رسالة واحدة لا تكفي‏!‏بقلم : سجيني دولرماني

من طرف **ashraf** الثلاثاء مارس 24, 2009 10:15 am

سياسة خارجية
بقلم : سجيني دولرماني

رسالة واحدة لا تكفي‏!‏

لا
يوجد أحد تدفعه السذاجة إلي الاعتقاد بأن رسالة واحدة من أوباما إلي الشعب
والقادة الإيرانيين في عيد النيروز الفارسي تكفي لإزالة عقود من العداء
والصدام بين الولايات المتحدة وإيران‏,‏ بل إن رد الفعل الإيراني الأول
يوحي بأن الرسالة ربما لا تحقق تقدما يذكر‏,‏

فالمرشد الأعلي علي
خامنئي وضع البرنامج النووي الإيراني السلمي خطا أحمر‏,‏ وقادة إيرانيون
آخرون رفعوا سقف المطالب داعين أمريكا إلي الاعتذار الرسمي عن الأخطاء
السابقة ورفع العقوبات والاعتراف بالدور الاقليمي المتصاعد لإيران قبل مد
اليد للتصافح‏,‏ برغم هذا فسيكون من سوء التقدير تجاهل المعاني الكامنة في
الرسالة‏,‏ أو تجاهل توقيتها الذي جاء في الوقت المناسب للتأثير علي
خيارات الناخب الإيراني قبل الانتخابات الرئاسية‏.‏

فلم يعد ممكنا
أن يتغذي الرئيس أحمدي نجاد ومعه دعاة التشدد علي مقولة ان سياسة أوباما
هي استمرار لسياسة بوش بوسائل مختلفة‏.‏ فالرسالة حرصت علي دحض هذه
المقولة أولا بعدم سعيها للوقيعة بين الشعب والقيادة السياسيةوتوجيه
الدعوة لهما معا من أجل بداية جديدة‏,‏ وبالتركيز علي الحوار الدبلوماسي
القائم علي الاحترام المتبادل بدلا من التهديدات‏,‏ وبالتخلي عن هدف تغيير
النظام بالإشارة إلي التعامل مع الجمهورية الإسلامية القائمة‏,‏ وبتعمدها
عدم الإشارة إلي البرنامج النووي الإيراني محل الجدل‏.‏

لكن هذا قد
لا يكفي لإسقاط كل حجج نجاد أو ادعائه بأن صلابته هي التي دفعت الغرب
للخضوع للمطالب الإيرانية‏.‏ أوباما سيحتاج في ترجمة أقواله إلي أفعال‏,‏
وإقناع المواطن الإيراني بأن تشدد النظام الحالي يكلفه ثمنا غاليا في وقت
يتعثر فيه نجاد في تنفيذ وعوده الشعبية بسبب الأزمة الاقتصادية‏.‏ ولا
مناص إذن من التحدث مباشرة إلي علي خامنئي‏,‏ والكشف عن عناصر الصفقة
الشاملة التي يمكن أن تضمن التوافق بين المصالح الأمنية والاستراتيجية
والأدوار الاقليمية للطرفين بعيدا عن منطق الاحتواء والحصار‏.‏

لقد
أظهرت إيران فيما قبل أنها مستعدة للتفاهم حين يخدم ذلك مصالحها‏,‏ وربما
يتحسس الجانبان طريقهما فيما يتعلق بترتيبات الأمن في العراق‏,‏ وتهدئة
الوضع في أفغانستان‏,‏ ومواجهة إرهاب القاعدة‏,‏ لكن سيظل من الصعب تحقيق
اختراق في مسألة البرنامج النووي خاصة بعد اقتراب إيران من امتلاك ناصيته
التكنولوجية‏,‏ ومقارنتها لنفسها مع قوي نووية أخري عديدة محيطة بها‏,‏
وعدم قبولها بالتشكك الغربي في نزاهتها‏,‏ وسلامة نياتها‏.‏ الحفاظ علي
الإطار السلمي للبرنامج وفق ضمانات دولية هدف يمكن أن يجتمع حوله كل
الأطراف‏,‏ وهو قابل للتحقيق رغم صعوبته‏,‏

ولاشك أن الاتفاق عليه
بعد الانتخابات الرئاسية ستكون فرصته أفضل‏,‏ وإيران خارج محور الشر‏,‏
وليس داخله‏,‏ وهذا هو سبب أهمية رسالة أوباما‏.‏