قرآن وسنة د. عبد الله النجار

قرآن وسنة
د. عبد الله النجار

نحن أمة تعاني أزمة خانقة في التناول
الموضوعي لأي قضية نناقشها. وينقصنا التجرد ونتواري فيما نبديه من آراء
المصلحة العامة أمام أنانيتنا وتعصب كل منا لرأيه وتفانيه في أن يكون هو
الرأي الأوحد الذي يجب العمل به. وطرح كل ما عداه. يستوي ذلك أن يكون
تناول الموضوع في الصحف. أو في النقاش السياسي. أو حتي المجال الأكاديمي.
وأعمال الخبرة والمشورة الفنية المتخصصة. وقد رأيت ملامح تلك الظاهرة
المريرة إبان انعقاد المؤتمر الثالث عشر لمجمع البحوث الإسلامية. حين
تابعت ما كتب في بعض الصحف عنه. حيث تبني بعض الذين كتبوا تقريرات يومية
عنه. اتجاه الذين يوافقون ميولهم في التشدد. أو التيسير فإذا كان هؤلاء
الصحفيون من ذوي الاتجاه الديني أو الفكري المتشدد. أفردوا لأصحاب هذا
الاتجاه من أعضاء المؤتمر أكبر قدر من المساحة المخصصة لهم. بل ولا يعيرون
الاتجاهات الأخري اهتماماً أو ذكراً. ومن ثم يجيء ما ذكروه ابتساراً لما
قيل في الجلسة. وليس سرداً موضوعياً أميناً لكل ما قيل فيها. وبهذا يعبرون
عن اتجاههم وحدهم. وليس عن الاتجاه الذي حضروا لتغطيته. وهو اهدار صارخ
لمقتضي الواجب المهني. وخيانة لإمانة العرض. وانتصار للنفس. وليس عرضاً
أميناً للحقيقة. وما يقال في جانب المتشددين. يقال في جانب من يذكرون
الرأي الآخر دون إشارة لما يقابله من الآراء المخالفة. وهو ما لا يخلو منه
أي مؤتمر أو نقاش.

وبعض العاملين في الحقل الطبي وهم أساتذة كبار في كليات الطب يرون أن
موت جذع المخ لا يصلح لأن يكون من مظاهر الموت. وقد بالغوا في رأيهم كأنه
قضية حياة أو موت. ليس بقوة الدليل أو سلامة المنطق أو حتي نبل المقصد.
ولكن لأنهم يسيئون الظن بإخوانهم. ويعتقدون انهم يقررون ذلك حتي يتحولوا
إلي جزارين في غرف العناية المركزة. ويستولون علي أعضاء الموتي ليزرعوها
في أبدان المرضي مقابل غُنم مادي. وسوء الظن لا يصلح لبناء رأي صحيح.
لكنهم يصرخون بما يظنونه صواباً وهم أبعد ما يكونون عنه حتي نجحوا بذلك
الصراخ المنظم في أن يجعلوا من مصر البلد الوحيد في العالم العربي الذي لم
يصدر به قانون يحمي وينظم زراعة الأعضاء حتي الآن ويستميتون في ذكر حالات
معينة أصيب أصحابها بموت جذع المخ واستمروا في غيبوبة أشهراً. ثم عادوا
للحياة كما يقولون. ورغم