الرضاعة الطبيعية تقي طفلك الإصابة بحساسية الغذاء

من طرف **Admin** الجمعة يوليو 04, 2008 8:24 pm

لتنقذي طفلك من خطر الإصابة بحساسية الغذاء، احرصي على الرضاعة الطبيعية، هذا ما تنصحك به الدكتورة «إلهام محمد حسني» أستاذ طب الأطفال والحساسية والمناعة بطب عين شمس.
وتؤكد انه من الضروري مراقبة استجابة طفلك لكل غذاء جديد يتناوله، وملاحظة أية أعراض تحدث له.. وهل هي تختفي عند منعه من تناول هذا النوع من الغذاء.. أم لا؟.. لأن أي نوع من الغذاء قد يسبب الحساسية في الرضع والأطفال، خصوصا اللبن والبيض والسمك والصويا والفول السوداني والمكسرات.. بل قد تنشأ لدى الرضيع حساسية أيضا من بعض الفواكه والخضروات، والأخطر من ذلك هو وجود مسببات للحساسية في بعض الحلويات والوجبات المحفوظة يطلق عليها بروتينات الحساسية المخبأة، ومن الضروري أيضا الاهتمام بالرضاعة الطبيعية وعدم إعطاء الوليد اغذية إضافية قبل سن۶ أشهر مثل لبن البقر والجاموس، والبيض والسمك خصوصا بالنسبة للأطفال المعرضين وراثيا للحساسية. وتوضح الدكتورة «إلهام» - حسب ما ورد بصحيفة الأهرام - أن حساسية الغذاء التي ازداد معدل الإصابة بها عالميا خلال الثلاثين عاما الأخيرة بحيث بلغت نسيتها حوالى ۶ بالمائة في الأطفال حيث تبين أن ۲ بالمائة من الرضع يعانون من حساسية لبن الأبقار والجاموس وحوالي ۵،۱ بالمائة يكتسبون حساسية البيض، بينما تنتشر حساسية الفول السوداني في أطفال الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة ۶ بالمائة.
تقول د. الهام إن الرضيع يكون أكثر عرضة لحساسية الغذاء خلال عامه الأول لأن جسم الإنسان يملك وسائل لمقاومة تفاعلات الحساسية عند التعرض لغذاء جديد، وهي الغشاء المخاطي المبطن للأمعاء والخلايا المناعية «ت» والتي تتعرف على البروتين الغريب. وعند الاطمئنان الى أنه ينتمي الى غذاء وليس الى ميكروب، فإنها تصدر أوامرها الى جهاز المناعة بألا يبالغ في رد الفعل حتى لا تحدث تفاعلات الحساسية بأجهزة الجسم المختلفة..وبالنسبة للرضع تكون هذه الوسائل الدفاعية ضعيفة وغير ناضجة، فالجهاز الهضمي للوليد يتميز بنقص كمية حموضة المعدة، وضعف أنزيمات الهضم ونقص كمية الأجسام المضادة المناعية «أ» التي توجد بالغشاء المبطن للأمعاء لتقلل امتصاص بعض الأنتيجينات المسببة للحساسية.. وبهذا يكون اختراق المواد البروتينية المسببة للحساسية - غير كاملة الهضم - لأمعاء الرضيع في شهوره الستة الأولى أعلى بكثير من معدلاتها بعد هذه السن.. الى جانب أن جهاز المناعة للرضع لا يعمل بكفاءة فلا يستطيع أن يتعامل بصورة صحيحة مع المادة الغذائية التي تصل اليه.. وبدلا من أن يتعرف عليها الجهاز المناعي ويتقبلها، يبدأ في إفراز أجسام مضادة مناعية من النوع «ه» ضد بروتينات هذا الغذاء فتضطرب وظائف الخلايا المناعية «ت» وتفرز مواد تربك أعضاء جسم الرضيع..

