بورصة برلين.. وتطورات الأزمة حول العالم: خارطة طريق.. للسياحة العالمية صلاح عطية

كلمة الأسبوع:
بورصة برلين.. وتطورات الأزمة حول العالم:
خارطة طريق.. للسياحة العالمية
صلاح عطية
salahattia@hotmail.com

* أخيرا استجابت الحكومة.. وشرعت في
اعداد تشريع لتقسيط ضرائب عام 2008 علي ثلاثة أقساط تسدد كلها في عام
..2009 وهي تري في هذا تيسيرا.. لا بأس.. سيسدد الممولون الضرائب دون أدني
نقصان وفي عام الأزمة.. ولكن علي ثلاثة اقساط.. هو إذن في عرف الحكومة
تيسير.. ولكن كما يري الجميع ليس التيسير المطلوب.. فالجميع كانوا يتوقعون
أكثر من هذا لأن الأزمة أسوأ مما يتوقع الكثيرون.. وقد بدأ الجميع يحسون
بوطأتها.. والغالبية تري أن الأسوأ قادم.. وأنها قد تطول بأكثر مما كانوا
يقدرون.

* وقد كان قطاع السياحة يأمل- ولايزال يأمل -في المزيد من التسير..
والمزيد من الحوافز التي تساعده في مواجهة الأزمة وترفع من قدرته علي تحمل
أعباء العمالة.. بل وتيسر له توفير فرص جديدة للعمالة في استثمارات
جديدة.. تسهم مع الدولة في التخفيف من أعباء الأزمة المالية والاقتصادية
العالمية..

* ولهذا رأيت اليوم وأنا أواصل الحديث عن بورصة برلين الدولية
للسياحة أن أقدم تجارب عدد من الدول في مواجهة أزمة السياحة كما عبر عنها
وزراء السياحة وممثلو صناعة السياحة خلال قمة السياحة في برلين واجتماعات
لجنة الصمود ومواجهة الأزمات التي عقدتها منظمة السياحة العالمية ورأسها
زهير جرانه وزير السياحة الذي اختير رئيسا لهذه اللجنة في قمة السياحة
العالمية في لندن في نوفمبر .2008

خارطة للتعافي


* وقبل أن أعرض لتجارب عدد من الدول كما عرضها أصحابها في لجنة الصمود
ومواجهة الأزمات عند اجتماعها في برلين النصف الأول من مارس 2009 أود أن
أعرض أولا خارطة الطريق لصناعة السياحة العالمية "Roadmap For Recovery"
لمواجهة الأزمة والتي وضعتها منظمة السياحة العالمية.. وأعلنها في بداية
اجتماع اللجنة طالب رفاعي القائم بعمل سكرتير عام المنظمة والتي تتكون من
سبعة بنود علي النحو التالي:

* البند الأول: في الخارطة هو الالتزام بالواقعية وإدراك أن الازمة
أصبحت حقيقة واقعة وعلينا أن نتصرف بمقتضي هذا لعبور الأزمة ونكون مستعدين
للانطلاق فور انقضائها .وهو أمر مؤكد.

* البند الثاني: التسليم بالتغير في الأسواق والتغير في الطلب وفي
ديناميكيات التشغيل وبالتالي ادراك ان الاجراءات التي نحتاج إلي اتخاذها
الآن بسرعة وبدقة ستحتاج إلي جهود غير عادية بسبب تعقيدات وديناميكيات
الأزمة التي لم تكتشف كل أبعادها بعد. وانه قد حان الوقت لابتكار أساليب
جديدة واجراءات شجاعة.

* البند الثالث: هو استغلال قدرة التكنولوجيا.. وان ندرك ونحن نتخذ
تدابير مواجهة الأزمة أننا يمكن أن نحقق نتائج أفضل باستخدام القوة
الهائلة للتكنولوجيا والاتصالات الحديثة بما في ذلك الانترنت لخفض التكلفة
والعمل بكفاءة أكبر وإدارة المخاطرة في بيئة من عدم اليقين والتغيير
المستمر.

* البند الرابع: هو تعزير المشاركة بين القطاعين الحكومي والخاص بما
يضمن القدرة علي الابحار عبر الأنواء وبعد انتهائها. باستخدام أفضل
التجارب والابتعاد عن أسوأها. مثل الافراط في فرض الضرائب والقيود
الحكومية التي ترفع التكلفة وتخفض من قيمة المنتج.

* البند الخامس: هو تذكير العالم دائما بان السياحة تعني وظائف وتعني
بنية أساسية وتعني تشجيع الاقتصاد والتنمية. من خلال تأكيد صورة السياحة
كصناعة كثيفة العمالة .وأن نضع هذا بقوة أمام وزراء الاقتصاد والمالية
وصانعي القرار في الحكومات.

