المشي فوق الأشواك بقلم: محسن محمد

من طرف **سهر الليالى** الخميس مارس 19, 2009 10:33 am

المشي فوق الأشواك
بقلم: محسن محمد
ثورة شعب

كان الوفد هو الحزب الوحيد في مصر الذي
تذكر ثورة عام 1919 وأقام احتفالا كبيرا بهذه المناسبة دعا إليه الأحزاب
المصرية - باستثناء الحزب الوطني الحاكم.

وانتقد الزميل سعد هجرس عدم سماح الوفد أو عدم توجيه الدعوة لباقي الأحزاب لتخطب وتتكلم في هذه المناسبة رغم أن ثورة 19 لمصر كلها.

ومن حق الوفد أن يحتفل بذكري هذه الثورة بأنها التي أدت إلي قيام حزب
الوفد وسيطرته بطريقة أو بأخري علي اتجاه السياسة المصرية حتي عام .1952

وكنت أتمني لو أن مصر كلها اتحدت علي عمل واحد وهو الاحتفال بذكري
ثورة 19 فهي المسئولة إلي حد كبير عن قيام ثورات عديدة بعد ذلك وأهمها
ثورة الجيش عام .1952

والسبب في ذلك أن ثورة 19 لم تكن ناشئة عن حزب الوفد وحده أو عن مشاركة حزب آخر معه بل كانت ثورة شعب بمعني الكلمة.

والدليل علي ذلك مذكرات سعد زغلول.

هذه المذكرات التي كتبها سعد في كراسات تشبه كراسات التلاميذ. فكان يكتبها لنفسه وينتقد فيها نفسه أيضا.

وللحقيقة وبهذه المناسبة لا يجب أن ننسي أن الدكتور عبدالعظيم رمضان
-يرحمه الله- هو الذي أعاد نشر هذه المذكرات أو معظمها وبيّن المناسبات
التي كتبت فيها. وقدم للجيل الجديد الشخصيات التي ذكرها سعد في هذه
المذكرات.

وفي لجنة التاريخ في المجلس الأعلي للثقافة تقرر في اجتماع اللجنة
برئاسة الدكتور اسحق عبيد أن تقوم الدكتورة لطيفة سالم باستكمال نشر هذه
المذكرات وتحقيقها كما كان يفعل الدكتور عبدالعظيم رمضان.

المهم في هذه الحكاية كلها أن سعد زغلول نفاه الإنجليز إلي مالطا فكانت الثورة في مارس عام .1919

وقال سعد في مذكراته انه توجه بثورة الشعب ضد الإنجليز احتجاجا علي نفيه.

ومعني ذلك أن سعد لم يطالب بهذه الثورة ولم يدع لها ولم ينظمها هو أو
حزب الوفد بل ان الشعب المصري هو الذي ثار من تلقاء نفسه في كل مدن وقري
مصر.

ومن هنا اعتبرت ثورة 19 أول ثورة شعبية مصرية في العصر الحديث.

ويقول البعض هذه الأيام:

لا دور لمصر في الأحداث السياسية. أو بعض الأحداث التي تجري في العالم العربي وأن مصر فقدت دورها.

وهؤلاء يجب أن يعرفوا درس التاريخ الكبير.

ثورة 19 حدثت في شهر مارس.

وفي أبريل قامت ثورة محدودة في الهند ضد المندوب السامي البريطاني والاستعمار البريطاني.

وفي مايو من نفس العام قامت ثورة في الصين.

قالوا لي في بكين كلمات لا أستطيع نسيانها أبدا.

قالوا:

عندما ثارت مصر فكرنا في الصين. قلنا لأنفسنا مادام شعب مصر العظيم قد ثار فقد حان لشعب الصين أن يثور.

وما حدث عام 1919 تكرر بعد ذلك في المنطقة وفي العالم.. وسيتكرر حتما علي مدي التاريخ فإن تأثير مصر -وأقصد شعب مصر- لن يزول أبدا.

وما يحدث في القاهرة سيجد صداه في العالم

وأقصد دوما هذا الشعب العظيم

أمريكا في الشرق الأوسط

يجب أن يهتم العرب جميعا. ومصر في المقدمة. بأن زيارة السيدة هيلاري
كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية إلي الشرق الأوسط تعني أن أمريكا بدأت
تضع هذه المنطقة في مقدمة اهتماماتها العالمية.

حقيقة أن السيدة هيلاري جاءت للاشتراك في مؤتمر إعمار غزة ولكنها
انتهزت الفرصة لتزور إسرائيل ورام الله ثم تركيا لتعلن من أنقرة أن الرئيس
أوباما سيزور تركيا خلال شهر علي الأقل.

وفي الوقت نفسه فان جورج ميتشيل المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق
الأوسط بدأ يبحث الوسائل التي تجعل استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين
والإسرائيليين تبدأ قريبا.

ويجب ألا ننسي أن الاسرة أو المجموعة الرباعية الدولية اختارت توني
بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق ليكون ممثلها في الشرق الأوسط وليسعي إلي
تنفيذ خريطة الطريق.

ولكن أمريكا ارغمت بلير علي أن تكون مهمته اقتصادية فحسب. أي يسعي للنهوض باقتصاد الفلسطينيين والأراضي المحتلة.

