في اليوم العالمي لمكافحة الدرن ‏14‏ مليون إصابة ومليونا وفاة في العالم سنويا بسبب الدرن

من طرف لميس الثلاثاء مارس 24, 2009 3:50 pm

لو
أن هناك كارثة طبيعية تصيب‏14‏ مليون شخص حول العالم سنويا‏,‏ وتقتل منهم
مليونين‏,‏ ستكون بالطبع عنوانا رئيسيا‏.‏ لكن حين يهدد الدرن أو السل
حياة العدد نفسه من البشر سنويا‏,‏ فإن أحدا لا يهتم‏'!‏

فلم يعد
المرض مقتصرا علي مناطق انتشاره الكلاسيكية في آسيا وأفريقيا وأمريكا
اللاتينية‏,‏ بل بدأ مسيرته في شرق أوروبا‏.‏ ورغم شفاء عدد كبير من
مصابيه‏,‏ بفضل الرعاية الصحية والعلاج والتوعية‏,‏ إلا أن عدد مرضي الدرن
لا ينخفض عالميا‏,‏ وقد يكون ذلك بسبب مرض الإيدز الذي يضعف مناعة حامليه
في شكل يجعلهم أكثر عرضة للإصابة‏.‏

واليوم تحتفل منظمة الصحة
العالمية والإتحاد الدولي لأمراض الصدر والتدرن باليوم العالمي لمكافحة
الدرن‏,‏ والذي يوافق‏24‏ مارس من كل عام‏,‏ وهو ذكري اكتشاف العالم
الألماني روبرت كوخ لميكروب الدرن‏,‏ ويأتي هذا الاحتفال حاملا معه كثيرا
من التحديات في ظل بقاء هذا المرض القاتل الأول بين جميع الأمراض
المعدية‏,‏ حيث يقدر عدد مرضي الدرن بالعالم حوالي‏14‏ مليون شخص في أعمار
تتراوح بين‏15‏ ـ‏49‏ عاما‏,‏ كما يتجاوز عدد الوفيات مليوني شخص سنويا في
العالم‏.‏

ويحذر الخبراء من فشل تحقيق هدف خفض عدد مرضي الدرن إلي
النصف بحلول العام‏2010,‏ ربما يفتقد الدرن عنصر المفاجأة الذي يحتفظ به
الإيدز‏,‏ لكنه ما زال يفجعنا بآلاف القتلي وشبح الوصمة والعار‏.‏ ولا
يحظي بعنصر الجذب والإثارة‏,‏ ربما لأنه يقتل الفقراء الذين لا صوت لهم‏!.‏

هذا
المرض يقتل مليوني شخص سنويا‏,98%‏ منهم في دول فقيرة‏.‏ ورغم أن الدول
العربية ليست ضمن تلك الدول‏,‏ لكن أيا منها لا تخلو من هذا المرض‏.‏ كما
أن الحدود الدولية المفتوحة‏,‏ وظهور أمراض أخري تعجل وتسهل الإصابة به‏,‏
وذيوع ممارسات مثل التدخين‏,‏ وحركة الهجرة والنزوح واللجوء في المنطقة
وغيرها‏,‏ تدفع بهذا الشبح اللعين ليعود إلي بؤرة الأضواء من جديد‏.‏

وقد
يمل مريض السكر أو الضغط من تناول الدواء‏,‏ وعلي الرغم من أن قراره هذا
قد يقتله‏,‏ إلا أنها مشكلته‏..‏ وعلي العكس فإن مريض الدرن حين يقرر
التوقف عن تناول الدواء‏,‏ فإنه يقتل نفسه وغيره‏.‏ ثمة وقائع أخري يجب
تذكرها‏:‏ يعدي المصاب بالدرن بين‏10‏ و‏15‏ شخصا سنويا‏,‏ وغالبية
الوفيات الناجمة عن الدرن تحدث في بلدان العالم الثالث‏,‏ بل إن نصفها
يحدث في آسيا‏,‏ فقد مات‏1.7‏ مليون شخص عام‏2006,‏ بينهم‏231‏ ألف مريض
بالإيدز‏,‏ بمعدل‏4500‏ وفاة يوميا‏.‏ يطلق اسم‏'‏ الدرن المقاوم
للأدوية‏'MDR-TB‏ علي نوع صعب من السل بات ينتشر باطراد‏,‏ وعلاجه مرتفع
الكلفة‏.‏

والمعلوم أن السل موثق علي جداريات المعابد الفرعونية
القديمة‏,‏ ولا يعني ذلك أن البشرية عرفت كل ما يمكن معرفته عنه‏,‏ و يؤكد
الدكتور لي رايخمان الخبير في معهد الدرن الدولي في أمريكا أن ليس كل من
يصاب بالدرن يسقط مريضا‏,‏ ويوضح أن جهاز المناعة في الجسم يعمل علي
السيطرة علي المرض‏,‏ فإذا فشل‏,‏ تنتشر بكتيريا‏'‏ مايكروبكتيريوم
باسيلي‏'‏ المسببة للدرن بسرعة رهيبة مسببة ظهور أعراض المرض‏'.‏ وعلي رغم
أن المرض يظهر علي‏10%‏ ممن يحملون الـ‏'‏ باسيلي‏',‏ إلا أن بعض
المجموعات صارت أكثر عرضة للإصابة في السنوات الأخيرة‏.‏