بدون أغذية إضافية

الحساسية من الغذاء تكون أقل حدوثا في الطفل الذي يرضع لبن أمه فقط بدون أغذية إضافية في الستة شهور الأولى لذا تنبه د. إلهام الى أهمية الرضاعة الطبيعية في حماية الطفل من حساسية الغذاء لأن لبن الأم يفرز عادة من نفس الجسم الذي خلق الله الطفل داخله والذي يتجانس تماما مع جهاز مناعته وخلايا أمعائه.. الى جانب احتواء لبن الأم على خلايا مناعية وأجسام مضادة مناعية أيضا «أ» تحمي أمعاء الوليد من اختراق الكثير من الميكروبات والبروتينات الغريبة.

أكزيما الرضع!

الحساسية الجلدية أو اكزيما الرضع هي أول أعراض حساسية الغذاء - كما تشير د. إلهام وتظهر في صورة احمرار وحبوب وخشونة بالخدين ثم تنتشر في باقي الوجه أو على شكل قشور بفروة الرأس، مع حدوث حكة شديدة وبكاء مستمر من الرغبة في الهرش بالوجه وجلد الجسم ويصاب الرضيع بأرتيكاريا أو تورم.. وهذه الأعراض تستمر بصورة متقطعة طوال سن الطفولة.
ومن الأعراض أيضا الاصابات التي تحدث بالجهاز الهضمي في الشهور الأولى من العمر مثل التهاب القولون والأمعاء الناتج من بروتينات الغذاء فيعاني الطفل من المغص والقيء المستمر والإسهال ونقص في نسبة الهيموجلوبين وانتفاخ بالبطن، وتكون زيادة الوزن بطيئة من سوء الامتصاص الغذائي وهذه الأعراض تبدأ عادة مع تناول لبن الأبقار في الأغذية كالزبادي أو المهلبية أو الحبوب المحضرة باللبن أو الأغذية المحتوية على بروتين الصويا.. والتي قد تصل الى الرضيع عن طريق لبن الأم عند تناولها هذه الأغذية.
- وبالنسبة للأطفال الأكبر سنا فقد يصابون بأعراض مماثلة بجهازهم الهضمي نتيجة الحساسية من البيض أو القمح أو السمك أو الشوفان أو الفول السوداني أو بعض لحوم الطيور.. وقد تحدث لهم أعراض أخرى مثل التهاب المستقيم والقولون والأمعاء الدقيقة، أو التهاب حاد بالمريء يظهر في صورة ارتجاع دائم للبن من المعدة الى المريء ثم الفم مع المغص، واضطرابات النوم ليلا.. ومن الأعراض الأخرى لحساسية الغذاء بالجهاز الهضمي ما يحدث بالفم والحلق عند تناول الطفل بعض الفواكه والخضراوات - في صورة حكة وتنميل وتورم بالشفتين واللسان وسقف الحلق..
وقد تصيب حساسية الغذاء الجهاز التنفسي ولكن عادة يسبقها أو يصاحبها أعراض بالجلد أو الجهاز الهضمي.. فلا تحدث بصورة متفردة بالجهاز التنفسي إلا في ۵ الى۱۰ بالمائة من الحالات.. لذلك تنبه د. الهام الى ضرورة الإسراع في علاج إكزيما الجلد لدى الطفل قبل أن تبدأ حساسية الجهاز التنفسي.
وفي النهاية تؤكد الدكتورة الهام أن العلاج الوحيد لتحسس الرضيع من الغذاء هو تشخيص نوع الغذاء المسبب للحساسية وتجنبه تماما في النظام الغذائي للطفل وأن يراعي تعويضه بأطعمه أخرى لها نفس القيمة الغذائية حتى لا تتأثر صحة الطفل ومعدلات نموه ويمكن اعطاؤه الفيتامينات والمعادن اذا لزم الأمر.. ويمكن تجربة الغذاء المسبب للحساسية بعد فترة مناسبة تحت الإشراف الطبي الدقيق لمعرفة ما اذا كان الطفل قد شفي أم لا.. علما بأن الكثير من حساسية الغذاء يشفي خلال سنوات الطفولة.. وهناك أيضا بعض العلاجات الحديثة لكن مازال تأثيرها على حساسية الغذاء تحت الدراسة.