دجال المشاهير

دجال المشاهير

وسط الدخان الكثيف الذي يحيط بأجواء
الشقة داهمت قوة من رجال مباحث المرج بقيادة المقدم حسام حنفي رئيس مباحث
القسم الشقة التي أثارت ذعراً وخوفاً لدي الجيران بسبب ما يصدر منها من
أصوات غريبة وأدخنة بالإضافة إلي الوجوه الغريبة التي تتردد من كل صنف
ولون علي الشقة.

في البداية تم إخطار اللواء إسماعيل الشاعر مساعد أول الوزير ومدير
أمن القاهرة واللواء فاروق لاشين مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة عن
شكوي الجيران وبلاغاتهم عن الشقة وأصدر اللواء سامي سيدهم نائب مدير
الإدارة العامة لمباحث القاهرة قراره بتشكيل فريق بحث برئاسة اللواء مصطفي
عبدالعال رئيس مباحث قطاع شرق والعميد أشرف عز العرب مفتش مباحث شرق
والمقدم حسام حنفي رئيس مباحث المرج لكشف غموض البلاغات عن هذه الشقة
ومعرفة حقيقة الأمر بدون أن يشعر صاحب هذه الشقة بمراقبة رجال المباحث
لشقته لإمكانية ضبطه متلبساً بأفعاله.

وضع خطة


بدأ فريق البحث بوضع خطة برئاسة المقدم حسام حنفي تث وضع الشقة تحت المراقبة بعد أخذ إذن من النيابة العامة.


قام المقدم حسام بمداهمة الشقة المسحورة كما أطلق عليها الجيران وألقي
القبض علي الدجال المشعوذ وأمامه إحدي الفتيات لا يتعدي عمرها 25 عاماً
كما وجد عدداً كبيراً من الزوار داخل الشقة في حالة انتظار مترقبين دورهم
علي فارغ من الصبر جاءوا من أجل شهرته ولعلاجهم من السحر وفك الأعمال من
أجل الخلفة والزواج وبعضهم جاء من أجل الشهرة والمال.

تم القبض علي الدجال وتم تحريز العدة والبخور والأدوات التي يستخدمها
في الدجل وتم اصطحابه هو والفتاة التي كانت تعالج أمامه.. وبالكشف عن
الضحية وسؤالها داخل مكتب رئيس المباحث تبين أنها ممثلة مغمورة وقامت بعدة
أدوار ثانوية وجاءت من أجل عمل وسحر قام أحد المخرجين بعمله لها.

أصل الحكاية


الحكاية علي لسان الممثلة التي عاشت أياماً من العذاب يصعب وصفها
والتي سردتها لرئيس المباحث بعد تواجدها أمامه قالت عشت أياماً صعبة
وتعذبت كثيراً بعيداً عن البشر لا أستطيع الخروج من المنزل وكنت أشعر
دائماً بشيء ما يمنعني من الاختلاط بأصدقائي والناس.

في البداية اعتقدت والدتي أنني مصابة باكتئاب وعندما ذهبت إلي طبيب
نفسي بعد إلحاح شديد من والدتي وأخذت جلسات مكثفة من العلاج إلا أنني وجدت
نفسي تعبانة أكثر ولا أستطيع الخروج من المنزل وأرفض الجلوس مع أحد حتي
أقرب الناس لي بل زادت حالتي وبدأت الهواجس والأوهام تسيطر علي عقلي
بالإضافة إلي شعوري بالألم في كافة أجزاء جسدي ولا أجد سوي الانفصال
والابتعاد عن هذا المخرج الذي أراد أن يحتكرني بل كان يطاردني في كل مكان
اذهب فيه وعندما تشاجرت معه وقدمت ضده بلاغاً في أحد أقسام الشرطة ابتعد
عني ولكنه وعدني بأنه سوف ينتقم مني ومنذ هذه الأيام وأنا حالتي تغيرت إلي
النقيض وأصبحت أشعر بهذه الأمراض التي أصبحت ملازمة لي طوال الوقت وصرخت
في نهاية الحديث.. لا.. لا أريد حلاً لمشكلتي فماذا أفعل سوي أن أذهب إلي
الدجالين والمشعوذين ربما أجد عندهم حلاً لعلاجي.

وأنهت الممثلة الشابة كلامها بمجرد أن طلب رئيس المباحث بادخال
الدجال كما أطلق عليه أهل منطقته وبالكشف عنه تبين أنه مسجل خطر نصب وهارب
من حكم صادر ضده عام 2002 بالنصب علي بعض المواطنين وإيهامهم بالسفر
للخارج مقابل مبالغ مالية.

وبدأ المشعوذ كلامه قائلاً: كان لابد لي من التخفي وراء شيء جديد
وبشكل يخفيني عن أعين رجال المباحث وأهل منطقتي فقمت باستئجار شقة في مكان
بعيد عن منطقتي وبدأت أظهر وسط هذه المنطقة وجاءت لي هذه الفكرة أثناء
سيري علي قدمي لمدة طويلة بشوارع وسط البلد وفي ساعات متأخرة فوقعت عيناي
علي كتاب عن الدجل والشعوذة فقمت بشرائه وعلي الفور نفذت الفكرة بكل دقة
وإحكام وساعدني في ذلك مساعدي وفي البداية كنت أعالج الناس بدون مقابل حتي
ذاع صيتي في المنطقة وبدأ الناس يتوافدون علي ويأتون من مناطق مختلفة
وقتها بدأت أطلب من زبائني مقابلاً مادياً وبدأت أرفض بعض الحالات.

توقف المشعوذ عن الحديث ووضع يديه علي رأسه ثم سقط علي الأرض وظل
يتمتم بكلمات لا أحد يعرفها وغريبة ليس لها معني وبعدها جلس بعض الوقت دون
كلام واكتفي بالنظر إلي الأرض منكساً وجهه وروفض الرد علي أي سؤال يوجه
له.

عاد إلي الحديث مرة أخري وقال: فوجئت بإحدي الممثلات المشهورات تطلب
مقابلتي بعد أن سمعت الكثير عني وقتها شعرت بالخوف والقلق ولكنني تماسكت
وعندما قابلتها قالت لي إنني أريد أن تعمل عملاً لزوجي اندهشت كثيراً
لكنني وقتها شعرت بأن نجمي بدأ في البزوغ واقتصت الفرصة وأعطيتها العمل
وكانت بداية الشهرة والشغل مع المشاهير وكانت هذه الممثلة بداية الخيط
وجاء بعدها جملة من المشاهير من الفن ولاعبي الكرة وبعض الشخصيات كانوا
يقابلونني في جلسات خاصة في أوقات متأخرة من الليل وأضاف تحولت بعد هذه
المرحلة من مجرد دجال ومشعوذ إلي قاريء للكف والفنجان وعلاج المرضي إلي
دجال المشاهير.. وصمت لحظات والدموع سقطت من عينيه.

وبعدها قال أنا أريد العقاب نظراً لما فعلته في دنياي فإنني كنت أنصب
علي بعض الضحايا وأوهمهن بفك السحر وأعطيهم مخدراً وأطالبهن بقضاء ليلة
ساخنة.

أحيل المتهم إلي النيابة التي أمرت بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق.