سيناريوهات المؤامرة ضد البشير .. والسودان السفر للدوحة .. انتحار مع سبق الإصرار خالد إمام

.. وماذا بعد ؟!
سيناريوهات المؤامرة
ضد البشير .. والسودان
السفر للدوحة .. انتحار مع سبق الإصرار
خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg

حسناً فعل السودان حينما أعلن أمس أن
الرئيس عمر البشير لم يقرر بشكل نهائي ما إذا كان سيحضر القمة العربية
بالدوحة أم لا.. وأن الوقت مازال مبكراً لتحديد قراره.

كلام سياسي عاقل جداً ويستحق الإشادة.. لأن الظروف الحالية لا تتحمل
أي مغامرة غير محسوبة.. أو أن يخوض البشير في مساجلات وردود وحملات مضادة
لها حتماً تأثير بالسلب علي موقفه الدولي.

من ناحية أخري فإنني أتفق مع ما ذكره أخي وصديقي محمد علي إبراهيم
رئيس تحرير "الجمهورية" عن وجود مؤامرة ضد البشير وفخ منصوب له إذا ما ذهب
إلي الدوحة.


* * *



ورغم أنه لم تصدر أي تصريحات أو تسريبات حول هذه المؤامرة أو هذا الفخ إلا أن لدينا مثلاً مصرياً يقول: "الجواب يبان من عنوانه".


ونحن بحكم معرفتنا بجميع الأطراف الأخري وأساليبهم وما يدور في
رءوسهم.. واستناداً إلي تصريح فرنسي وحيد عن نية باريس اعتراض طائرة
البشير في الجو.. نستطيع أن نتخيل تفاصيل المؤامرة والفخ.. من خلال ثلاثة
سيناريوهات تنتهي كل منها باعتقال البشير أو عزله إذا ما غادر السودان
متوجهاً إلي الدوحة.. خاصة أن السودان بالكامل تحت المراقبة الجوية
المشددة.


* * *



* السيناريو الأول..


بمجرد إقلاع طائرة البشير من مطار الخرطوم أو أي مطار سوداني آخر
وخروجها من الأجواء السودانية ستجد سرباً من المقاتلات "الغربية" تحيط بها
من أعلاها ويمناها ويسراها لإجبارها علي الهبوط في أي مطار أفريقي قريب
والمرجح بالصومال أو أثيوبيا.. ثم اعتقال البشير ونقله إلي المحكمة
الجنائية الدولية.

* السيناريو الثاني..


ترك الطائرة حتي تجتاز السعودية وقبل هبوطها في قطر يحدث الاعتراض من
الطائرات المرابطة في الخليج أو في قاعدتي قطر.. ويتم إجبارها علي الهبوط
في العراق.. ثم اعتقال البشير.. إلي آخر الحدوتة السابقة.

* السيناريو الثالث..


عدم اعتراض الطائرة وتركها تهبط في الدوحة كرحلة بلا عودة.. وبمجرد الهبوط يصدر قرار دولي يطلب تسليمه.


وهذا هو الفخ "الدولي" في أجلي معانيه.. حيث ستكون فرصة ذهبية أمام
البعض ليلعبوا دوراً فشلوا في أن يلعبوه خلال الغزو الإسرائيلي لغزة.

واستكمالاً لهذا السيناريو "الفخ".. سيتم التفاوض مع الغرب لعدم
تسليم البشير في مقابل أن يحصل علي حق اللجوء السياسي وترك الحكم.. لتخرج
"الابواق" تطنطن بالفتح العظيم.. حماية رئيس دولة عربية من الوقوع في ذل
الاعتقال!!


* * *



سيادة الرئيس البشير..


نحن كمواطنين مصريين نحب كل ما يمت للسودان بأية صلة.. حب من القلب
فعلاً.. فمصر والسودان جسد واحد وشعب واحد.. ومن حقنا عليك أن نطالبك بعدم
السفر خارج وطنك في هذه المرحلة.. سواء لقطر أو أي بلد آخر.

من حقنا أن نخاف عليك وعلي بلادك وشعبك الشقيق.. لأنها ستكون مصيبة
وكارثة إذا تعرضت للاعتقال أو حتي العزل بهذه الطريقة التي رفضها الطاغية
صدام حسين ذات يوم. ودفع الثمن غالياً من حرية وإنجازات بلاده ودماء شعبه
وحياته هو شخصياً وحياة ولديه وأقاربه ورجال حكمه.. رغم أن هناك فارقاً
كبيراً بينك وبينه. وبين الطلب الذي وجه إليه والذي كان طوق النجاة له
وللعراق. والطلب الذي يمكن أن يوجه إليك لا قدر الله.

من حقنا ونحن نري مؤامرة تحاك ضدك وتشارك فيها أطراف كثيرة أن ننصحك
بألا تأمن لأحد.. وألا تنساق وراء تطمينات أو ضمانات خادعة قد تراها
محسوبة بدقة وهي في الواقع "فخ كبير".. يجب أن تكون تحركاتك مؤمنة وأقوالك
موزونة بميزان حساس.

من حقنا أن نمنعك من الانتحار مع سبق الإصرار.. حتي ولو كنت تمثل
نفسك فقط.. فما بالك وأنت تمثل دولة كبيرة وشقيقة وشعباً تربطنا به روابط
الدين واللغة والمصير المشترك.. وعلاقات أزلية تضرب في عمق التاريخ.

ما مصير هذا الشعب وهو يري رئيسه رهن الاعتقال؟


.. وما مصير هذا البلد وهو بلا رئيس وفي ظروف صعبة.. وأصعب ما يكون؟



* * *



سيادة الرئيس البشير..


أرجو نسيان قمة الدوحة تماماً وكأنها لن تعقد. أو كأنك لم تتسلم دعوة
لحضورها.. ولديك معاونون أكفاء يستطيعون عرض أفكارك وقضيتك. كما لو كنت
موجوداً بالضبط وأكثر.

هذا ليس رأيي منفرداً.. ولكنه يقيناً رأي كل مصري يعيش في هذا البلد
الطيب الذي يعتبر السودان امتداداً طبيعياً وعمقاً استراتيجياً له ومستحيل
أن نجعله يتعرض لأي هزات أو أخطار أو عدم استقرار.