث قضايا نظرية.. ولكن كل بحث الآن يجب ان
يرتبط بحل مشكلة في المجتمع وفي قطاعات الصناعة والزراعة والخدمات..
ومحاولات تجري لاعداد مجموعات من شباب الباحثين تحت مظلة الطريق الي
نوبل.. وهناك فرق بحثية تقدم خدماتها لقطاعات مختلفة في المجتمع.

ولكن ربما لا تنال جهودهم أي اهتمام اعلامي ربما تحظي راقصة أو فنانة
مغمورة بساعات طويلة علي هذه المحطة وغيرها تبدأ من ملابسها الخارجية
والداخلية وطعامها وأعدائها وأنصارها ومشروعاتها المستقبلية وعلي طريقة
المذيع إياه.. في السلاطة وبابا غنوج وخلافه من الاستظراف المملل والذي لم
يعد يلقي سوي الازدراء.

وقد يكون هذا المذيع لا يعرف.. ولكن عندما تحدثت اليه سيدة فاضلة
وعالمة في مركز بحوث الصحراء واستفسر منها علي مرتبها فقالت انه لا يزيد
علي 2500 جنيه بعد نحو 40 عاما وأنها لا تجد سيارة للانتقال بها واجراء
بحوثها واذا رغبت في ذلك فان عليها ان تحجز ذلك قبل المهمة بشهور.

وبدلا من أن يتهكم المذيع علي هذه العالمة الفاضلة وزملاء لها آخرين
فقدوا أرواحهم في العراء وزملاء آخرين يلتزمون العمل والجدية في المعامل
كان عليه ان يستمع لها باحترام وتقدير.. ولكنه يبدو أنه لا يعرف.. وإذا
عرف لا يفهم لأنه يريد ان يوزع حكاياته السخيفة.. ولكل مقال مقام.

فالمبلغ الذي تحصل عليه عالمة فاضلة في شهر كامل من البحث والعلم
والدراسة وهي في نهاية المشوار ينفقه المذيع إياه كما يقول علي وجبة طعام
وأنفاس الشيشة ولهذا يتهكم علي من يقبل الاستمرار في مثل هذه الوظائف التي
لا تدر عليهم دخلا وفيرا كما تتساقط عليه الأموال.. حتي ولو كان دوره
أراجوز أو استلطافا بغيضا.

وعلماء مصر لا يستحقون الإهانة..

كلمات لها معني

الجاهل صغير وان كان كبيرا

والعالم كبير وإن كان صغيرا

* زياد بن أبي سفيان