حكايات "محفوظ"محمد العزبي

من غير ليه
محمد العزبي
ezaby azaby @ yahoo. com
حكايات "محفوظ"

لم يذهب "محفوظ عبدالرحمن" للعلاج في
باريس طواعية وإنما مضطر بنصيحة وقرار من سبعة أطباء من الأساتذة الكبار
في الأعصاب والباطنية والحساسية بعد أن احتاروا في تشخيص نوع "الفيروس"
الذي أصابه وسبب له من الآلام البدنية خضع بسببها لإشراف طبي دقيق في
مستشفي قصر العيني.

كنت واحدامن كثيرين أرادوا له السفر إلي الخارج بعد أن استعصي
العلاج. ولكنه رفض بشدة واصرار لثقته في الأطباء المصريين وعدم قدرته ليس
فقط علي السفر بحريته وهو الذي يعشقه. وانما أيضا للمصروفات الباهظة التي
لا يقدر عليها مع كل ما حققه من نجاح وشهرة وانتشار في مصر والعالم
العربي.. كما انه لا يقبل علاجاً في الخارج علي حساب جهة ما. فهناك آخرون
أولي!

عندما ازداد الحاحي عليه بعد أن عرفت شدة معاناته. أدخلني في دوامة من حكاياته الجميلة وضحك وهو يذكرني بأنني درست سنتين فقط طب!


قال له الأساتذة الكبار انه ليس أمامه إلا السفر. وإلي فرنسا بالذات.
فاستسلم.. وما صدق محبوه وعارفو قدره ومدي حساسيته وترفعه. أن وافق فقاموا
بإجراءات سفره وعلاجه بالخارج علي نفقة الدولة.

وإليكم ما حدث..


وصل إلي باريس متكئاً علي كتف زوج ابنته الطبيب فاستقبله المكتب الطبي في العاصمة الفرنسية بأنه ليس لديه علم ولم يصله قرار.


ولم يكد يستقر في فندقه حتي أطل المذيع المصري "تامر أمين" من شاشة
"البيت بيتك" مستنكراً أو بلهجة مستفزة تبدو متعمدة قائلا ما معناه: ايه
اللي يخلي "محفوظ عبدالرحمن" يسافر برة للعلاج. هيه مصر ما تنفعش؟!.. لم
يحاول أن يعرف لماذا سافر ولاطبيعة مرضه وكذلك لم يتمن له الشفاء!!

ولم يذكر "تامر أمين" بالمرة ما أثير حول علاج عيون وزير المالية
"يوسف بطرس غالي" في أمريكا. شفاه الله. ولو أن الشيء بالشيء يذكر.
ويقارن!

ولم نسمع صوت اتحاد الأدباء. رغم شهرة منحة العشرين مليون جنيه من
حاكم الشارقة لعلاج الكتاب المصريين. وما أحاط بها من ملابسات واتهامات
وسخافات.. وكأننا لم نأخذ درساً مما حدث. فبدا وكأن رئيس الاتحاد لا
يبالي.. فهل تغير "محمد سلماوي" "2009" عمن عرفته في السبعينيات
والثمانينيات؟!

هذا في الوقت الذي سارعت فيه كل من الكويت والسعودية وسوريا تعرض
استعدادها لعلاج كاتبنا المصري "محفوظ عبدالرحمن". ولكنه رفض شاكراً..

ولم نسمع صوت وزير ثقافتنا "فاروق حسني" حتي بعد أن أبدي وزير ثقافة
سوريا مخاوفه من أن "يزعل" وزيرنا بعرض سوريا علاج أديب مصري متميز!

ولمن لا يعرف قدر "محفوظ عبدالرحمن" عليهم أن يتذكروا بعض أعماله
المسرحية والتليفزيونية والسينمائية مثل "بوابة الحلواني" و"ليلة سقوط
غرناطة" و"سليمان الحلبي" و"عريس لبنت السلطان" و"حفلة علي الخازوق"
ومسلسل "أم كلثوم" وفيلم "ناصر 56" وعشرات من الابداع الفني الرفيع.

هل كان عنده حق وهو يرفض ويقاوم العلاج في الخارج مهما كانت آلامه. لأنني أخشي عليه من أحزانه؟!.