الاحترام أم الالتزام؟بقلم : مكرم محمد أحمد

من طرف قسمة ونصيب الإثنين مارس 23, 2009 1:37 pm

نقطة نور
بقلم : مكرم محمد أحمد

الاحترام أم الالتزام؟

هل
يمكن تعليق نجاح الحوار الفلسطيني بعد هذا الجهد الطويل الذي بذله
المصريون وبذلته سائر الفصائل الفلسطينية علي الفارق اللغوي بين كلمة
احترام الاتفاقيات السابقة التي قبلت بها منظمة التحرير الفلسطينية التي
تشمل اتفاقيات أوسلو والاعتراف المتبادل بين المنظمة وإسرائيل وقبول
مبادرة السلام العربية‏,‏ التي تري حماس أنها الكلمة المناسبة التي تساعد
علي قبول مرجعية حكومة الوحدة الوطنية والمشاركة فيها دون أن تتورط في
قبول الاعتراف المباشر بإسرائيل وبين كلمة الالتزام بهذه الاتفاقيات التي
توافق عليها فتح وباقي المنظمات‏,‏ وتريدها الرباعية الدولية في تحديد
المرجعية السياسية التي تستند إليها الحكومة الانتقالية‏,‏ لأن شرط
الالتزام بالاتفاقيات السابقة التي قبلتها منظمة التحرير يساعد علي نقل
الأموال التي تعهد بها المجتمع الدولي لإعمار قطاع غزة الي هذه الحكومة‏.‏

صحيح
أن احترام بعض قواعد التعامل المشترك لايعني بالضرورة الالتزام الكامل
بهذه القواعد‏,‏ أو تبنيها علي نحو نهائي‏,‏ لكن الاحترام يعني في الوقت
نفسه نوعا من الالتزام بالامتناع عن العمل ضد هذه القواعد أو
مناهضتها‏..,‏ وربما يحق لنا استنادا لهذا السبب أن نقول‏,‏ ان الخلاف
الراهن بين الفصائل الفلسطينية حول الفارق بين الالتزام و الاحترام هو في
جوهره خلاف لغوي يفتح بابا واسعا للجدل حول دقائق الفروق في علم اللغة‏,‏
لكن الأمر ليس كذلك في السياسة التي تعني في جوهرها إعادة ترتيب المصالح
وفقا لتفاهمات تستند إلي موازين القوة المتبادلة تحكمها صيغ قانونية
وإجرائية تحافظ علي الحقوق المتفق عليها‏.‏

وقد يكون من حقنا أن
نلوم الغرب والأمريكيين لضغوطهم المتزايدة علي حماس كي تقدم‏,‏ في التو
واللحظة‏,‏ اعترافا متبادلا مع إسرائيل‏,‏ كما حدث مع منظمة التحرير‏,‏
ربما تحتاج حماس إلي المزيد من الوقت كي تستوعب آثاره علي بنيتها
التنظيمية‏,‏ خصوصا في ظل استعدادها الراهن لتوقيع اتفاق تهدئة طويل الأمد
يمكن أن يمتد أعواما تحترم أحكامه الالتزامات السابقة التي وافقت عليها
المنظمة‏,‏ لكن حماس تتحذلق أكثر مما ينبغي وتسرف في تشددها اللغوي عندما
تقامر علي نسف أتفاق التهدئة وإفشال الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني بدعوي
اختيار قدرة مصر علي الضغط علي إسرائيل‏,‏ أو لأنه في غيبة موافقتها لن
تكون هناك فرصة لأي إنجاز‏,‏ ويكون الحصاد الأخير لهذا التشدد الشكلي
مزيدا من التطرف في الموقف الاسرائيلي ومزيدا من الدعم لصقور إسرائيل‏,‏
ومزيدا من الذرائع التي تبرر استمرار عملية التسوية في هذه المتاهة
المغلقة‏,‏ التي لاتجد لها حماس حلا سوي أن تعاود الصراخ علي المصريين
الذين يرفضون خرق اتفاقاتهم الدولية للإبقاء علي معبر رفح مفتوحا بصورة
دائمة وإعفاء الإسرائيليين من كل مسئولياتهم عن قطاع غزة‏.‏

mmahasabo@yahoo.com