سعد الدين..وسفهاء الخارج!بقلم:محمد علي إبراهيم

مصر المستقبل
بقلم:محمد علي إبراهيم
سعد الدين..وسفهاء الخارج!

تطلق الصحف الخاصة علي مجموعة من مطاريد
مصر في أمريكا اسم نشطاء الخارج! واللقب علي ما فيه من احترام إلا انه
يعكس أيضا الخواء السياسي الذي نعيشه في مصر فكل من يخرج من بلده ويقيم في
امريكا لفترة تطول أو تقصر يصبح في نظر المعارضة المصرية وصحافتها رمزا
لليبرالية والاصلاح السياسي... لا يهتم اشقاؤنا في المعارضة إذا ما كان
هذا الناشط يتلقي اموالاً من دولة عربية أو اوروبية للإساءة إلي مصر أم
لا. لكن المهم انه في امريكا.. وطالما انه هناك فلابد ان واشنطن راضية عن
توجهه المعادي للحكومة.. من ثم فهو مصدر لأخبار وتعليقات.

لا تفرق الصحف المعارضة والخاصة بين من يعارض من أجل الشو الاعلامي
والسياسي وبين من يعارض في مصر من اجل معارضة حقيقية وشرعية لصالح هذا
البلد ومستقبله..

المهم ان من يطلقون عليهم اسم نشطاء الخارج واسميهم انا سفهاء الخارج
عقدوا اجتماعهم الثاني في امريكا هذا الاسبوع واختاروا له ولاية فيرجينيا
الامريكية بعد ان كان اجتماعهم الأول قد عقد في العاصمة الامريكية واشنطن
يوم 28 فبراير.. الاجتماعان تما برئاسة سعد الدين إبراهيم العقل المدبر
للتحرك المضاد ضد مصر في كل زمان ومكان.

سفهاء الخارج لهم أجندة تختلف اختلافا يسيرا عن تلك التي كانت لهم
ابان حكم الرئيس بوش... سبب الاختلاف هو الأزمة الاقتصادية العالمية التي
يرزح تحتها الاقتصاد الامريكي والتي أصبحت الأولوية الأولي والثانية
والثالثة التي تشغل تفكير الرئيس الامريكي..

نستطيع القول ان المشروع القومي لاوباما هو اصلاح الاقتصاد الامريكي
بينما كان مشروع بوش هو احداث فوضي خلاقه في الشرق الأوسط الأمر الذي
استلزم ان يكون له عملاء واتباع في المنطقة وكان حريصا علي استقبالهم كل
حين سواء في تشيسلوفاكيا عندما عقد عام 2007 مؤتمر الديموقراطية والاصلاح
وحضره سعد الدين أو في واشنطن حيث قابل الرئيس بوش سعد الدين وهشام قاسم
مرتين مختلفتين وتباحث معهما في أمور الإصلاح السياسي بمصر وضروراتها..

قاد سعد الدين "من خلال علاقته ببعض اعضاء الكونجرس وصلته باللوبي
اليهودي وانفاقه علي مشروعه الاصلاحي بأموال من دولة عربية" تحركا يهدف
إلي قطع المعونات عن مصر أو ربطها بالاصلاح السياسي بحيث يقتطع منها جزء
سنويا ونجح ومعه بعض اعضاء الكونجرس الموالين لإسرائيل في تقليل 200 مليون
دولار من المعونة.. وقد رفض الرئيس مبارك مشروطية المعونات تماما..

وكان لسفهاء الخارج أيضا مطلب آخر هو الافراج عن أيمن نور الذي كانت
الإدارة الامريكية السابقة تعامله علي أنه "مانديلا" المصري رغم انه كان
محبوساً بتهمة التزوير.. ولما تم الافراج عنه بشروط الافراج الصحي هلل
سفهاء الخارج وقالوا انه تم نتيجة لضغوط الإدارة السابقة أو انه "عربون"
للإدارة الامريكية الجديدة رغم ان لا أحد من المسئولين الامريكيين تطرقوا
أو حتي لمحوا لموضوع نور مع أي مسئول مصري.. لكنه "الخيال" المريض الذي
يسيطر علي سفهاء الخارج ويصور لهم اشياء لا تحدث.