* البند السادس هو الاستمرار في مواجهة السياحة للفقر ومواجهتها
للتغيرات المناخية وقيادتها للتنمية.. وهذا ليس اختيارا وإنما هو فرض علي
صناعة السياحة.

* البند السابع والأخير في خارطة الطريق للسياحة العالمية هو وضع
السياحة والسفر في قلب حزمة من الحوافز لأن .الوظائف والتجارة تنساب من
قطاع سياحي قوي .ما أن ثقة المستهلك والأعمال تلعب دورا قويا في الخروج من
الأزمة. وكذلك يجب اقناع صانعي القرار ان الانفاق علي السياحة سيعطي
عائدات قوية. لأن السياح هم في حقيقة الأمر يقومون بالتصدير للسلع
والخدمات.. وإلي هذا يجب ان تكون السياحة المقدمة للتحول إلي الاقتصاد
الأخضر بالمشاركة في التقليل من انبعاثات الكربون.

ماذا فعل العالم للخروج من الأزمة ؟


سياحة مجانية في تايلاندلتحقيق الانتعاش


* ونأتي إلي تجارب عدة دول عرضها ممثلوها في لجنة الأزمات.. وفي
مقدمتها تجربة تايلاند وقد عرضتها د.سيستارا بكياكانا رونج Dr SASITHARA
PICHAICHANNA الوكيل الدائم لوزارة السياحة والرياضة في تايلاند.. وقد
عانت تايلاند نقصا في حركة السياحة إليها قدره 10.5% عن العام السابق..
وقررت مواجهة الأزمة من خلال عدة تدابير منها إلغاء رسوم التأشيرات لفترة
محددة وعقد المؤتمرات خارج العاصمة للشركات علي أن تخصم تكاليفها من
الضرائب لتنشيط الحركة خارج العاصمة والاعفاء من الضرائب لفترات محددة
والإعفاء من الكهرباء وتخفيض رسوم الهبوط بنسبة 50% و20% للشارتر في بعض
المطارات ودعوة كل الواصلين إلي المطار إلي ليلة مجانا وتقديم قروض
للشركات الصغيرة بفائدة 3% وتقديم قروض حسنة للفنادق والمطاعم ومنظمي
الرحلات والنقل السياحي والسلع السياحية ومراكز الاستشفاء لدفعهم للاحتفاظ
بالوظائف وتوفير فرص رحلات داخلية مجانية لأكثر من 150 ألف شاب لتحريك
العمل في الفنادق والمطاعم وتشغيل المرشدين وأيضا لتشجيع العاملين علي
السياحة الداخلية.

تخفيض الضرائب في جمايكا


* وأشار وزير سياحة جمايكا إلي تخفيض الضرائب بنسبة 50% وتخصيص 500
مليون دولار للقروض بفائدة 10% وتخصيص 200 مليون دولار قروض سهلة بفائدة
3% للصناعات الصغيرة ومساعدة المشروعات السياحية علي الاحتفاظ بالعمالة..
وزيادة اعتمادات الدعاية في الأسواق السياحية المصدرة للسياحة إلي جمايكا
ورفع شعار جديد للدعاية في أهم شبكات التليفزيون في أمريكا والعمل علي
تحسين الخدمة والقدرة علي المنافسة وإنشاء مدارس جديدة للفندقة.

* وأشار وزير سياحة جمايكا إلي أن السياحة تواجه تحديا وعليها أن
تستجيب للتحدي.. وأن هذه الإجراءات أدت إلي تحسن سريع في السياحة فأنهت
عام 2008 بزيادة 1.1% وأصبح شتاء عام 2009 أحسن موسم سياحي في جمايكا..
وتم تحقيق زيادة من السياح الأمريكان بنسبة 37% ومن الكنديين بنسبة 23%.

سياحة شهر العسل في جزر البهاماس


* تجربة جزر البهاماز Tho Bahamasفي منطقة الكاريبي عرضها اليسون
تومسون Ellison thoampson نائب المدير العام لوزارة السياحة.. وقد تركز
جهدها علي تطوير عملية الترويج في الولايات المتحدة باعتبارها المصدر
الأساسي لسياحها وابتكار مجموعة جديدة من البرامج السياحية في مقدمتها
سياحة شهر العسل.

التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص في المانيا ..والسياح الالمان قادمون


* التجربة الألمانية عرضها ميشيل راب Michael Rabe السكرتير العام
للمنظمة الاتحادية لصناعة السياحةالألمانية "BTW" وفي مقدمتها المزيد من
التعاون بين الحكومة والقطاع السياحي الخاص ووضع الإجراءات المناسبة
لتلافي مثل هذه الأزمة مستقبلا. وبث الثقة في المستقبل. وتلافي أي إجراءات
تؤثر علي العمالة وتأكيد الثقة في قدرات رجال الصناعة.