وبلير من ناحيته كان يعرف أن اللجنة الرباعية أرادت اعطاءه منصبا فحسب
ولذلك فإنه لم يزر غزة إلا بعد 18 شهرا من تعيينه. ولكن من ناحية أخري
اختار نحو 12 معاونا له واختار دورا كاملا في مركز إقامة الامريكيين في
القدس وينفق في مهمته -التي لا تحقق شيئا- عدة ملايين كل شهر. ومع ذلك
فإنه لا يمضي في الشرق الأوسط سوي أسبوع كل شهر.

ومازالت الحواجز التي أقامها الإسرائيليون في الضفة الغربية قائمة والمستوطنات الإسرائيلية تتضاعف أرقامها في الأراضي الفلسطينية.

وما قيل عن اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين سيتحقق قبل أن ينتهي عام 2008 لم يتحقق.

ومن هنا فإن الواقع ان هيلاري كلينتون جاءت إلي المنطقة لتعلن بكل الطرق ان امريكا ستنشغل بقضية الشرق الأوسط من جديد.

العرب سيجتمعون في الدوحة هذا الشهر.

والواضح أن أمام قمة الدوحة 3 مسائل هامة

المصالحة العربية الحقيقية

قضية الرئيس البشير وهل سيحضر مؤتمر الدوحة رغم خطورة هذا الحضور.

القضية الفلسطينية وجوانبها متعددة.. أهمها الانقسامات الفلسطينية
التي بدأت بوادر انفراجها تلوح باتفاق القاهرة بين حماس وفتح أو حماس
والمنظمة.

ولكن يجب ألا تضاف إلي جدول الأعمال مسألة أمريكا ودورها في الشرق
الأوسط وما الذي يجب علي العرب أن يفعلوه بتخطيط جديد وسياسة جديدة مع
أمريكا تدرك مدي النفوذ اليهودي في واشنطن وكيف يمكن التغلب عليه واقناع
الرئيس بأنه لا حل لقضية السلام في الشرق الأوسط إلا بالضغط علي إسرائيل
لتقدم تنازلات للفلسطينيين.

ولو استمر العرب في اللعبة السياسية القديمة في أن تحاول كل دولة
عربية أن تتقرب من أمريكا وحدها وبعيدا عن المجموعة العربية فإن اللوبي
اليهودي سيفرح لأن العرب لا يتغيرون ولن يتغيروا أبدا.

صناعة الغزل تنهار

هذه قصة مدينة الغزل والنسيج في الصين اسمها شوكسنج تقع علي شاطيء البحر.

كانت تضم 20 ألف مصنع تعمل سبعة أيام في الأسبوع وتنتج منسوجات تباع في اكبر متاجر امريكا واوروبا.

وكان العالم يعتبر ان هذه هي اكبر مركز لصناعة الغزل في العالم

الآن بسبب الأزمة المالية العالمية فإن ثلثي المصانع في طريقها إلي الافلاس

والشركات اعلنت ان طلبات الاستيراد من الخارج انخفضت بنسبة الثلث وان الصادرات تهوي.

المصانع الحكومية أبلغت ألا تستغني عن أي عامل

وحكومة الصين اعتمدت 585 بليون دولار لمساعدة المصانع علي ان تستمر تعمل.

وحال الغزل والنسيج في الصين لايختلف كثيرا عن حال صناعة السيارات وبناء السفن والاليكترونيات الكل يعاني

وصادرات الصين إلي أمريكا تفوقنا كثيرا.

ولكن

هل نحن نساعد وندعم مصانع التصدير علي أن تستمر في العمل.

وهل أرسلنا بعثات تدرس الاحوال الاقتصادية في امريكا وما إذا كان ممكنا أن نحل محل الصين في التصدير.

أم اننا سنظل نتمسك بالشعار الذي يقول:

الأزمة المالية بعيدة عنا ولا تأثير لها علينا!

حلول الأزمة الاقتصادية

يجتمع في لندن يوم 2 ابريل القادم قادة عشرين دولة صناعية كبري لبحث
الوسائل التي يمكن بها انعاش الاقتصاد العالمي وبالذات في الدول العشرين.

قال وزراء مالية هذه الدول:

لقد خفضنا سعر الفائدة علي القروض حتي أصبحت صفرا بحيث نشجع البنوك
علي اقراض رجال الأعمال وأيضا لتشجيع هؤلاء علي الاقتراض ما داموا لن
يدفعوا فائدة علي الاطلاق علي القروض التي يحصلون عليها.

وقالوا:

الدول التي تصدر وتعيش علي التصدير مثل المانيا واليابان وكوريا
الجنوبية والتي فقدت الأسواق التي تصدر إليها تعاني ماليا اكثر من امريكا.

والمؤتمر في لندن ليست أمامه اقتراحات لإنعاش الأسواق المالية إلا
بزيادة الدعم والاسراف في منح القروض لرجال الأعمال وتخفيض الضرائب.

وما داموا في العالم لا يطبقون إلا هذه الحلول فلماذا لانفعل مثلهم
ونخفض سعر الفائدة والضرائب وزيادة الدعم بطريقة حقيقية وواقعية ولمن
يستحق.

وما دام الوضع يقول انه لا طلب خارجيا علي المنتجات المصرية فعلي الحكومة أن يزداد انفاقها في الداخل وعلي البنوك أن تضاعف القروض.