كلام في الاقتصاد تكتبة : نجلاء ذكرى

من طرف مشمشة الأحد مارس 22, 2009 10:46 am

كلام في الاقتصاد
تكتبة : نجلاء ذكرى

علي هامش بعثة طرق الأبواب ومؤتمر اليورومني‏:‏
رسالة قوية في توقيت مناسب‏..‏ الفرص من قلب الأزمات

منذ
أن هلت بشائر الأزمة المالية العالمية وهناك حالة واضحة من الاستنفار لدي
رموز الحكومة المصرية ووزراء المجموعة الاقتصادية علي وجه الخصوص يتقدمهم
وزيرا الاستثمار والتجارة والصناعة‏..‏ فمن منطقة الخليج الي اسيا وأوروبا
واليوم الولايات المتحدة الامريكية حمل محمود محيي الدين وزير الاستثمار
مهمة الترويج للاستثمار في مصر علي كتفيه ووزع مهام هذا الملف علي جميع
مسئولي الهيئات المرتبطة بوزارة الاستثمار من رئيس الهيئة العامة
للاستثمار الي رئيس البورصة ورئيس هيئة التمويل العقاري ورئيس القابضة
للتأمين‏..‏ وفي كل جولة من الجولات هناك نقاط قوة تضاف الي الاقتصاد
المصري‏..‏ نحن جاهزون لاستقبال استثماراتكم‏..‏

هكذا تتحدث الوفود
المصرية في كل الرحلات كما ان هناك انفتاحا كبيرا للتعرف علي المشاكل
المرتبطة بالاستثمار وتذليل العقبات وتنظيم الرحلات الترويجية ومتابعة
نتائج هذه الرحلات‏.‏ جهود كبيرة يقوم بها عاصم رجب رئيس هيئة الاستثمار
في استكمال الحوار حول الملفات المختلفة التي تتطرق اليها زيارات الوزير
ويري ان التحرك في قلب الازمة هو السبيل الصحيح لجني ثمار مابعد
الازمة‏..‏ والزائر اليوم للولايات المتحدة الامريكية سيدرك حجم التأثير
في الاسواق وعلي مستوي الاقتصاد الحقيقي فقد اصبح من الصعوبة بمكان الحصول
علي التمويل من البنوك وخاصة في قطاع العقارات كما ان أعداد العاطلين عن
العمل في تزايد مستمر ولاحديث في الفضائيات إلا عن الازمة المالية
وتداعياتها‏.‏ والافراط الاعلامي في الحديث عن اي ظاهرة في المجتمع
الامريكي ليست بغريب علي هذا المجتمع فكثرة الحوار وتقليب الامر من مختلف
الجوانب يؤدي لاستجلاء الحقائق وتكرار مثل هذا الحوار يدعو الناس الي
الملل والبحث عن حلول للخروج من هذه الاجواء الكئيبة ومن ثم التفاؤل مرة
اخري واستعادة النشاط‏..

‏ وبدا هذا واضحا خلال اللقاء الذي نظمته
غرفة التجارة الامريكية في مصر في بداية اعمال رحلتها السنوية للولايات
المتحدة والتي بدأت بمدينة نيويورك برئاسة عمر مهنا رئيس الغرفة وتحدث
خلال اللقاء الدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار ونخبة من كبار
مسئولي المؤسسات الامريكية‏..‏ وبالرغم من الحالة العامة التي تدعو
للاكتئاب ابدي البعض تفاؤله بإمكانية الخروج من الازمة رافضا تشبيهها
بازمة الكساد الكبير في العشرينيات حيث ان ازمة اليوم تختلف فنحن نعرف
تشخيص المرض ونصف العلاج الصحيح علي حد قولهم‏..‏ وهناك تفاؤل بإمكانية
تعافي الاقتصاد الامريكي مع نهاية صيف‏2009‏ بينما يحتاج هذا التعافي الي
الصبر والثقة‏.‏