المهم ان الاجتماع الثاني للسفهاء الذي عقد بفيرجينيا مؤخرا بدا انه
مرتبك وغير محدد التوجه.. فحتي الآن فشل سعد الدين إبراهيم في مقابلة أي
مسئول امريكي لكن ذلك لن يمنعه أن يجمع "خمائر العكننة" إلي جواره في
اجتماعاته المشبوهة التي يعقدها زاعما انها مخصصة لاجراء اصلاحات سياسية..

سعد الدين إبراهيم يضم في مجموعته صحفيين واقباط الخارج ورئيس المركز
العالمي للقرآنيين الذين ينكرون سنة الرسول بالاضافة إلي من يقولون انهم
يعبرون عن النوبة. رغم انه لا علاقة لهم بالنوبة من قريب أو بعيد..

المهم ان هؤلاء السفهاء الذين لا يصح ان نطلق عليهم اسم الناشطين
يقتصر نشاطهم في الوقت الراهن علي التواصل مع المدونين في مصر وقراءة
الصحف علي الانترنت.. فإذا ما قرأوا حادثة تتضمن احتكاكا بين فئات مختلفة
في المجتمع اصدروا من فورهم بيانات تناصر فئة ضد اخري.. وتنحاز إلي جماعة
ضد أخري.. الفكرة الاساسية التي يروجها سفهاء الخارج هي اظهار المجتمع
المصري وكأنه انقلب إلي ساحة قتال رفع فيها الضعفاء عقيرتهم بالشكوي فلم
يسمعهم أحد سوي سفهاء الخارج.

نصب السفهاء من أنفسهم وكلاء "بدون تفويض" علي الاقباط والعمال
والمدونين وجنود الشرطة والاخوان المسلمين وقرروا ان يشكلوا هيئة لمناصرة
فئات الشعب من امريكا!

السفهاء يركبون حاليا موجة الغضب من الاسعار والبطالة وصعوبة الظروف الاقتصادية فيشرعون سيوفهم ضد الحكومة..


من خلال الانترنت عرفوا ان المدونين يستعدون لتنظيم إضراب في 6 ابريل
لاحياء ذكري اضراب العام الماضي الفاشل.. لذلك قرروا تنظيم مسيرة أو
مظاهرة كبري في نفس اليوم بأمريكا لتأييد المضربين في مصر وليشعر
المعارضون الشباب في مصر ان هناك اشقاء لهم في امريكا يساعدونهم بالتظاهر
وبالأموال إذا لزم الأمر لاحداث المطلوب في مصر..

لو كان سفهاء الخارج يريدون خيرا بمصر وابنائها لطالبوا ابناءها
المعترضين بتشكيل حزب سياسي قوي في مصر والتعبير عن مطالبهم.. ما يحدث في
مجلس الشعب من حرية تبلغ حد التطاول يؤكد ان حرية الرأي مكفولة.. أما إذا
كان الهدف أو الغرض هو تأليب طبقات الشعب ضد الحكم وخدمة اهداف الفوضي
الخلاقة التي كان يتبناها بوش والإدارة الامريكية السابقة. فإن هذا لن
يحدث ولن يستطيع حفنة "مطاريد" معروف لمن ولاؤهم ومن ينفق عليهم أن يعبروا
عن شعب مصر حتي في أحلك الظروف الاقتصادية..

اما مسألة تقديم النصح بشأن الصورة المثلي التي ينبغي أن تكون عليها
مصر المستقبل وطبيعة العمل السياسي وهل الأجدي أن تقلد النموذج التركي أم
الغربي. فهذه كلها اشياء لا دخل لهم بها ولا يحق لهم طرحها لأن هناك عشرات
من القنوات الشرعية والأحزاب في هذا البلد ولا نحتاج للمطاريد كي يفتوا في
أمورنا السياسية..