المدرسة المنضبطة أولا بقلم‏:‏ مكرم محمد أحمد

من طرف نورا نورا الخميس مارس 26, 2009 12:48 pm

نقطة نور
بقلم‏:‏ مكرم محمد أحمد

المدرسة المنضبطة أولا

لا
أعتقد أن أحدا يمكن أن يختلف علي ضرورة تطوير العملية التعليمية في مصر
بما يعيد للمدرسة بهجتها‏,‏ ويضمن توافر معايير الجودة في كل عناصر
العملية التعليمية‏,‏ ابتداء من المدرس الذي يرقي بآدائه إلي حد يحفز
التلميذ علي أن يكون شريكا فاعلا في العملية التعليمية‏,‏ يسأل ويناقش
ويفكر ويحسن التعبير عن نفسه‏,‏ وليس مجرد أن يحفظ ويصم‏,‏ إلي المدرسة
التي ينبغي أن توازن بين وظيفتها كمكان لتلقي المعارف والعلوم‏,‏ ودورها
التربوي في رفع كفاءة التلميذ وقدراته من خلال أنشطة مدرسية متنوعة تكمل
العملية التعليمية‏,‏ وتساعد علي اكتشاف قدرات التلميذ وتنمية مواهبه‏.‏

وفي
لأغلب فإن هذه هي الأهداف ذاتها التي يتوخاها برنامج تطوير التعليم العام
الذي يتبناه الدكتور يسري الجمل‏,‏ الذي يعتقد ان صلاح التعليم في مصر
يرتبط بضرورة إحداث تغيير شامل في نظام القبول بالجامعات لايعتمد علي
المجموع الكلي لدرجات الطالب أساسا وحيدا للقبول‏,‏ وإنما يضيف اليه حسابا
دقيقا لقدرات التلميذ من خلال تقييم جهده في النشاط المدرسي‏,‏ الذي ينبغي
أن يرتفع وزنه في معايير القبول بالجامعات بما يكافئ ويساوي حجم الدرجات
العلمية التي يتحصل عليها التلميذ في مواد الدراسة‏.‏

ولأن البيت
المصري يعاني من غياب دور المدرسة التي تكاد تغلق أبوابها ابتداء من أول
ابريل علي حد المثل الدارج الآن في البيوت المصرية بعد مارس مفيش مدارس
كما يعاني من افتقار المدرسة إلي كل أدوات النشاط المدرسي‏,‏ المعمل
والمكتبة والمسرح والمرسم‏,‏ وغرفة الموسيقي ومعمل الكمبيوتر‏,‏ والغناء
المدرسي‏,‏ كما تساوره الشكوك في إمكان وجود تقييم عادل وموضوعي للنشاط
المدرسي لا تتدخل فيه اعتبارات الوساطة والأهواء‏,‏

ولا يثق أيضا
في امكانية ان يكون المدرس محايدا في تقييمه لجهد التلميذ في النشاط
المدرسي الذي سوف يكون له وزن مهم في الانتقال من صف دراسي الي آخر‏,‏ حتي
حصوله علي الثانوية العامة‏,‏ فإن خطط وزير التعليم لا تلقي مع الأسف أي
ترحيب داخل البيت المصري‏,‏ برغم معاناته الشديدة من نظام القبول الحالي
الذي تسبب في شيوع الدروس الخصوصية في كل مراحل التعليم‏,‏ وفي كل المواد
ابتداء من الابتدائية الي شهادة الثانوية العامة‏.‏

وما من سبيل
لعبور أزمة الثقة العميقة التي تزيد من شكوك البيت المصري في خطط التطوير
الراهنة‏,‏ سوي أن نري علي نحو منتظم ومتصاعد مدرسة منضبطة عالية
التجهيز‏,‏ تقوم بدورها التعليمي والتربوي علي امتداد العام الدراسي
بأكمله‏,‏ يحكمها الانضباط الذي ينظم حضور المدرسين قبل حضور التلاميذ‏,‏
وبدون ذلك تصبح عملية التطوير خططا علي الورق‏,‏ أو مجرد دخان في
الهواء‏.‏‏

mmahasabo@yahoo.com