وكما قال الدكتور محمود محيي الدين ان الازمات
المالية العالمية التي تحدث يكون لها ضحايا لايد لهم في مسببات الازمة
ولكنهم يدفعون ثمنها باهظا ومن هذا المنطلق فإن الاسواق الناشئة والدول
النامية ستدفع فاتورة اخطاء الغير وللاسف كشفت هذه الازمة عن خلل كبير
فبينما كانت الدول المتقدمة والمؤسسات الدولية تدعو الاسواق الناشئة
والدول النامية الي تدقيق الميزانيات والتخلص من العجز والديون نجد الكثير
من البنوك العالمية والمؤسسات الكبري اغفلت تصيح هياكل ميزانياتها‏..‏
وبينما نادت الدول المتقدمة بحتمية جودة الرقابة نجد ان الرقابة في كثير
من هذه الاسواق لم تكن بالكفاءة المطلوبة‏.‏ وأخطر ماتكشف عنه الازمة ان
الدول النامية ستدفع الفاتورة مضاعفة فاقتصاداتها المرتبطة بالعالم
الخارجي ستتأثر حتما بتراجع الطلب كما ان الاجراءات الحمائية التي اتخذتها
الدول المتقدمة ذات الاسواق الكبيرة سيتعذر معها مرور تجارتهم بل ان
تدفقات رؤوس الاموال للدول النامية ستتراجع خلال هذا العام بأكثر من‏80%.‏

وفي
كل هذا الزخم علي مصر ان تحافظ علي مكتسباتها فنحن لسنا من دول الثمانية
ولا دول العشرين بل وربما دول الخمسين واقتصادنا كما وصفه وزير الاستثمار
عبارة عن سفينة صغيرة اساسها متين وتواجه اعصارا هائلا‏..‏ صحيح أن صغر
الحجم يعني قدرة اكبر علي المناورة ولكن الامر لازال محفوفا بالمخاطر‏.‏

وفي
مؤتمر اليورومني بلندن انطلقت رسالة مهمة استطاع الدكتور طارق كامل وزير
الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ان يوجهها ببراعة وبمساندة من فريق عمل
متميزمتمثل في هشام رامز نائب محافظ البنك المركزي وعاصم رجب رئيس هيئة
الاستثمار وزياد بهاء الدين رئيس مجلس امناء هيئة الاستثمار وعلاء فهمي
رئيس هيئة البريد واسامة صالح رئيس هيئة التمويل العقاري ومحمد اسعد
مستشار وزير المالية وماجد شوقي رئيس البورصة ان مصر المكان الامن
لاستثماراتكم والسوق الاكثر تحقيقا للربح‏..‏ الكل في واحد هذا هو الشعار
الذي يمكن ان تؤكده كل هذه المنتديات والتعاون الكبير بين المسئولين في
الحكومة ومنظمات المجتمع المدني ومجتمعات الاعمال‏..‏

مصر جاهزة
للاستثمار في الأزمة وبعد الازمة وليس ادل علي ذلك من الحقيقة التي اعلنها
هشام رامز نائب محافظ البنك المركزي من أن البنوك المصرية استقبلت بعد
الازمة ودائع من البنوك العالمية الكبري‏..‏ هذه الاموال تبحث عن
الامان‏..‏ ومصر تعني الامان للجميع‏..‏ ولايمكن لرسالة تلك الوفود
المختلفة من النجاح الا بمساندة قوية من الدبلوماسية المصرية فالسفير حاتم
سيف النصر بالمملكة المتحدة والفريق الكفء المكون من محمد البدري المستشار
الاعلامي وعلي الليثي رئيس المكتب التجاري وحامد الاتربي السكرتير التجاري
ومالمسناه من نشاط في نيويورك من مكتب التمثيل التجاري والوزير المفوض
التجاري اشرف عز الدين والمستشارة الاعلامية النشطة الزميلة نهال سعد كل
هذا يؤكد ان هناك قوة وهذه القوة لاتكون الا بالعقول القوية وبالترابط
والعمل الجماعي المنظم للوصول الي الهدف وهوماسنناقشه بالتفصيل بمشيئة
الله‏.‏