ويقول
الدكتور أحمد حامد عطية استشاري أمراض الصدر ورئيس جمعية مكافحة التدخين
والدرن وأمراض الصدر إن منظمة الصحة العالمية حددت استراتيجية لمكافحة
الدرن تعتمد علي ثلاث دعائم هي خفض نسبة انتشار عدوي الدرن ورفع نسب
اكتشاف الحالات المصابة بالدرن لتصل إلي‏80%‏ وكذلك علاج حالات الدرن
بنظام العلاج تحت الإشراف المباشر‏'Dots'‏ والوصول بنسبة الشفاء إلي‏90%‏
بحلول عام‏2010.‏

وفي إطار تفعيل اليوم العالمي لمكافحة الدرن تعمل
المنظمة العالمية علي مواجهة مشكلة الدرن المقاوم للأدوية وخفض مرضي الدرن
إلي‏50%‏ مما كان عليه في التسعينات بحلول عام‏2015,‏ وخفض حالات الإصابة
إلي أقل من واحد لكل مليون شخص بحلول عام‏.2050‏ وعن مشكلة الدرن في
مصر‏,‏ يقول الدكتور عطية أنه بصدور قانون التطعيم الإجباري منذ عام‏1968‏
أمكن تقليل حجم المشكلة‏,‏ حيث تراجعت معدلات العدوي إلي‏24‏ حالة
لكل‏100‏ ألف شخص بدلا من‏192‏ حالة في الخمسينات‏,‏وذلك بفضل المشروع
القومي لمكافحة الدرن الذي بدأته وزارة الصحة عام‏1989‏ مما يجعلنا حاليا
في مصاف الدول ذات الانتشار المتوسط‏.‏

وتشخيص مرض الدرن ـ كما
تشير الدكتور مايسة شرف الدين أستاذ ورئيس قسم أمراض الصدر والحساسية بقصر
العيني ـ يعتمد علي وعي المريض بأعراضه وتبدأ بكحة وبصاق مدمم مصحوب
بارتفاع في درجة الحرارة وفقدان بالشهية والوزن‏,‏ ويجب علي المريض
الانتظام في العلاجات المعتادة وإذا لم تحدث استجابة بعد‏15‏ يوما يتم عمل
تحليل بصاق لميكروب الدرن وأشعة للصدر‏.‏

وتضيف أن الأشخاص
المخالطين لمرضي الدرن هم أكثر عرضة للإصابة بالدرن وكذلك المصابين بمرض
نقص المناعة الذي يحدث بسبب الإفراط في الكورتيزون‏,‏ ومرض السكر والفشل
الكلوي والعلاج الكيماوي المكثف‏,‏ كما تزيد نسب الإصابة بالدرن لدي
المدخنين السجائر والشيشة وبسبب سوء التغذية أيضا‏.‏

وتوضح
الدكتورة مايسة شرف الدين أن الدرن يصيب عادة الرئتين ولكنه قد ينتقل
لأعضاء أخري مثل الكلي والعظام والمفاصل والمخ‏,‏ وكذلك يصيب مباشرة
الجهاز الهضمي بسبب الأطعمةالملوثة والألبان غير المغلية‏.‏

وجدير
بالذكر أنه تجري حاليا دراسات حديثة لاستخدام وسائل تشخيص متطورة للدرن من
أهمها تقنية الحمض النووي والنظائر المشعة التي تلعب دورا مهما أيضا في
معرفة قدرة بعض الأدوية علي قتل ميكروب الدرن‏,‏ وقد توصل حديثا فريق بحثي
بقسم الأمراض الصدرية بقصر العيني تحت إشراف الدكتورة مايسة شرف الدين إلي
وسائل حديثة لتشخيص إصابة الغشاء البللوري بميكروب الدرن وإصابة المريض
بتجمع المياه علي الرئة من خلال قياس نسب بعض المواد الكيميائية داخل
السائل الذي يتم سحبه من التجويف الصدري حول الرئة‏,‏ وهذا يعتبر بديلا
أكثر أمانا وأقل تكلفة من طريقة التشخيص السابقة التي كانت تتم بأخذ عينة
من الرئة‏.‏

من طرف نونو الثلاثاء مارس 24, 2009 6:17 pm

اللـة يعطيـك ألف ألف عأفيه

من طرف **محمد** الثلاثاء أبريل 07, 2009 12:07 pm

شكرا لك لادراجك ما هو مميز
دمت بود

في اليوم العالمي لمكافحة الدرن ‏14‏ مليون إصابة ومليونا وفاة في العالم سنويا بسبب الدرن

في اليوم العالمي لمكافحة الدرن ‏14‏ مليون إصابة ومليونا وفاة في العالم سنويا بسبب الدرن

رد: في اليوم العالمي لمكافحة الدرن ‏14‏ مليون إصابة ومليونا وفاة في العالم سنويا بسبب الدرن

رد: في اليوم العالمي لمكافحة الدرن ‏14‏ مليون إصابة ومليونا وفاة في العالم سنويا بسبب الدرن