المصالحة.. وحوار الفصائل! لماذا يتعثر الحوار.. وما هو دور مشعل؟بقلم:محمد علي إبراهيم

مصر المستقبل
بقلم:محمد علي إبراهيم
مرة أخري
المصالحة.. وحوار الفصائل!
لماذا يتعثر الحوار.. وما هو دور مشعل؟

كان من المفترض أن تنهي المصالحة العربية
التي أعلنها الملك عبدالله بن عبدالعزيز كل ما في النفوس من خصومة وتزيل
من القلوب ما فيها من لوعة وأسي.

وكتبت في هذا المكان - وفي غيره - أن المصالحة العربية ستظل علي
المحك إلي أن تجتاز الاختبارات العديدة والفخاخ الكثيرة التي ستطرح في
طريقها.

أهم هذه الاختبارات الانتخابات اللبنانية القادمة وحوار الفصائل الفلسطينية في القاهرة.


سأؤجل سرد تفاصيل ما يتعلق بالانتخابات اللبنانية إلي فرصة أخري وأقتصر هنا علي مفاوضات الوحدة الفلسطينية الدائرة في مصر.


سبب التأجيل ليس في أن ما يجري بالقاهرة أقرب في التحليل. ولكن سببه
أن هناك موعداً نهائياً أمام هذا الحوار الفلسطيني هو نهاية الشهر الجاري
وأن فرص إطلاقه مرة أخري تكاد تكون منعدمة.. أما استفادة لبنان من
المصالحة العربية التي تمت في الرياض فلايزال أمامها وقت لاستيضاح ما إذا
كانت ستتم بالطريقة الملائمة أم لا.. الانتخابات اللبنانية في 7 يونيو
المقبل ستكون فرصة جوهرية لإثبات نوايا سوريا تجاه لبنان.

اعود لحوار الفصائل بالقاهرة فأقول إن الجلسات تتم بين 13 فصيلاً -
وربما يكون الرقم له علاقة بالتشاؤم وعدم حدوث انفراجة حتي الآن بين
المتحاورين- هناك ايضا خمس لجان بالاضافة إلي اللجنة العليا أو المرجعية
الاعلي وهي مايطلق عليها لجنة التسيير.. الخلافات بين الفصائل تتركز في
لجنتي الحكومة والانتخابات.

ليس سراً ان الحوار دار حول تشكيل الحكومة الفلسطينية بحيث تضم 10
اعضاء من حماس وثمانية من فتح مع بعض المستقلين.. سمعنا من الوزير عمر
سليمان انها ستكون حكومة تكنوقراط بدون انتماءات سياسية وتقتصر مهمتها علي
اجراء الانتخابات.. لكن حتي الآن تفشل الفصائل في الاتفاق علي اسم من
سيرأس الحكومة وهل ستتزامن مع انتخابات رئاسية أم تقتصر علي اجراء
انتخابات نيابية فقط؟.

خالد مشعل مازال يوجه حماس من دمشق ورأيه الذي قاله اعضاء من الحركة
خلف الأبواب المغلقة ان "أباالوليد" -كنية خالد مشعل-.. يفضل رئيس وزراء
من القطاع حتي لا تهمش غزة في الفترة القادمة..

لجنة الحكومة منقسمة بشدة.. فتح تريد الالتزام بكل الاتفاقيات التي
ابرمتها وأقرتها منظمة التحرير الفلسطينية.. من ناحية أخري تعارض حماس
والجبهة الشعبية هذا التوجه.. خالد مشعل ارسل تعليمات مكتوبة إلي وفد حماس
بالقاهرة قال فيها ان حركة المقاومة الإسلامية تحبذ التزام أي حكومة قادمة
بوثيقة الوفاق الوطني واتفاق القاهرة الذي وقعته الفصائل في نوفمبر 2005
بالاضافة للبرنامج السياسي للحكومة الذي وافقت عليه فتح وحماس عند تشكيل
الحكومة الأولي بعد توقيع اتفاق مكة.

أبوالوليد مصمم علي استبدال مرجعية منظمة التحرير بمرجعية أخري مثل
مرجعية اتفاق القاهرة 2005 وقد قدم وفد حماس قبل يومين ورقة تطالب بأن
يعاد بناء المنظمة علي اساس لجنة تضم اللجنة التنفيذية للمنظمة واعضاء
ورئيس المجلس الوطني وأمناء الفصائل مع شخصيات مستقلة علي أن يعمل بهذه
الصيغة المقترحة من خالد مشعل حتي موعد الانتخابات وتشكيل مجلس وطني جديد
"المجلس الحالي تسيطر عليه حماس".

من النقاط الشائكة في الحوار أيضا قضية الأمن.. جماعة "حماس" تلاحظ
أن التركيز علي إعادة بناء الأمن في غزة مع تجاهل تام لأوضاع الأمن في
الضفة الغربية الشد والجذب بين حماس وفتح قوي جداً في هذا الملف فمازال
هناك 600 معتقل حمساوي في سجون الضفة..

وتبقي نقطة هامة جداً وهي أن الحوار الفلسطيني بالقاهرة لا يحتمل
فشلاً آخر.. فشل الحوار سيؤدي إلي شيئين في منتهي الخطورة الأول إحجام مصر
عن التوسط مرة أخري بين الفصائل والثاني هو فشل قمة الدوحة قبل أن تبدأ
والعودة إلي المربع صفر..

المصالحة يمكن أن تنتكس بسرعة ويعود الوضع العربي لأسوأ مما هو
عليه.. سوريا تستطيع الآن تقديم عون حقيقي للتوفيق بين الفصائل إذا كانت
تريد الحصول علي الدعم المصري والسعودي في استرداد الجولان وسائر مصالحها
الاستراتيجية الأخري.. وحتي ذلك الحين ستظل الاجتهادات والتفسيرات تخرج كل
يوم إلي أن تتحقق المصالحة العربية بشكل صحيح وعاجل وشامل.