قمة..علي نار دعوة نجاد وشافيز .. تدعم الانشقاق والضحية: المصالحة العربية والفلسطينية .. والبشير خالد إمام

..وماذا بعد؟!
قمة..علي نار
دعوة نجاد وشافيز .. تدعم الانشقاق
والضحية: المصالحة العربية والفلسطينية .. والبشير
خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg

لا أري سبباً منطقياً ولا فائدة تذكر من
توجيه قطر الدعوة إلي كل من الرئيسين الإيراني أحمدي نجاد والفنزويلي هوجو
شافيز لحضور القمة العربية المقرر عقدها في الدوحة الأحد القادم.

الشارع العربي في دهشة ويتساءل: ما الصفة التي تشارك بها إيران
وفنزويلا في قمة عربية المفروض أن البند الأول غير المعلن فيها هو محاولة
إصلاح ما أفسده المتطرفون وفي مقدمتهم إيران نفسها؟.. وما تأثير وأهمية
مشاركة البلدين في خدمة القضايا العربية؟

* * *


قد يكون مستساغاً ومقبولاً أن يحضر القمة بصفة مراقب أمين عام الأمم
المتحدة باعتباره يرأس المنظمة التي تضم في عضويتها كل دول العالم. وأمين
عام مجلس التعاون الخليجي الذي يضم 6 دول خليجية. ورئيس الاتحاد الأفريقي
والذي يضم في عضويته 10 دول عربية من ال 22 دولة.

لكن.. من غير المستساغ ولا المقبول أن تشارك في القمة قوي إقليمية
بعضها له أطماع معروفة وسوف تؤثر مشاركتها ومواقفها المعلنة من الغرب
حتماً بالسلب علي سير ونتائج القمة مما يزيد من الانشقاق بين الدول
العربية ويعجل بالتصادم بين العرب والغرب وهو ما يجعل القمة علي نار.

أيضاً.. كيف تستضيف القمة "العربية" دولة "أجنبية" تحتل جزءاً من
دولة "عربية" هي جزر الإمارات؟ أليس هذا استفزازاً من دولة عربية إلي أخري
شقيقة. ومن دولة خليجية إلي خليجية أخري يضمهما تجمع إقليمي واحد؟

* * *


ثم.. هل من صالح العرب وقضاياهم استضافة إيران وفنزويلا؟


إن القمة ستناقش أول ما تناقش المصالحة العربية العربية. والمصالحة
الفلسطينية الفلسطينية. وأزمة الرئيس السوداني عمر البشير من المحكمة
الجنائية الدولية.. ولا يصح أبدًا أن ننشر غسيلنا أمام أغراب خاصة إيران
التي لا ترحب بها الكثير من الدول العربية.

"النتيجة".. أن الكثيرين من الزعماء العرب لن يشاركوا بأنفسهم في
القمة.. وسوف يبعثون وفودًا برئاسة ضعيفة قد لا ترقي حتي إلي مستوي
الوزراء.

بالتالي.. لن يتم حسم القضايا الرئيسية الثلاث بشكل ملزم لكافة الدول.. بل ستظل كل قضية بلا حل.. إن لم تزد الخلافات حولها.


.. و"الضحية" هي المصالحة العربية. والمصالحة الفلسطينية. والبشير.


* * *


ألم تتعظ قطر مما تعرضت له القمة الطارئة التي دعت إليها خلال العدوان الإسرائيلي علي غزة وقبيل أيام من قمة الكويت الاقتصادية؟


فإلي جانب أن هذه القمة لم يكن لها أي داع أصلاً.. فقد نسفتها قطر
عندما وجهت الدعوة إلي نجاد لحضورها.. وهو ما جعل كثيرًا من القادة العرب
يرفضونها.. وبالتالي لم تستوف النصاب القانوني لعقدها.. وتحولت إلي مجرد
اجتماع تشاوري.

.. وألا تعلم قطر أن إيران هي سبب كل "البلاء" في المنطقة؟.. احتلت
جزر الإمارات. وحاولت سرقة مملكة البحرين. وأجندتها الفارسية تقوم علي
التهام كل الدول العربية والسيطرة والهيمنة عليها بعد التغلغل الشيعي
فيها.. ولا يهمها من قريب أو بعيد القضية الفلسطينية ذاتها فهي تتخذها
مجرد "مطية" لتحقيق أطماعها ولو فوق دماء كل شعب فلسطين والشعوب العربية.

.. وألا تدري قطر أن فنرويلا- شافيز أحد ألد أعداء الغرب عامة
وأمريكا خاصة؟.. ولذا فإن دعوته سوف تستفز الغرب وهذا ليس في صالح قضايا
مصيرية لن تحل إلا بدعم غربي.

.. وألا تعرف قطر أن إيران وفنرويلا بمواقفهما دولتان غير فاعلتين في
دعم العلاقات العربية مع الغرب وليس لهما أي تأثير إيجابي يذكر إن لم يكن
تأثيرًا سلبيا؟

* * *


إن القمة العربية بالدوحة عليها أعباء كثيرة وأمامها مشاكل ضخمة يجب "لمها" لا أن تزيد من صعوبة حلها.


القمة لا تعقد لكي تكون منبرًا للخطب الرنانة من الحنجوريين.. ولا لتكريم مخربين.


القمة تحتاج إلي جو هاديء ومناخ أسري دافيء مما يساعد علي أن تكون المناقشات بناءة تخرج بنتائج إيجابية ملموسة.


ويقيني- ويقين كل المخلصين- أن دعوة نجاد وشافيز لن تهييء أبدًا.. هذا الجو والمناخ.. وبالتالي تلك النتائح.