تساؤلات عبدالله نصار

تساؤلات
عبدالله نصار
gomNASSAR@YAHOO. COM

في يوم الخميس 12 مارس تناولت في هذا المكان موضوعا بالغ الأهمية وهو جودة التعليم والبحث العلمي والفساد في الحرم الجامعي.


وقلت إن استقلال الجامعات والمحافظة علي ذلك هو لضمان حرية الفكر
والإبداع وضمان حرية البحث والتطوير بلا حدود.. وهي ليست حرية للاساتذة..
ومع حق أساتذة الجامعات المطالبة بتحسين أجورهم فإن الأمر يحتاج إلي تحقيق
الانضباط والمحاسبة لمن يخطئ أو يخالف القيم الجامعية.

فالجامعات ليست مجرد أماكن لتلقي المحاضرات ولكن لها دور في قيادة
العمل العام والدفاع عن قيم المجتمع وفتح الطريق للمواهب والقيادات
الجديدة انها هي المسئولة علي توفير الكوادر بنظام تعليمي كفء.

ولن يتحقق ذلك كله إلا بالانضباط ومواجهة كل صور الشغب والفساد في الحرم الجامعي.


وقد تابعت ما قام به خلال الأسبوع الماضي الدكتور عبدالله بركات رئيس
جامعة حلوان الذي يقود حملة تصحيح وإصلاح وتقويم وإنقاذ للقيم الجامعية
واستعادة الدور الحقيقي للجامعة.

بدأ رئيس جامعة حلوان معركة إصلاح والإصلاح له تضحيات ولكن يبدو انه مستعد لسداد التكلفة.. ولن يتخاذل تحت أي ضغوط.


وفتح رئيس الجامعة مكتبه لاستقبال الاساتذة والطلاب والموظفين وسرد
هؤلاء المترددون عليه للشكوي حكايات وقصصاً ومآسي وكوارث لم يكن يتصور
رئيس الجامعة انها تحدث داخل أسوار الجامعة.

تلاعب في تصحيح الامتحانات.. ومجاملات وترضيات وتصرفات لا أخلاقية
يرتكبها بعض أصحاب النفوس الضعيفة ورغم انهم قلة إلا انها تشوه صورة
الجامعة والحرم الجامعي وتلصق بها صور الفساد وانهيار الأخلاق.

وما نشر حول أخطاء وخطايا وجرائم لقلة من أعضاء هيئة التدريس ربما
تحوي الملفات ما هو أخطر ونلمسه ونستمع إليه.. ويحتاج إلي حسم وحزم وهذا
هو دور رؤساء الجامعات وليس دورهم توقيع البوسطة أو حضور المؤتمرات وتفويض
السكرتارية وبعض الموظفين في إنهاء كل الأعمال الأخري المتعلقة بشئون
الجامعة.

ووجد أبناء جامعة حلوان طلابا وأساتذة وموظفين أبا ورب أسرة يحاول
تطبيق العدل ويواجه الانحراف والاخطاء بقوة ولا يخشي في الحق لومة لائم..
وهو يدرك مقدما ان هذه المعركة ستثير الغبار وسيحاول البعض إثارة مشكلات.

ولكنها البحث عن العدالة وتحقيق الانضباط والاستقرار والأمان الوظيفي وتكافؤ الفرص.


وتكافؤ الفرص في الجامعات لم يعد يرجع إلي التفوق والاجتهاد بل أحيانا يتم الاعتداء عليه لصالح أصحاب النفوس الضعيفة والكلمات مؤلمة.


طالبة ترسب رغم تفوقها.. وطالبة أخري رفضت رغبة أستاذ مساعد العاطفية
الدنيئة فعرقل حصولها علي شهادة الماجستير رغم ان من تداول هذه الرسالة
أكدوا انها تصلح كشهادة للدكتوراة.

ومن أسف ان عمداء الجامعة انشغل بعضهم بمعارضة ما يقوم به رئيس
الجامعة.. وأطلقوا عليه الاتهامات واعتقدوا انه يفتح بابه لتلقي الشكاوي
من العاملين تحت إشرافهم سيؤدي إلي تقليص نفوذهم.

ومن يفكر في هذا من العمداء والوكلاء أو الاساتذة يخطئ في حق نفسه وفي حق الجامعة.


فلا أحد يقبل الخطأ.


ولا أحد يوافق علي صور الانحراف والفساد والجرائم في الحرم الجامعي.


والتستر علي هذه الجرائم والاخطاء يؤدي إلي زيادتها وتصور من يرتكبها انه فوق المساءلة والحساب.


وما يقوم به رئيس جامعة حلوان يستحق التقدير والاحترام والمساندة عن
كل الشرفاء والمخلصين في الجامعة لانه يحافظ علي كرامة الجامعة ورجالها
ونسائها وطلابها وموظفيها.

وكان يمكن ان يفعل د.عبدالله بركات رئيس جامعة حلوان ما لجأ إليه
زملاء له في جامعات أخري عريقة ويؤثر السلامة ويغلق الملفات خوفا من
الفضائح.. والفضائح الحقيقية ان يعلم رئيس الجامعة ويتستر علي هذه
المخالفات.

واتمني ان يوجه الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي دعوة طارئة
للمجلس الأعلي للجامعات ويناقش هذه القضية ويكلف الدكتور عبدالله بركات
بأن يعرض علي أعضاء المجلس تجربته في جامعة حلوان.. وكيف يمكن ضرب الفساد
والانحراف وتطهير ثوب الجامعة الابيض من بعض الشوائب العالقة.

ان القدرة علي الإصلاح موجودة وإرادة الإصلاح متوافرة.. والمهم ان يبادر باقي رؤساء الجامعات في تطبيق القانون نصا وروحاً.


وان يتم إعطاء إشارة طمأنينة لمن يحاول البحث عن حقوقه انه لن يضار من الشكوي ولن يتعرض للانتقام.


أما الممارسات الدنيئة التي تحدث من قلة محدودة من بعض أساتذة
الجامعات والتلاعب في النتائج والابتزاز العاطفي للطالبات وغيرها من الصور
المؤلمة فهي ليست ظاهرة ولكن مثل هذه النماذج تستحق البتر والجراحة التي
تؤدي إلي تطهير الجسد الجامعي منها.

ويستحق الدكتور عبدالله بركات كل التحية والتقدير والاحترام.. وله
شرف المبادرة في هذا التوجه الإصلاحي داخل الحرم الجامعي ووضع كل رؤساء
الجامعات في مأزق وعليهم ان يسيروا في هذا الطريق.. لأن الجامعة تتألم
ومظاهر الخلل تؤثر علي كل محاولات زيادة الجودة أو رفع كفاءة العملية
التعليمية.

كلمات لها معني


الجاهل لا هو إنسان مفيد


ولا حيوان ينتفع به


مثل فارسي