وشرح ميشيل راب ما أسفر عنه استقصاء أجراه الاتحاد الأوروبي علي عينة
من 27 ألف سائح ألماني قالوا جميعهم انهم سيسافرون في عام 2009 وقال ثلاثة
أرباع هذه العينة أن انفاقهم لن يقل عن العام الماضي وربما سيزيد.

الصين: تشجيع السياحة الداخلية


* وعرضت وانج يان Ms.Wang Yan نائبة المدير العام للتسويق والتعاون
الدولي في هيئة السياحة الصينية الإجراءات التي قامت بها الصين لمواجهة
تأثيرات الأزمة العالمية الاقتصادية والمالية علي السياحة.. والتي تمثلت
في الاهتمام بتحسين البنية التحتية من طرق ومطارات وغيرها. والعمل علي
توفير الطاقة وتحسين الخدمات وتحسين خطط مواجهة الأزمات. وتحسين الدخول.
وتسريع تنمية البنية التحتية للسياحة. والعمل علي تشجيع السياحة الداخلية.
وتنمية عادات السفر لدي المواطنين . خاصة والصين سافر منها إلي الخارج في
عام 2008 نحو 45 مليون مواطن. وتحسين خدمات شركات السياحة وإعانتها.

حديث خبراء السياحة العالميين : 8 مليارات خسائر لشركات الطيران


* ونعود إلي مستقبل الأزمة السياحية العالمية. كما تحدث عنه عدد من
خبراء الأنشطة المتصلة بالسياحة في بداية اجتماع لجنة الصمود ومواجهة
الأزمة.. كان أولهم فيليب جونزالس أباد Philip Gonzalez Abadالمستشار
الأول لمجموعة أماديوس للاتصالات التي تحدث عن توجهات الحركة السياحية
والطيران وأوضح أن الناس سيسافرون أقل من العام الماضي وسيختارون مقاصد
أقرب إليهم وسيحرصون علي اختيار الأرخص.. وأشار إلي أن 44% من شركات
الطيران في عام 2008 كانت خاسرة و42% كانت عادية و12% كانت متميزة وأن
جملة خسائر شركات الطيران أعضاء الإياتا في عام 2008 وصلت إلي ثمانية
مليارات من الدولارات وأن عام 2009 سيكون أسوأ بكثير.

* ودعا فيليب جونزاليز الحكومات إلي إعادة التزامها بتحرير الطيران
مشيرا إلي أن تجربة التحرير في السنوات الثلاث الماضية تأخرت مع أن هناك
فوائد كثيرة من التحرير في مقدمتها اطلاق المنافسة.. وأضاف أن التحالفات
بين شركات الطيران. سوف تمتد إلي المشاركة في الأصول والمشاركة أيضا في
الأسطول.

* وأشار جونزاليس إلي أن شركات الطيران فقدت 20 مليون راكب في شهر
يناير002008 فعادت بذلك خمس سنوات إلي الوراء علما أن الشرق الأوسط
وافريقيا فقط يحققان تقدما ايجابيا.

* أما غسان عايدي رئيس الاتحاد الدولي للفنادق والمطاعم "IHRA" فقد
أوضح أن حركة السياحة من خلال الإقامة بالفنادق يتراوح النقص فيها بين
10-20%.

أرقام فيزا تعود إلي 2007


* بول ويلك .Paul Wilke ممثل مجموعة فيزا VISA أوضح مقياس الحركة من
خلال 7.1 مليار بطاقة ائتمان تتعامل مع 30 مليون تاجر. وقدم دراسة مقارنة
لتطور حركة التعامل بالبطاقات من خلال الحركة السياحية العالمية أوضحت في
مجملها أن الأرقام بعد الأزمة تقترب من أرقام .2007

4 مسارات للسياحة الفرنسية


* وعرض فردريك بيير Fredric Pierret الرئيس السابق لهيئة السياحة
الفرنسية 4مسارات للخروج من الأزمة السياحية أولها دور منظمة السياحة
العالمية في ايجاد أنماط جديدة للتعاون والتجاوب بين الدول الأعضاء
وثانيها الوصول إلي رؤية جماعية شاملة مع توفر بيانات صحيحة للمجموعة
والثالث تحديد مسار للسوق مع الاستفادة بثورة الانترنت والرابع إدراك أن
أحسن وقت لمنظمة السياحة العالمية. لإظهار دورها وخدماتها هو وقت الأزمة
وعليها أن تحدد ماذا تستطيع أن تفعل في السنوات القادمة.

زهير جرانه : العزيمة والصمود والتكاتف


* وقد أكد زهير جرانه وزير السياحة علي أن السبيل لمواجهة الأزمة
العالمية الحالية وأثرها علي قطاع السياحة هو التحلي بالعزيمة والصمود
وتكاتف وتوحيد الرؤي بين كافة الهيئات سواء القطاع السياحي الحكومي أو
الخاص أو التكاتف بين المؤسسات السياحية بعضها البعض وأن يعمل الجميع
بإصرار وعزيمة للتغلب علي هذه المشكلة .

إزالة معوقات السياحة


* ومرة أخري أكد زهير جرانه أنه يجب عدم فرض مزيد من السياسات التي
تمثل معوقات لحركة السياحة وهو ما يؤثر سلبا وبشدة علي صناعة السياحة
باعتبارها صناعة عالمية. مشيرا إلي أنه في ظل الارتباط الوثيق بين السياحة
والطيران يجب عدم فرض أي أعباء جديدة علي الطيران حتي تستطيع السياحة
والسفر الحفاظ علي معدلاتهما.

* وأكد وزير السياحة أنه بالرغم من الصعوبات التي تواجهها السياحة
نظرا للحجوزات التي تتم في وقت متأخر وتقليص فترة الإقامة إلا أن هناك
جانبا مضيئا مع عودة الاجازات الجماعية في العديد من الأسواق. هذا إلي
جانب أنه في الوقت الذي تشهد السياحة ذات الانفاق المرتفع تراجعا إلا أن
سياحة الانفاق المنخفض والمتوسط مازالت تحتفظ بمعدلاتها.ويجب تضافر كافة
الجهود لتعزيز مفهوم الحرص علي القيام بالاجازة .

دعوة إلي خفض الضرائب علي السياحة والطيران


* وينبغي أن نؤكد علي ما أجمع عليه المشاركون في اجتماعات لجنة الصمود
ومواجهة الأزمات. من أن الضرائب المفروضة علي السفر تعوق الكثيرين عن
السفر.. ويحب أن تتوقف الحكومات عن فرض هذه الضرائب وتلغي ما هو موجود
منها.. وأيد زهير جرانه وزير السياحة ما طالب به أعضاء اللجنة وفي مقدمتهم
د.طالب رفاعي القائم بعمل سكرتير عام منظمة السياحة العالمية الذي أعلن
معارضته لفرض الضرائب المعوقة للسياحة ومعارضته أيضا لأي إجراءات تحد من
الحركة من بلد إلي آخر.

رسالة إلي قمة ال 22


* وهكذا سوف تستمر إجراءات الحد من الأزمة.. ويتواصل الدور الذي تقوم
به لجنة الصمود ومواجهة الأزمات.. وقد أوضح د.طالب رفاعي القائم بعمل
السكرتير العام لمنظمة السياحة العالمية أن المنظمة ستتوجه برسالة إلي
مجموعة الاثنين والعشرين التي تجتمع في لندن في 2 أبريل 2009 للحث علي
اتخاذ إجراءات لمساعدة صناعة السياحة علي التعافي من الأزمة.. كما أن
خارطة الطريق ستبلغ لكل الحكومات وستعرض كذلك علي اجتماع الجمعية العمومية
للمنظمة في كازاخستان في أكتوبر 2009 مع اجتماع لجنة الأزمات خلال هذه
الجمعية.

واجتماع في القاهرة


* زهير جرانه وزير السياحة ورئيس لجنة الصمود ومواجهة الأزمات.. رأي
أن الوقت بعيد حتي الاجتماع المرتقب في كازاخستان . وربما أيضا رأي أنه
لابد من عمل سريع يواجه الغموض الذي يشوب توقعات الحركة السياحية في
الصيف. فأعلن أنه سيدعو إلي اجتماع للجنة في وقت قريب في مصر في خلال 45
يوما. ربما قبل نهاية ابريل 2009 لتدارس الأفكار الجديدة وتتبع مسار
الحركة وما يمكن أن يفيد من خبرات الدول في مواجهة الأزمة.

* وأود اليوم أن أختم هذه الحلقة الثانية عن زيارتة بورصة برلين وما
دار فيها من لقاءات واجتماعات بما جاء في ختام خارطة الطريق من أن التاريخ
يظهر لنا أنه كلما كانت التحديات كبيرة. كلما كانت أيضا الفرص كبيرة وإذا
كان قادة العالم قد بدأوا يعملون معا أكثر مما كانوا عليه في الماضي.
للتعاون في مجالات الاقتصاد ومواجهة تغيرات المناخ وأجندات التنمية. فإننا
في قطاع السياحة يجب أن نفعل نفس الشيء.. والحديث متصل بإذن الله.